بأصوات متعددة : نزهة مع عاصفة
سعيد منتسب
بالكاد أعرفها تلك المرأة التي
اعتقلت بين يديها
موجة بشعر ناعم كثيف
وفستان أزرق من الكشمير
ثم ركضت كيفما اتفق
كي تبنيَ من الرمل الذي استيقظ
تحت قدميها الحافيتين
كوخا صغيرا من الطحالب
ليتدفأ الصيادون الرائعون
الذين كانوا مفعمين بالبرد
ويفركون أياديهم
بأسماك من دخان
ويحلمون بأكواب من قهوة الإكسبريسو
وحين غمروها ببضع دقائق
من الابتسام المتغضن
والسعال الخفيف
أطلقت نوبة من الضحك
قبل أن تزداد شبها بالملح
الذي كان يتساقط بانتباه شديد
من معاطفهم
تلك المرأة
كانت تصطاد الطالع من قطة بلون الماء
تموء في عينيها
وكانت بعناد المقاتلات الإسبارطيات ترفع رأسها إلى أعلى وتزأر لترعب كل ملاك مسلح بمسدسات اللايزر كي يمنع جرار المطر من الغناء. كانت تتمنى بقليل من الحظ أن تمد يدها إلى الغيم لتقطف نهرا بأربع ضفاف وزورقين. ولم تكن تبدي أي اعتراض من أن ينتابها الظلام وهي تكسو بعينيها العسليتين آثار الكلاب والطيور والعشاق الذين اكتشفوا قلوبهم على نحو مؤلم.
تلك المرأة
التي بالكاد أعرفها
تحشر قلبها
في صندوق من زجاج
كي تخيط لمعطفي
عاصفة مغطاة
بسواحل بعيدة
وحين تخفُت القهقهات
في دمي
تُصوِّب ابتسامتها
نحو كأس شاي يراقب عزلته
كما لو كانت كلابا خرساء
في شوارع خالية
وحين أتسلق لمعة عينيها
تخرج السناجب من ضفائرها
لتقضم أصابعي التي تمسك
جسرا على جبال تسير
وحين أقول لها بكل ضيق
إني أحبك
تجمع القواقع
وتظل صامتة
كما لو كانت مقبرة
وكنت رجلا مشبوها
تلك المرأة خلعت زلزالها
وتحولت إلى مطر غزير
يوزع نبيذه
على كل الجرار التي تطفو
في عينيها
وتتخمر في قلبي!
الكاتب : سعيد منتسب - بتاريخ : 20/04/2017