بالمباشر … التحليل في قنواتنا.. في حاجة إلى حلول

عزيز بلبودالي

التحليل الرياضي ليس هو بكل تأكيد، التعليق أو الوصف، هناك مسافة بين كل هذه المكونات المرتبطة بنقل مباراة رياضية.

التعليق والوصف يزاولهما ، كما يفترض أن يكون، صحافي مهني مكون ودارس للإعلام الرياضي، والتحليل يشرف عليه من يستجيب لشروط متعددة أهمها طبعا أن يكون ملما وعارفا بالجوانب الفنية للرياضة التي يقوم بالتحليل في مبارياتها، وأن يكون قد خضع لفترة تكوين تمكنه من استيعاب تقنيات التواصل ووسائل التوضيح والإقناع والشرح. على أن من أهم تلك الشروط أن يكون سبق وأن مارس وزاول نفس الرياضة التي يكلف بتحليل مبارياتها.
من المفروض على هذا الأساس، أن يساعد المحلل المتلقي والمشاهد أو المستمع أو القارئ، بمده بمعلومات كافية تحيط بالمباراة، بخطط اللعب، بخطوطه وعناوينه التي يصعب تحديدها دون توجيه من المحلل ودون مساعدته.
طبعا، لكي يؤدي المحلل دوره ومهمته على أحسن وجه وبأفضل أسلوب، يجب أن توفر له الشروط والوسائل لتحقيق ذلك، الأمر الذي نجده ممكنا في مجموعة من القنوات التلفزية والإذاعية في الخليج العربي والأوربي مثلا، في الوقت الذي تغيب فيه في إعلامنا الوطني.
من هذا المنطلق، يفرض السؤال نفسه في علاقة بقنواتنا المرئية والمسموعة، وتحديدا قناة « الرياضية « كقناة متخصصة ورياضية مائة في المائة، كيف يتم التعاقد مع المحللين وكيف يتم اختيارهم؟ وفي أية شروط يشتغلون؟
المعطيات تشير، إلى أنه في تحليل مباريات كرة القدم مثلا، تعتمد « الرياضية « على ستة محللين يتناوبون على تحليل مباريات البطولة الوطنية، وفق عقود عمل مؤقتة، وبمقابل تعويضات لا ترقى للمستوى المطلوب مقارنة مع ما يحدث في القنوات العربية والأوربية، بل ولا علاقة ولا تشابه، وحتى على مستوى منهجية التناوب بين المحللين، يسيطر الغموض بخصوص المعيار المعتمد في تكليف هذا المحلل دون غيره من زملائه ،علما أن التعويضات المالية تحتسب بناء على المرور وعلى الحلقة الواحدة. وأكيد،هناك استياء غير معلن لدى بعض المحللين وهم يلاحظون أن مسألة التكليف والاختيار لا تتم دائما وفق مقاييس موضوعية، كما يلاحظون غياب العدل وتكافؤ الفرص في التناوب على تحليل المباريات.
وكمتلقين، ومتتبعين، لا يصعب أن نلاحظ بدورنا كيف يتعدى ظهور محلل معين على حساب محللين آخرين، فرص ظهورهم تبدو قليلة وجد محدودة.
ملاحظة أخرى تبدو هامة جدا في نفس السياق، لم يسبق للمحللين المشتغلين في قناة « الرياضية» أن استفادوا من أي تكوين، والغريب أن القناة لم تفكر، حسب ما أكده مجموعة من العاملين فيها، في أن تمنح لمحلليها فرص تطوير وتجديد إمكانياتهم عبر الخضوع لفترات تكوين في المغرب أو في أي بلد في الخارج.
لاشك على هذا المستوى أن دور المحلل الرياضي أصبح هاما جدا ومؤثرا في جلب اهتمام المتلقي وشد انتباهه، ومساعدته على فهم ما يراه، ودفعه إلى المزج بين متعة الفرجة وبين استيعاب وفهم ما يجري ويدور أمامه في المباريات. ولا يمكن أن يتأتى كل ذلك دون أن توفر للمحلل الأدوات الضرورية التي تعزز معرفته وتطعم قاموسه من المعلومات والمعطيات.
« الرياضية» مطالبة على هذا المستوى، بإعادة النظر في خريطة التحليل الرياضي لديها، فالمحلل يمثل صورتها لدى المتلقي والمشاهد، والمحلل المكون المشتغل في ظروف سليمة وصحيحة بإمكانه جلب المشاهد وشد انتباهه، وأكيد، المحلل ليس مجرد أثاث نزين به ديكورات استوديوهات القناة.
في باقي القنوات المغربية، « الأولى» مثلا، تغيب كل المعطيات حول الموضوع، وغالبا ما تستعين قناة « دار البريهي» بضيوف تناط بهم مهمة التحليل، فيما تعتمد القناة « الثانية دوزيم» في نقل مباريات كرة القدم على اسم واحد لم يتغير منذ فترة طويلة يرافق صحفييها في التحليل والنقاش.

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 12/03/2018