انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا 19من طرف جلالة محمد السادس، هل هي بداية انفراج للأزمة الاقتصادية؟؟
ادريس العاشري
يمكننا أن نتنفس الصعداء، ونحلم بالرجوع إلى الحياة العادية ما قبل مارس 2020 بعد معاناة صحية واقتصادية واجتماعية دامت سنة، نتيجة تداعيات أزمة كوفيد 19 التي بعثرت كل الحسابات والتوقعات الماكرو اقتصادية لجل دول المعمور، خصوصا بعد انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا 19 في بعض الدول الغنية واستتناءً في المغرب كأول دولة إفريقية، استطاعت أن تحصل على الكميات اللازمة لتلقيح أكثر من 33 مليون شخص مغربي وأجنبي مقيم بالمغرب عمره يتجاوز 17سنة ؟
بعيدا عن لغة الخشب، والخطابات الديماغوجية العدمية، لا يمكن لأي ملاحظ كان سياسيا،اقتصاديا ومجتمعا مدنيا، أراد أن يقيم الوضع الصحي والاقتصادي والاجتماعي للمغرب خلال فترة أزمة كوفيد 19منذ الإعلان عن إغلاق الحدود الجوية والبرية وفرض الحجر الصحي، أن ينكر أهمية المجهودات والإجراءات الاستعجالية التي أمر بها جلالة محمد السادس لمواجهة الأزمة، وضمان الاستقرار الاقتصادي والسلم الاجتماعي للبلاد. فبفضل التوجهات السامية الملكية، استطاع المغرب أن يتحدى كل العقبات، ويخلق الثقة في نفوس المغاربة التي عبرت وأبانت عن مدى حضارتها ووطنيتها لضمان الاستقرار الأمني والاجتماعي للبلاد، وذلك بالتزامها واحترامها لكل التدابير الصحية اللازمة التي فرضتها الجائحة.
إذا كانت كل الدراسات الاقتصادية تتفق على أن النمو الاقتصادي لأي بلد رهين بالاستقرار الأمني والاجتماعي، الذي له علاقة بالجانب الصحي والتعليمي للمواطن ، فإن تدبير المغرب لأزمة كوفيد 19 جعلته في رأي العالم بلد أمن ومستقرا، قادرا على جلب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع الاستثمار المحلي، خصوصا إذا اعتمدنا تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين حددا نسبة النمو الاقتصادي للمغرب في سنة 2021 في 4 و4.5 % بعد تراجعه بنسبة 7.2 % خلال سنة 2020.
إذا كان المغرب قد استطاع أن يدبر أزمة كوفيد 19 صحيا،اقتصاديا واجتماعيا بفضل التوجهات السامية الملكية المتمثلة في الإجراءات التحفيزية التالية:
خلق صندوق كوفيد 19 لدعم المواطن المتضرر و تمويل القطاع الصحي، حيث استفاد أكثر من 5 مليون مغربي من دعم تراوح بين 800 درهم و 1200 درهم على ثلاث دفعات. إجبار القطاع البنكي المغربي للمساهمة في إنقاذ المقاولة المغربية بمختلف أحجامها وتسهيلات للأشخاص الذاتيين لتسديد القروض الممنوحة.
وخلق صندوق دعم المقاولة المغربية بغلاف مالي يقدر ب 45 مليار درهم.
هل يمكننا أن نتفاءل بالإنفراج الاقتصادي بعد انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا؟؟؟.
بعد نجاح الدبلوماسية المغربية في حل المشكل المفتعل في الصحراء المغربية،فإن ظهور صاحب الجلالة محمد السادس يأخذ أول جرعة تلقيح، هو درس آخر يعطيه المغرب للعالم وللأعداء، وإشارة قوية للمستثمر الأجنبي والمغربي، على أن الوضع الصحي ،الأمني،والاجتماعي للمغرب مستقر.
الكاتب : ادريس العاشري - بتاريخ : 06/02/2021