بالمباشر: السيد الوزير … ماذا عن ملاعب القرب ومراكز الاستقبال؟

عزيز بلبودالي

في شهر يناير الماضي، ومع مطلع السنة الجديدة 2018، جاءت البشرى من وزارة الشباب والرياضة، بقرار صدر عنها يحمل توقيع الوزير، وينص على مجانية استغلال ملاعب القرب، هذا القرار كان واضحا، وأكد أن كل الاتفاقيات مع الشركة المفوض لها تدبير ملاعب القرب في المغرب أصبحت لاغية، ابتداء من فاتح يناير 2018، وستتكلف المديريات الجهوية والإقليمية التابعة للوزارة بعملية تسيير هذه المنشآت.
وسمعنا في نفس تلك الفترة الوزير وهو يصدح بصوته تحت قبة البرلمان، ويشرح في نبرة استنكار شديدة اللهجة، بأن القرار إياه جاء من أجل التصدي لظاهرة كانت تفشت كثيرا بخصوص هذه الملاعب، وتتجلى في قيام بعض الجهات باستغلالها من أجل الاغتناء ومآرب أخرى، وتوعد بإنهاء مشاكلها والعمل على فتحها مجانا لمحبي الرياضة، وبتسيير من موظفي الوزارة !
نتذكر أن الوزير هاجم، وكأنه معارض قوي وزعيم لثورة، مشروع ملاعب القرب الذي برمج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معتبرا أنه مشروع فاشل، فالمشروع الذي انطلق إنجازه منذ سنة 2002 بقيمة 600 مليون درهم وكان يروم خلق 1679 ملعبا للقرب، عاب عليه الوزير طريقة إنجازه، محملا المسؤولية للمدراء الإقليميين للوزارة الذين، حسب قوله، لم يقوموا بمهامهم.
في البرلمان، لم يكتف الوزير بانتقاد مشروع ملاعب القرب وطريقة إنجازها، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وهو يؤكد أنه تم خلال قانون المالية لسنة 2018 إزالة البند الخاص بالأداءات من أجل استغلال تلك الملاعب، مشددا على أن استغلالها سيصبح مجانا أمام المواطنين، وأبرز أنه تقرر، بتعاون مع رئاسة الحكومة، إطلاق مباريات لتوظيف من يقوم بتدبير تلك الملاعب على المستوى المحلي.
السيد الوزير، هل تعلم أنه مر على كلامك الجميل أكثر من ثلاثة أشهر دون أن نرى على أرض الواقع أي شيء، إذ لم يتحقق ما بشرت به ولا يزال أولاد الشعب يؤدون مقابل ممارسة الرياضة في ملاعب القرب!؟
هل تعلم السيد الوزير أن المصلحة المدبرة بصفة مستقلة ( سيغما) لا تزال المتحكمة القابضة؟
وهل تعلم أن أبواب ملاعب القرب مازالت لا تفتح إلا «بالفلوس»؟؟
نريد أن نعرف السيد الوزير، هل عجزت وزارتكم عن تغيير واقع هذه الملاعب وفشلت في فتح أبوابها بالمجان كما وعدتم، بل وكما قررتم؟ فالأمور لم تتغير، وأولادنا وبناتنا من أبناء هذا الوطن مازالوا يؤدون مقابل استغلال مرافق أنشئت لفائدتهم، وأنجزت من أموالهم ومما يؤدونه من ضرائب؟ فهل تعلم أن «الجهات» التي أكدت، في كلامكم الجميل، أنها تقوم باستغلال تلك الملاعب من أجل الاغتناء ومآرب أخرى، لم تتزحزح عن موقعها ومازالت كما كانت قبل كلامكم الجميل، فنفس تلك الجهات لا تزال تستخلص أموال الأطفال والشباب الرياضيين، وكأنكم السيد الوزير لم تقرروا، ولم تتعهدوا، ولم تعدوا بفرض مجانية استغلال ملاعب القرب.
هل تعلم السيد الوزير، أنه مرت أكثر من سنة، نعم عام بالتمام والكمال، وأكثر من سبعين مستخدمة ومستخدما في مراكز الاستقبال المنتشرة في مدننا لم يتقاضوا ولو سنتيما، وكل مستحقاتهم أضحت رهينة وحبيسة لدى مصالح تابعة لوزارتكم؟ وعلى ذكر مراكز الاستقبال، المعروف أنها تعيش حالة ارتباك في انتظار ما ستقرره وزارتكم في شأن تدبيرها وطريقة تسيير شؤونها من جديد، ولعلكم السيد الوزير، تفاجأتم وأنتم تطّلعون على القيمة الضعيفة للمدخول الذي تحقق من استغلال هذه المراكز، وعددها يقارب 35 مركزا تفتح عادة للجمعيات الشبابية والرياضية، حيث لم يتجاوز المدخول عشرين مليون سنتيم لسنة 2017!؟؟
فماذا أنتم فاعلون لإعادة الحياة لهذه المراكز بعد أن هجرتها الجمعيات بسبب ارتفاع أسعار استغلالها؟
السيد الوزير، تعهدتم بإنجاز 800 من ملاعب القرب جديدة ستفتح أبوابها بالمجان في المناطق القروية والهامشية، ترى أين وصل ما تعهدتم به؟!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 16/03/2018