بالمباشر : الوداد…. العالمي
عزيز بلبودالي
الوداد عالمي…ليس لأنه أحرز كأس العصبة الافريقية، ونال بالتالي بطاقة المشاركة في موندياليتو الإمارات العربية المتحدة المقبل فحسب، ولكن أيضا عالمي أولا بجمهوره الكبير،البيضاوي الودادي أولا، والمغربي في الدرجة الأولى، عالمي بالروح الجماعية التي أصبحت تطبع محيط الفريق على مستوى لاعبيه،أطره التقنية والإدارية والطبية، وكل أطقمه التي تشتغل فيه.
الوداد عالمي باستقراره، بتوازنه المالي، بالنضج الذي تدار به شؤونه،بقوة ذهنه الجماعي، قوة ذهنية المدرب، اللاعبين، والمسيرين الذين لم يتأثروا بأي مؤثرات أحاطت بالفريق في مناسبات وفترات عديدة، وحتى في وقت بروز بعض الأزمات، ظلت الروح الجماعية حاضرة، وظل التكافل يجمع بين كل المكونات. وكما فعل عموتة في تحصين خطوط دفاعه،نجح الوداد في تحصين محيطه من كل المشاكل التي كانت تطفو من حين لآخر.
الوداد عالمي بتاريخه، بنجومه السابقين، بأسمائه الكبيرة التي تحملت مسؤولية التسيير منذ زمن التأسيس لليوم،وليست كأس العصبة الافريقية هي التي سترفعه للعالمية.
العالمي الوداد رفع الأجواء المغربية للعالمية، بثّ الفرح في كل البيوت وسائر المدن والقرى، وإنجازه كبر وأصبح بقيمة أكبر وهو ينجز في ظرفية حساسة جدا تمر منها الكرة الوطنية، إنجاز يتحقق في سنة عودة المغرب للاتحاد الافريقي وانفتاحه على القارة الافريقية.
العالمي الوداد، تجاوز أندية إفريقية كبيرة وقوية، وختم مساره الرائع بتفوقه على الأهلي، نادي القرن وعميد الكرة الافريقية والعربية، إنجاز تحقق أياما قليلة عن الموعد الحاسم في الكوت ديفوار، حيث نحتاج إلى نقطة واحدة فقط للمرور إلى مونديال روسيا.
لا ننكر أن المهمة كانت شاقة جدا أمام العنيد والجبار الأهلي المصري، لكن قوة الوداد كانت لها الكلمة الفيصل، والقرار صنعه عموتة ولاعبوه. ويظل الأهلي رغم هزيمته كبيرا، ولم نكن نرغب في مشاهدة مدربه ولاعبيه وهم يصرون على الإساءة لسمعته ولصورته التي نعرفه بها وهم يتصرفون بعد نهاية المباراة بطريقة الفرق الصغيرة.. الفرق الصغيرة هي التي تبرر، بغير موضوعية، هزائمها بالتحكيم، وتعلِّق ضعفها على ظروف خارجة عما هو رياضي.الأهلي أكبر من تصريحات مدربه حسام البدري، وأكبر من سلوك مهاجمه المخضرم عماد متعب، الأهلي، عليه التركيز على ظروفه الفنية والإدارية وعلى أسباب تهاونه في مباراة الذهاب في برج العرب قبل مباراة المركب الرياضي محمد الخامس الدارالبيضاء، وعلى الأهلي، أن يعترف أنه جابَه فريقا عظيما اسمه الوداد.
العالمي الوداد.. أسعدنا وأدخل البهجة إلى قلوب المغاربة..إنجاز كبير نثمِّنه ،على أن لا يحجب عنا أن الكرة المغربية لاتزال بحاجة لكثير من العمل لتتطور للأحسن.
اللقب تحقق. والأهم أن المباراة مرت في أجواء رياضية وأخوية بين الفريقين العربيين بمدربيهما العربيين.وأعتقد أن مباراة مساء أول أمس السبت، رسمت تلك الصورة الجميلة، التي كنا نأملها وشاهدها العالم برمته… الصورة التي كان بطلها الجمهور المغربي الرائع، الذي تحدى الكثيرون منه جميع الصعوبات التي كادت تحول بينهم وبين الحصول على تذاكر، لحضور المدرجات، لتزيينها وفوق هذا منح الكرة المغربية نقطا إضافية في اختبارات المراقبة والترصد من طرف عيون مسؤولي الكرة العالمية.
شكرا للعالمي الوداد… على أمل أن يكون الفوز بكأس عصبة الأبطال الافريقية فأل خير على المنتخب الوطني في طريقه للبحث عن بطاقة المونديال الأسبوع القادم،هناك بالكوت ديفوار.
الوداد بطل إفريقيا، بأداء لاعبيها ومدربها ومساعديه ومسيريه.
الوداد بطل إفريقيا بجمهوره الكبير، من شمال المغرب، إلى جنوبه،ومن شرقه إلى غربه. لهذا الجمهور، نرفع القبعة وننحني امتنانا وتقديرا وفخرا ..
وللجمهور نقول طبعا: شكرا وألف شكر، كنتم في الموعد، وكنتم البطل بامتياز.
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 06/11/2017