بالمباشر … الشان..كان سيكون أجمل بوجودكم!
عزيز بلبودالي
أكاد أكون متيقنا ومتأكدا أن ماضينا الكروي غير مرغوب فيه ولا حظ له لدى من يشرف على تدبير منظومتنا الكروية في هذا الحاضر، وإلا، ما معنى عدم دعوة نجوم منتخبنا الوطني الحائز على كأس إفريقيا للأمم سنة 1976 بإثيوبيا؟
لا يمكن هنا أن نصدق بأن منظمي الشان، بلجانهم الجامعية الكثيرة، نسوا تحت مبرر انشغالاتهم المتعددة، توجيه الدعوة لمن يستحقها، فالدعوات الشرفية أضحت توزع أكثر من تذاكر ولوج الملاعب هذه الأيام، بل حتى تذاكرهم المجانية هذه لم تجد القبول لدى الجمهور، وسمعنا أن اللجان المنظمة في بعض المدن المحتضنة لمباريات الشان استعانت بالمقدمين والقياد في « اعتقال» الأطفال والقاصرين واقتيادهم « بزز منهم» نحو الملاعب لملء مدرجاتها، وهنا يطرح السؤال وبإلحاح، عوض إرغام الأطفال وجرهم، كما تؤكد معاينات إعلامية عديدة، وإجبارهم على ملء مدرجات الملاعب، لماذا لم تتم الاستعانة بالأندية، بالجمعيات، بمدارس كرة القدم وبمختلف الأكاديميات الكروية التي تتوالد كل يوم وتتكاثر، وعددها يرتفع ويزداد حتى أننا سنستفيق يوما ما على أكاديمية لكل طفل..أين اختفت العصب الجهوية وعملية التنظيم تحتاجها اليوم فاعلة مساهمة، وليس ممثلة بإطارين فقط أسندت لهما مهمة المراقبة التقنية لمستوى المباريات التي تقدمها البطولة؟
نجوم فريقنا الوطني بطل إفريقيا 1976 حاضرون يتابع معظمهم أجواء الشان من بعيد، وكم كان سيكون الشان جميلا بحضورهم في الملاعب، تسلط عليهم الأضواء، تذكر أطفالنا وتعلمهم أننا كنا الأبطال في زمن مضى بفضل هؤلاء النجوم، وكم كان سيكون مفيدا للاعبي منتخبنا الحالي وهم يشعرون بدفء عمالقة كرتنا، قدوة ومطمحا ورموزا واقفة أمامهم وبينهم في مستودعات الملابس أو في مقرات إقاماتهم.
وكم كان سيكون رائعا وجود وحضور نجومنا لمونديالي 1970 و1986، سنكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر واحد… سيعرف العالم أننا، ونحن ننافس على احتضان مونديال 2026، أننا شعب عريق في كرة القدم، وأننا بلد للكرة له تاريخ طويل، وسنكون منحنا قبل هذا وذاك، لأطفالنا، بل ولعدد من مسيري جامعتنا الذين يجهلون ربما تاريخنا الكروي، فرصة التعرف على نجوم صنعوا للمغرب ولإفريقيا موقعا في منظومة كرة القدم العالمية.
ولن نستغرب، ولا تستغربوا لو عرفتم أن هناك في المكتب المديري الحالي للجامعة، من يصعب عليه التعرف على مجموعة من أسماء اللاعبين حملوا القميص الوطني في مونديالي 76 و86. ليس في الأمر مبالغة، فمعظمهم بالكاد يعرف أسماء لاعبي فريقنا المتأهل لمونديال روسيا، أما السابقون، فالأكيد أنهم لا يعرفون غالبيتهم، وإلا كانوا وضعوهم في لوائح التشريف، وجعلوهم في مقدمة المنصات الشرفية في الملاعب المحتضنة للشان.
في حكاية جميلة يرويها حمو الفاضيلي نجم الجيش الملكي في منتصف الثمانينيات والمنتخب الوطني، أنه ودوره حان للسلام على الراحل الملك الحسن الثاني عندما خص جلالته استقبالا ملكيا لفريق الجيش الملكي بعد إحرازه كأس إفريقيا سنة 1985، بادره الملك بالسؤال: « أنت الفاضيلي؟ كيف هي أحوال شقيقك الجيلالي الفاضيلي الذي لعب في صفوف الفريق الوطني في مونديال مكسيكو 1970؟ «.
في نفس الحكاية، يضيف حمو الفاضيلي: «في سنة 1997، سيكون من حظي أن أحظى باستقبال ملكي آخر، وكان من طرف ولي العهد آنذاك، جلالة الملك محمد السادس.. ومرة ثانية وكما حدث مع الراحل الملك الحسن الثاني، وبمجرد أن وقفت للسلام على الأمير سيدي محمد حتى سألني عن أخي وشقيقي الجيلالي الفاضلي، عن أحواله وهل يحتاج أبناؤه وأسرته لأي مساعدة..».
كم سيكون جميلا أن يحفظ مسيرو كرتنا اليوم عن ظهر قلب أسماء من كتبوا السطور الأولى من تاريخنا الكروي، ولا نظنهم يعرفونهم أصلا.
هي دعوة وتذكير، والشان لا يزال جاريا وقائما، لا تفوتوا فرصة رد الاعتبار لتاريخنا الكروي، فنجوم الأمس، أكيد سيساهمون إن لم يكونوا قد ساهموا فعلا، في صنع الحاضر والمستقبل..
تحية تقدير لكل نجومنا في كل زمان وفي كل مكان !
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 22/01/2018