بالمباشر … أهل فاس أنتم لا تحبون الماص

عزيز بلبودالي

طبعا، وأكيد، أنتم أهل فاس، لا تحبون الماص، ولا ترغبون في الإسهام في توفير الشروط اللازمة من أجل النهوض به من جديد، ليس لاستعادة أمجاده السالفة لأن الأمر سيكون صعب التحقيق، بل،على الأقل، لمده بشحنة من أوكسجين الحياة انقطعت عن شرايينه وأنتم من قطع تلك الشرايين.

لو كان بيدي، لحكمت عليكم، أهل فاس، بأقسى الأحكام والعقوبات، لقد دمرتم، أو إنكم في الطريق إلى ذلك، صرحا كنتم تعتقدون أنه ملك لكم وحدكم، أنتم أهل فاس، وهو ملكنا نحن جميعا وفي كل نقطة من خريطة هذا الوطن.. ربما تنسون، ربما وجب تذكيرهم، ربما صراعاتكم بين بعضكم البعض، جعلتكم لا تدركون فظاعة ما تسببونه لفريق، من منا لم يكن يخصه بالتقدير والاحترام والإعجاب؟
التاريخ والذاكرة الرياضية يقولان إن المغرب الفاسي كان عبر تاريخه، يلعب دائما دورا هاما في تطوير الكرة المغربية، قبل الاستقلال وبعده، فالماص كان أول فريق يصل إلى دور ثمن النهاية من كأس فرنسا والتقى بالفريق الكبير آنذاك «ريد ستار»، وبعد الاستقلال، وفي أول بطولة منظمة تحت رعاية الجامعة المغربية الملكية لكرة القدم في أكتوبر 1956، كان المغرب الفاسي من الأوائل الذين كسبوا مكانتهم ضمن الأقوياء ولم يودعها إلا سنة 1995 ليعود إليها بعد سنتين، لكن النزول كان مرة ثانية سنة 2004.
قبل سنتين، والمغرب الفاسي يتوج بثلاثية تاريخية (كأس العرش، كأس الكونفدرالية والسوبر الإفريقي)، قلنا إنها نهاية الأحزان وبداية العهد الجديد نحو الصعود إلى القمة، كنتم، أهل فاس، ومعكم نحن جميعا في كل أرجاء الوطن، نحيط بالفريق ونجدد معه روابط الود والتقدير، ونتطلع بتفاؤل للأفق الذي نراه فيه وقد عاد ليحتل تلك المكانة التي تليق به.
لكنكم، أصررتم، وألححتم، وتشبثتم بمصادرة حلمنا ذاك، وأنتم تهندسون وتخططون داخل دوائر المؤامرات والتحالفات لإسقاط الصرح والحلم، وتزرعون النفور والقبح لكي تطردوا كل ما هو جميل في روابط الحب والتقدير بيننا جميعا وبين هذا الفريق.
لكم أن تخجلوا من أنفسكم، أهل فاس، ما لهذا الصرح الكبير أن يتهاوى بين أيديكم، ما لهذه المعلمة العملاقة أن تصمد على أعمدة تصرون على هدمها بأياديكم، كيف يصل بكم تعنتكم وتعالي بعضكم وتكبره على التفريط في فريق كان أحد أبرز وأهم وأقوى ركائز الكرة الوطنية؟ كيف تحولونه، بسبب أنانية بعضكم، إلى فريق تتلاعب به مصالح البعض، وتتقاذفه أمواج التعنت والتكبر و( غير ضد فيه).
الماص أكبر منكم جميعا، وأكبر منا جميعا، فأوقفوا خلافاتكم أوابتعدوا عنه.. الماص كبير وسيبقى كبيرا، وفي فاس من هم أهل لتولي الأمور، فإن لم تستطيعوا جعل التوافق محطة انطلاق لمصلحة الفريق، فابتعدوا وستكونون قد قدمتم الخدمة المرجوة للماص.
بصدق، شخصيا، شعرت بامتعاض وبتقزز وأنا أطالع بلاغا تصدره الجامعة، تشير فيه إلى بطلان الجمع العام لنادي المغرب الفاسي، الذي انعقد في يوليوز الماضي، بعد تعميق البحث والتحقيق في الأخطاء التي شابته.
هل يشرفكم، أهل فاس، أن تشير إلى الماص أصابع الاتهام والتشكيك حول وجود تزوير في عدد من الإجراءات والمحاضر في محطة الجمع العام؟ وهل يشرفكم أن يسير الفريق برأسين ويصبح « أضحوكة» بين باقي الفرق الوطنية؟
أوليس في فاس العلمية حكماء وعقلاء يعيدون للعقل والحكمة وجودهما في الفريق؟ أو لم يحن الوقت بعد ليدرك المتصارعون أنه ربما جاءت وحلت اللحظة التي سيكون ابتعادهم أكبر «خير» يقومون به لصالح الفريق.
غدا الثلاثاء ثالث أكتوبر، موعد فاس مع إعادة فريقها وفريقنا جميعا للسكة الصحيحة.. تواضعوا، اتركوا خلافاتكم جانبا، ناقشوا بهدوء وبتقبل للآخر، وساندوا المكتب، بأي رئيس سيخرج من الجمع العام منتخبا ومتقلدا لمهام تسيير الفريق، فالماص يحتاجكم اليوم، وإنها في نظري للحظة تاريخية حاسمة، فلا تضيعوا الفرصة.
يوم السبت، في المعرض الدولي للرياضة والترفيه بالدارالبيضاء، حضر محمد الهزاز، وحضر سعيد بلخياط..
اسمان كبيران معهما تذكر الحاضرون في المعرض، بشوق وحنين، أنه كان لكرتنا الوطنية فريق كبير اسمه المغرب الفاسي.
أهل فاس، أكاد أشك في أنكم لا تحبون الماص!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 02/10/2017