بالمباشر … السيد الوزير.. كن أو لا تكون!

عزيز بلبودالي
لا أدري، ولكن لدي إحساس، وإحساسي لا يخطئ عادة، أن وزير الشباب والرياضة ينفذ تعليمات تمنعه من الاقتراب من محيط كرة القدم الوطنية.
الوزير بدا وكأن لا علاقة له بمصير المنتخب الوطني الذي سافر لأبيدجان وعاد ببطاقة المشاركة في المونديال الروسي. بل هناك أخبار تؤكد أنه في الوقت الذي كان فيه لاعبو فريقنا الوطني يقاتلون، بالمعنى الرياضي طبعا، وحناجر الآلاف من المشجعين المغاربة الذين انتقلوا إلى هناك تردد شعارات التحفيز بدون تعب وبدون توقف، شوهد الوزير، والعهدة على الراوي، وهو يصفق بحرارة « منوها « بأداء الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي في عرس أقيم بمدينة مراكش في إحدى القاعات الفخمة المحاذية للمركب الرياضي لعاصمة النخيل؟؟؟؟ العرس، بالمناسبة، أقامه عامل طانطان احتفالا بزفاف ابنته، ويقول نفس الراوي إن الوزير، ومن شدة انتشائه بعزف الستاتي ورقصات مجموعته، بادر إلى أخذ صورة تذكارية مع الفنان الشعبي، مع مجموعة عبيدات الرمى، مع المغني حاتم إدار ومع الكوميدي إيكو، في الوقت نفسه الذي كانت فيه كل الكاميرات وآلات التصوير الفوتوغرافي مصوبة على لاعبي منتخبنا الوطني الذي حقق الإنجاز وأفرح بلدا بأكمله.
الوزير لم يرافق فريقنا الوطني الذي كان يحتاج لكل أشكال الدعم المعنوي والنفسي، وقلنا ربما للوزير التزامات منعته من السفر، ومنعته، على الأقل، من زيارة المنتخب بالرباط قبل أن يسافر لأبيدجان، ولم نكن نعلم أن هناك التزامات لا يمكن للوزير أن يتجاهلها لأي سبب حتى لو كان الأمر يتعلق بمصير منتخبنا الوطني، أو بحضور نهاية منافسات بطولة العالم للجيدو التي كانت تقام على مقربة من قاعة الأعراس التي كان الوزير «يتصور» فيها مع الستاتي ومجموعته!
الأولوية طبعا لتلبية « عراضة» صديقه عامل طانطان، وعلى الكرة والجيدو وغيرهما من الرياضات أن ينتظروا إلى أن يكون وزير الشباب والرياضة غير مقيد بأي التزامات أخرى.
غاب الوزير عن حفل نهاية بطولة العالم للجيدو التي نظمت في مراكش، وهو الذي نتذكر أنه لم يجد حرجا في التحرر من كافة التزاماته في الصيف الماضي عندما سافر إلى النرويج وحضر المؤتمر العام للاتحاد الدولي للجيدو وعمل هناك على جلب هذه البطولة العالمية لمراكش. نعم، وجد الوزير نفسه، في نفس الوقت الذي كانت تقام فيه نهاية تلك البطولة العالمية، وغير بعيد عن القاعة التي احتضنتها، ملتزما بتقديم عرض « تربوي» أمام شبيبة حزبه، وهو العرض الذي قال في بدايته وبالفم «المليان» : «بالأمس ضمن المنتخب الوطني مشاركته في كأس العالم بروسيا، البارح ربحنا صافي ننساه..اليوم خاصنا نربحو كأس العالم، وننظم كأس العالم..طموحنا كبير..ندابزو باش نربحو كأس العالم وندابزو باش نظمو كأس العالم..»
يا سلام… الوزير يبشرنا بالفوز بكأس العالم، ويؤكد أننا سنحتضن مونديال 2026… يقول الراوي إن عرس عامل طانطان امتد إلى ساعات صباح اليوم الموالي، وأشفق بكل صدق على السيد الوزير الذي تحدى كل ظروف ما بعد العرس وحضر تجمع شبيبة حزبه ليمنحنا البشرى العظيمة مؤكدا أننا سنفوز بكأس العالم!
قبل العرس إياه بأسبوع، لم نشاهد السيد الوزير في مباراة الوداد والأهلي وفي حفل تسليم لاعبي الفريق المغربي كأس عصبة أبطال إفريقيا. وقبل مباراة الوداد بأسبوع، لم نشاهد السيد الوزير يحضر افتتاح أو اختتام البطولة العربية لأندية كرة السلة. وبعد فوز منتخبنا الوطني بأسبوع، هل سيحضر السيد الوزير مباراة نهاية كأس العرش بين الرجاء والدفاع الجديدي؟
السيد الوزير، كن مع الرياضة والشباب أو لا تكون..وبالمناسبة، لا أعلم هل ستكون في مكتبك بمقر الوزارة صباح يوم الجمعة المقبل أم لا، لأن « القضية حامضة» حيث من المنتظر أن يتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام باب الوزارة للتنديد بما تتعرض له رياضة كرة السلة ومنتخبنا الوطني المهدد بتقديم اعتذار عام عن المشاركة في تصفيات كأس العالم.
السيد الوزير.. قطاع الشباب في وضع مقلق، والرياضة لا تنال حظها معك…
ربما هي سابقة، وزير مسؤول عن قطاعين، وبعيد عن القطاعين معا!
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 16/11/2017