بأصوات متعددة … جيدون جدا…

عبدالله المتقي
جيدون جدا … في قراءة الصفحات عن فوائد الزنجبيل والحبة السوداء وأهوال القبور، ولا نتصفح ديوانا للشاعر أولاد أحمد، أو قراءة فصل من رواية «المغاربة»، ولا حتى سماع مقطعا من سيمفونية لـ«موزار» ..
جيدون جدا … في تقشيرنا .. في نشر عيوبنا على حبال الغسيل .. في عضنا وأكل لحومنا حية وميتة بأنياب «ماضية»…
جيدون جدا … في «تشراك الفم»، في التآمر والكولسة،.. في فضاء الحافلات والمخابز والمدارس والمساجد ، وغدا نلتقينا كي نعانقنا بأشواق الغائبين والعاشقين والمحبين، فنتبادل الضحك والمحبة ولغة الأصدقاء الحقيقيين .
جيدون جدا … في ظلالنا، في أنانيتنا ونرجسيتنا وانتفاخنا … في أرنبات أنوفنا ، نطل علينا من برج شاهق وعاجي، نتنفس من منخر واحد ، بيد أننا نخاف وتصطك أسناننا من خشخشة جرذ في عزلتنا ..
جيدون جدا … في العرقلة و نقاط النظام وأصابع الاتهام ، في النسف والإفشال وإفراغ العجلات من الهواء، في العواصف والرعود ورداءة أحوال الطقس. في الخسران والإحباط، ولا نعبد حتى طريقا واحدا كي نصل
جيدون جدا … في الجمع بين السياسة وبيع الزيت البلدي، بين الرياضة والسياحة، بين السينما والمسرح والتشكيل والقصة والرواية، بين الدين والتجارة، بين البرلمان والجهة والعمادة والبلدية والوزارة، بين الإمامة والحزب والنقابة،.
جيدون جدا … في السلخ والذبح، في شفرات الحلاقة والسيوف، في الركل والرفس والتدافع «واللهطة»، في القتل والافتراس، في التحرش والاعتداء ، تحت الشمس .. في الليل، في القطارات، في الشوارع والحارات ، في الخلاء كما في قاعات السينما.
جيدون جدا … في صناعة الموت، في زراعة الألغام، في فقء العيون ، في الضرب من الخلف وبرتبة جنرالات الجبن ..
جيدون جدا … في محبة الجحيم والزبانية ، في عشق القسوة والسادية، في عذاب القبر .. في الفتاوى .. وفي تحقيرنا وتقزيمنا وبكامل أبهتنا
جيدون جدا … في تقشير الورد، في نتف ضفائر الأشجار، في البول علىا لجدران والأشجار .. ، في كراهية الأناقة ورائحة العطر ..
جيدون جدا في الغمز .. في الهمز واللمز، ولغة الإشارة .. في الشماتة، في الانتخابات البلدية والبرلمانية ..
وجيدون جدا .. نعم جدا وجدا
الكاتب : عبدالله المتقي - بتاريخ : 09/12/2017