بالمباشر : الزيت على النار!
عزيز بلبودالي
حالة احتقان وغضب تسود وسط القاعدة الجماهيرية لفريق الرجاء البيضاوي، بسبب مشاكل الفريق التسييرية والأزمة المالية وخلافات المنخرطين وعناد الرئيس والمكتب المسير، وازدادت حدة الاحتقان والفريق يتعرض لعقوبات من طرف الجامعة على خلفية أحداث الملعب الكبير لمراكش، عقوبات يرى جمهور الرجاء أنها متعمدة وتسير وفق مخطط ووفق مؤامرة تحاك ضد مواصلة الفريق لنتائجه المبهرة، وأضحت بالتالي الأجواء في محيط الرجاء مشتعلة بنار لا تنطفئ ولا تحتاج إلى من يزيد في إشعال لهيبها.
غاريدو المدرب « المحترف» صاحب العديد من التجارب والمسارات في مختلف البطولات والدوريات الاحترافية، لم ير شيئا من كل ذلك، ولم ينتبه لخطورة الوضع، ودفعه انفعاله ورد فعله الغاضب من عدم نجاحه في فك النهج التكتيكي الذي وضعه المدرب الشاب « غير المحترف» وصاحب التجربة الصغيرة في ميدان التدريب الإطار إدريس لمرابط، إلى صب الزيت على تلك النار المشتعلة وهو يشن هجوما لاذعا على التحكيم دون أن يفوت الفرصة ليبعث بتلميحاته متهما الجامعة بوجود مؤامرة فعلا لعرقلة مسار الرجاء: « غريب ما يحصل للرجاء ولا أفهم لماذا يحصل كل هذا ضد هذا الفريق الذي من المفترض أن يحظى بالاحترام والتقدير!» ( من تصريحه في الندوة التي أعقبت مباراة الرجاء واتحاد طنجة مساء الجمعة الماضي).
في نفس الندوة، انتقد غاريدو الجامعة وهو يصرح: «افتقدنا لدعم جماهيرنا خلال مباراة اليوم نتيجة عقوبة «الويكلو»، هذا القرار الذي أعتبره قاسيا ويسبب في عرقلتنا …أستغرب لكل العوامل التي تلعب ضد الرجاء منذ انطلاقة الموسم…».
غاريدو، المفروض أنه راكم تجارب احترافية عديدة وفي مستويات عالية كالدوري الإسباني، وكذا الدوري المصري حين كان يقود فريقا كبيرا مثل الأهلي المصري، لا يمكن أن يجهل أن هناك ضوابط وقواعد يجب احترامها وعدم تجاوزها..غاريدو من المفروض أن يكون على دراية بوجود إجراءات وتدابير يتم العمل بها وموكولة للمكتب المسير وللإدارة عندما يشعر الفريق أنه تعرض لظلم أو لسوء تحكيم، وتابعنا حالات مماثلة لفرق تعتقد أو ترى أنها تتعرض لسوء التحكيم كيف يعمل المكتب المسير على مراسلة الجامعة وعلى تقديم تظلم أو شكاية، وتظل المراسلات بطابع إداري لا يحمل مضمونها اتهامات مباشرة لا تستند على أدلة أو حجج، ولا تحمل عبارات التباكي، كما لا تحمل تحريضا مباشرا أو غير مباشر للجمهور الذي يكفيه ما يعانيه وهو يشاهد عدم الاستقرار الإداري الذي يجثم على فريقه.
لن نجامل الرجاء ولا جمهورها حين نؤكد أن في قوة الفريق الأخضر، وفي استقراره، وفي بطولاته وألقابه، منفعة للكرة المغربية، ودفعا لمسلسل النهوض بها، ومستبعد جدا، بل ومن المستحيل أن تفكر الجامعة مثلا في عرقلة فريق عالمي بقوته قوتُها، وبضعفه وضعف كبار الأندية الأخرى ضعفها.
المؤسف أن ما فعله غاريدو وما صرح به، لم يكن يستطيع فعله لو كان في الدوري الإسباني أو في الدوري المصري، ولكنه ولأنه في مغربنا الطيب، كل الألسن تتمدد كما تحب دون مراعاة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأن التحكيم المغربي لا يستحق أن يكون شماعة لتبرير الفشل، كما أن جمهور الرجاء الكبير، لا يستحق أن تزيدوه تأزما ونفورا وغضبا.
في سنة 2014، تعرض فؤاد الصحابي لأقسى عقوبة من طرف الجامعة لأنه انتقد في برنامج تلفزي الكرة المغربية دون أن يكون مدربا أو منتميا لأية جهة تابعة لسلطة الجامعة.. في نفس السنة، فوزي جمال مدربا حينها لاتحاد الخميسات، يتعرض لعقوبات وغرامات بسبب تصريحات أدلى بها.. غاريدو في 2018، أدلى بتصريحات أخطر بكثير من الصحابي وفوزي جمال.. ماذا أنت فاعلة يا جامعة؟؟؟
المطلوب والمفروض اليوم، أن تتساوى الأندية كلها والمدربون جميعهم أمام القانون، يجب العمل على أن يصطف الجميع على نفس الميزان أمام النظام والقانون والشرع!
رجاء.. يكفي ما يحدث للرجاء ولجمهورها الكبير..
لا تصبوا الزيت على النار رجاء!
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 07/03/2018