بالمباشر: اعتقال الديربي..!

عزيز بلبودالي

قرر رجال الرئيس اعتقال مباراة الديربي البيضاوي ووضعه رهن الحراسة النظرية إلى ما بعد «موندياليتو» الإمارات العربية المتحدة.
يوم الأحد إذن، لن نتمكن من متابعة مباراة القطبين البيضاويين، لن نتمتع بصور الجماهير وهي تغطي كل المدرجات، لن نستكشف ماذا أعد هذان الفريقان لبعضهما، وماذا جهزت جماهيرهما للاحتفال وللتشجيع، لن نمنح الفرصة لعاشقي الكرة الوطنية، في المغرب أو في الخارج، لمتابعة أقوى اللقاءات الكروية جماهيريا وأداء وتنافسا وتحديا.
اعتقل الديربي، والتهمة مجهولة وغير معروفة، ولو زعم رجال الرئيس أن القرار فرضه سفر الوداد للإمارات من أجل المشاركة في كأس العالم للأندية، أو حتى لو زعموا أن التهمة مردها إغلاق ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، والذي يخضع للإصلاح استعدادا لاحتضان كأس أمم أفريقيا للمحليين، أو أن اللعب في المركب الرياضي مولاي عبدالله بالرباط غير ممكن لاحتمال إغلاقه، بسبب عشبه الذي تضرر.
رجال الرئيس فوزي لقجع قرروا في اجتماعهم الذي ترأسه فوزي لقجع شخصيا، وكان يجلس إلى جانبه رئيس الوداد..شخصيا، أن يوقفوا نبض حياة الديربي تحت يافطة جملة واحدة « تأجيل مباراة الديربي البيضاوي، بين الوداد والرجاء، إلى ما بعد عودة الوداد من المشاركة في مونديال الأندية بالإمارات» !
في الكواليس، يقولون إن رئيس الوداد طلب من رئيس الجامعة إصدار قرار التأجيل لحاجة الوداد للتركيز والتحضير النفسي للموندياليتو. وفي الكواليس أيضا، يقولون إن رئيس الرجاء وافق دون تردد، وكيف يرفض وهو يعلم أن رئيس الوداد من أبرز رجالات فريق عمل الرئيس، وهو الغارق في مشاكل لا تحصى جرَّت عليه غضب « الشعب الرجاوي» ! بل وكيف يرفض، وهو أصلا غائب والأخبار تشير إلى أنه قرر الهرب خارج المغرب دون أن يفي بتعهداته تجاه اللاعبين!
وعلى ذكر فريق الرئيس، وكما تطرقنا له في كتابة سابقة، يبدو أن رئيس الجامعة، بل الأمر أضحى واضحا ومؤكدا، يعتمد فريقين للعمل إلى جانبه، فريق من مهام رجاله وعناصره تدبير أمور المنتخب الوطني، أو المنتخبات الوطنية بكل فئاتها العمرية، إلى جانب التكلف بالعلاقات العامة الخارجية أو ما يصطلح عليه بالدبلوماسية الرياضية الخارجية، وفريق رجالاته مهمتهم تدبير الشأن الكروي الداخلي والبطولة الاحترافية في قسميها الأول والثاني.
رجالات الرئيس في الفريق الأول يسيرون في طريق الوصول إلى تحقيق الأهداف المسطرة، بل ونجحوا بامتياز في نسبة مئوية عالية من الأهداف، بدليل ما أصبح يحتله فوزي لقجع من مواقع متميزة في أعلى هرم التسيير الكروي القاري، وبدليل نجاح المنتخب الوطني في الوصول إلى كأس العالم بروسيا، وبدليل الفوز بثقة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين «الشان».
في المقابل، فشل الفريق الثاني أو أنه يسير على سكة الفشل، والبطولة الاحترافية تدبر أمورها ب» عشوائية» ودون تخطيط أو برمجة محكمة تليق بكرتنا التي نتطلع أن تكون في مستوى مكانتها العالمية الحالية، التي يعكسها تأهل فريقنا الوطني لأعلى وأرقى محفل كروي في العالم، ولعل من أبرز وأوضح عناوين الفشل ما تعيشه البطولة من سوء برمجة لدوراتها، وتعدد حالات تحكيمها المثيرة للجدل كل أسبوع، وكذا ما تخضع له العديد من قرارات لجانها، خاصة اللجنة التأديبية، من دوافع غير موضوعية في إصدار أحكامها.
رجالات الرئيس في فريق عمله الثاني لا يدركون، ربما، أن تأهل فريقنا الوطني للمونديال يفرض إنهاء دورات البطولة الوطنية في شهر ماي أو قبل نهايته تحديدا، والواضح مع تعدد حالات تأجيل المباريات، وتوقيف البطولة قريبا، أن مهمتهم ستكون معقدة وشبه مستحيلة.
الديربي اعتقل… حكم عليه بالنفي في ست مرات سابقة، وبعد النفي يتم اعتقاله إلى أجل غير مسمى. وباعتقاله، ستغيب كل صور الديربي الجميلة التي تؤكد لعيون العالم أنه لدينا كرة ولدينا جمهور شغوف بها ولدينا مركب يستطيع استيعاب كل ألوان الفرح والاحتفال…
باعتقاله وتأجيله، نفوت فرصة ذهبية كانت ستمنح ملفنا لطلب احتضان كأس العالم نقط امتياز غالية.
يوم الاثنين ينتقل الوداد إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مونديال الأندية.. أنت عالمي يا وداد بتاريخك وبجماهيرك ونجومك.. وفي الإمارات ننتظر عالميتك الجديدة بانتصاراتك وبتمثيلك المشرف للكرة الوطنية.. !
بالتوفيق يا وداد الأمة!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 01/12/2017