بأصوات متعددة .. (غيمة بين سريرين)
سعيد منتسب
حين تتشابك يدانا
هذا المساء
يستيقظ كُحْلُ الوسادة
ويتثاءب البساط المنسي
وراء الدولاب
ها يدك على كتفي
ويدي حول خصرك
فتمايل أيها السوار الغجري بدلال
تمايل كغيمة في يد عازف
وتقدم خطوة
أو خطوتين
واغرس كاحلك الفضي
في خطوتي
ثم تراجع إلى الخلف
ثلاث خطوات
وحَوِّلْ ظلك الضاحك
إلى سماء
ورموشك الوارفة إلى نجوم
طر بجناح واحد
واترك غمازتك تحط على كتفي
أنثر عطرك العابق
واصنع من سحابته أرجوحة
نمتطيها معا مثل طفلين سعيدين
وحين يتعب العازف المخمور
اترك الأرض تحت قدميك تدور
وافتح بابا آخر لغيمة قلبي
التي لا تنام
الغيمة التي تتناول الآيس كريم على مهل
وتحدق بافتتان في المرآة
الغيمة التي تقرأ الكتب
وتخبز الضحك
الغيمة التي تقف بين سريرين
لتجرب الغناء
الغيمة التي تطل من الطابق الثالث
لتوبخ الذئاب التي تملأ كفيها
الغيمة التي تخفي كعبها العالي
في دفتر الإملاء
الغيمة التي تتستر على عاصفة
تلعب الورق بدهاء
الغيمة التي لم تعثر على ما تقول
الغيمة التي تقبلني كل صباح
على الخد
وأقبلها على الجبين
الغيمة التي تبادلني جرحا بجرح
الغيمة التي تعدني بلا شيء
حين تعدني بكل شيء
الغيمة التي علمتني أن أنادم الضواري
وأنا مكتوف اليدين
تلك الغيمة تصب الآن وشاحها
على قارب يرمق عبورها الزاخر
بابتسامة على وجهه
وبباقة ورد وراء ظهره
الكاتب : سعيد منتسب - بتاريخ : 03/05/2017