بالمباشر: أيام حاسمة !

عزيز بلبودالي

نجح فريقنا الوطني زوال أول أمس السبت، في المرور إلى دور نصف نهاية كأس إفريقيا لمنتخبات اللاعبين المحليين « الشان» بعد تغلبه على ناميبيا بهدفين لصفر. حسابيا إذن، لا تفصلنا سوى 180 دقيقة لنيل اللقب وإحراز الكأس القارية التي لن يختلف اثنان وكرة القدم المغربية تعيش طفرة هامة في تاريخها، أن إحراز هذه الكأس سيشكل بكل تأكيد تتويجا مستحقا للمسار التصاعدي الذي توقع عليه كرتنا الوطنية على المستوى القاري، وتتويجا كذلك للمجهودات التي بدلت من أجل الارتقاء بمنتوجنا الكروي، والذي كان من نتائجه الأولية التأهل لمونديال روسيا 2018، وإحراز الوداد لكأس عصبة الأبطال الافريقية.
نريدها كأس مغربية، ولقبا قاريا يؤكد الصورة الجميلة التي شرعنا في رسمها وأكيد لا نرغب في التفريط فيها.
هي 180 دقيقة فقط، ونبلغ المراد، تسعون دقيقة منها ستكون عسيرة، يجب أن نتوقع ذلك، بل ويجب أن نضع في حسباننا أن منافسنا في مرحلة نصف النهاية لن يقبل بدوره بغير الطموح لتجاوز هذه المحطة والتأهل لمباراة النهاية والتطلع لإحراز الكأس. تسعون دقيقة لن تمر على فريقنا الوطني مريحة وسهلة، يجب أن نقتنع أننا سنكون مطالبين بالتركيز، بنسيان ما سبق من انتصارات، وبالعمل بجهد إضافي من أجل عدم ترك الفرصة تمر لنيل بطاقة المرور لمباراة النهاية.
صحيح، قدم جمال السلامي المدرب، ولاعبو فريقنا الوطني ما يثير في دواخلنا روحا عالية من التفاؤل، لكنها الكرة، سحرها وغرائبها، ما تفرض علينا أن نحتاط في تفاؤلنا، كما تفرض على السلامي ولاعبينا العودة بسرعة إلى أرض الواقع بعد الاحتفال بالمرور إلى مباراة نصف النهاية، والتحضير بتركيز عالي وحمدا لله أن كل الشروط موفرة ومهيأة أمامهم.
نحن مطالبون بمواصلة المضي في هذه المغامرة الجميلة، على اعتبار أن استمرار حضورنا في الدورين المقبلين، نصف النهاية والنهاية، سيجعلنا محط أنظار إفريقيا كلها أولا والعالم  الكروي ثانيا، هذا العالم الكروي الذي نستعد لاستقبال أبرز أسمائه في بداية هذا الأسبوع، وفي مقدمتها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا»، ومساعديه ومسؤولي المكتب التنفيذي الذين سيرافقونه بكل تأكيد.
هي فرصة لم نكن نحلم بها ونحن نعد ملفنا لاحتضان مونديال 2026، وصناع القرار الكروي العالمي يحلون ضيوفا عندنا فيما تبقى من عمر هذه البطولة القارية. نحن مطالبون بمنح ضيوفنا الصورة التي تليق بكرتنا، بملاعبها، بفنادقنا، بطرقاتنا، باستقرارنا وأمننا، وبجمهورنا المطالب بالانخراط الفعلي بحضوره المكثف في المباريات القادمة ، في دعم ملفنا على أساس أننا كلنا معنيون، وكلنا ملزمون بالدفاع عن حظوظنا ولو أمام منافسة نعلم أنها ستكون شرسة للأمريكان والمكسيك وكندا. ولعله فأل خير لملفنا ما يحدث حاليا في كندا ووزيرها في الرياضة يستقيل من مهامه، يوم الجمعة الأخير، بعد اتهامات وجهت إليه بالتحرش وبسلوك غير لائق حيال النساء.
علينا أن نكثف من حضورنا في مدرجات ملاعبنا فيما تبقى من مباريات هذه البطولة الافريقية، وكم نال كل الإعجاب مشهد فريق الكوكب المراكشي بكل مكوناته في مدرجات الملعب الكبير لمراكش خلال المباراة التي جمعت أول أمس السبت منتخبي السودان وزامبيا، وقبله أولمبيك آسفي واتحاد طنجة وفرق أخرى طلبت حضور مباريات «الشان» كشكل من أشكال الدعم، والتي كنا نتمنى أن تحدو حدوها فرق الدارالبيضاء خصوصا الوداد والرجاء، على الأقل في المباريات التي يكون فريقنا الوطني طرفا فيها.
هي فرصة بكل تأكيد يجب استغلالها لدعم وتعزيز ملفنا بكل العناوين التي يمكن أن نحصل بواسطتها على إعجاب ورضى ضيوفنا من «الفيفا» ومن كل الشخصيات التي عملت الجامعة حسنا وهي توجه لها الدعوة للحضور لمتابعة مباريات النصف والنهاية.
يوم الثلاثاء الماضي، كنا مع أول لقاء للتعرف على اللجنة المشرفة على ملف احتضان المونديال، تحدث رئيس الجامعة، ورئيس اللجنة المعين من طرف جلالة الملك، كما تحدث وزير الشباب والرياضة، وفي حديثهم، تبين مدى إيمانهم بالدور الذي يمكن أن تلعبه افريقيا في مساندة ملفنا، وذكرونا أن مجهودا كبيرا بدل في افريقيا لضمان دعم المصوتين فيها في مؤتمر يونيو القادم.. فقط، كنا نتمنى أن يحدثنا المسؤولون الثلاثة عن باقي المصوتين الآخرين في باقي مناطق العالم، آسيا والعرب مثلا..أكيد، ننتظر عملا كبيرا في هذا الاتجاه!
تنتظرنا أيام حاسمة..لنكن على استعداد لها !

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 29/01/2018