بالمباشر : الوداد..رونار..بن الشرقي…

عزيز بلبودالي

 

شكرا الأهلي.. ربما يعود لك الفضل كثيرا في لفت انتباه ناخبنا الوطني هيرفي رونار للمهاجم أشرف بن الشرقي.. وقبلك، شكرا لاتحاد العاصمة الجزائري الذي فتحت مرماه شباكها للاعب الودادي ليسجل هدفين رائعين سلطا كل الأضواء على موهبته.
هل كان ضروريا أن ينتظر رونار كل هذه الفترة التي قضاها بن الشرقي متجولا مقتحما، بقميص الوداد، كل الميادين وكل الملاعب، وطنيا وقاريا، حتى يلفت انتباه مدرب فريقنا الوطني؟ ألم يكن أشرف، بموهبته وبأهدافه وبتحركاته وتقنياته وكل مهاراته وهو يحمل قميص المنتخبين الوطنيين الأولمبي والمحلي، تحت أنظار الناخب الوطني رونار؟
على أي، هاهي الدعوة التي يحلم بها أي لاعب في البطولة الوطنية وقد تسلمها لاعبنا أشرف بن الشرقي.. ولكن هل تسلمها في وقت مناسب؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه متتبعون وأنصار ومحبون للوداد وللمنتخب الوطني.
بدون شك، يتخوف البعض، وداديون بشكل خاص، من توجيه الدعوة لمهاجم الوداد أشرف بن الشرقي للانضمام للائحة لاعبي المنتخب الوطني التي اختارها هيرفي رونار تحضيرا لمباراة الحسم للمونديال والتي يحل خلالها فريقنا الوطني ضيفا في آخر جولة على الكوت ديفوار. والتخوف يبدو مشروعا، إذ حسب هؤلاء، فالدعوة تأتي في ظرفية حساسة للغاية وتسبق مباراة حاسمة برسم نهاية كأس عصبة الأبطال والتي يعتبر فيها اللاعب بن الشرقي مفتاح النجاح في كسبها. ومصدر التخوف يرتبط بمدى تأثير دعوة الالتحاق بمنتخب الكبار، قبل يومين أو ثلاثة من مباراة النهاية، على نفسية اللاعب بن الشرقي وعلى ذهنه.
يقول قائل في هذا الباب، إن الدعوة ربما تؤثر على تركيز اللاعب وتشتت تفكيره وتبعده عن أجواء مباراة يومه السبت. ويرتكز أصحاب هذا الرأي على ضعف شخصية اللاعبين المغاربة في البطولة المحلية، وهم الذين يفتقدون لتكوين من المفروض أن يشمل الذهني مع ما هو تقني وبدني، ويستدل أصحابنا بأداء لاعبينا الذين يبدعون مثلا في مباراة، ليتيهوا ضعفا وتراجعا في المباراة الموالية. والأكيد فعلا أن اللاعب «الهاوي» يظل عرضة لاهتزازات ومتغيرات على مستوى أدائه في الملعب، بسبب مؤثرات في محيطه تمسه شخصيا وتكون لها علاقة به. ويذكر المتتبعون حالة لاعب قدم مباريات كبيرة مع المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 2004، والذي ظل محافظا على مستواه الكبير في كل مباريات المنتخب الوطني إلى أن جاء موعد تلك المباراة الحاسمة التي حل فيها فريقنا الوطني ضيفا على منتخب تونس منافسا حول بطاقة التأهل لمونديال 2006، وكيف خذلنا ذلك اللاعب بأدائه الباهت والضعيف، بل إنه تسبب في خطأ سجل منه منتخب تونس هدف التأهل، اللاعب إياه كان يمر في تلك الفترة التي سبقت مباراة تونس، بمرحلة صعبة من حياته تتعلق بخلاف مع زوجته وصلا معه إلى ردهات المحكمة واختارا الطلاق، ثم أياما قليلة بعد ذلك، يتم اختياره أساسيا في تلك المباراة الحاسمة.
كل هذا يعني أن أي شيء يمكن أن يؤثر في نفسية اللاعب وبالتالي يؤثر في مردوده داخل الملعب.
في حالة أشرف بن الشرقي، ولحسن الحظ، ولنطمئن ونحن في أمس الحاجة إلى الشعور بالاطمئنان والتفاؤل، يرى الكثيرون يتقدمهم مدرب الوداد الحسين عموتة، أن دعوة هيرفي رونار جاءت في وقت أكثر من مناسب، خاصة أن اللاعب بن الشرقي في حاجة إلى أكثر من مؤثر تحفيزي يرفع من معنوياته ويجعله أكثر جاهزية لرفع التحدي ولبذل مجهود مضاعف ليؤكد أنه أهل لحمل القميص الوطني، وأنه يستحق ثقة الناخب الوطني.
عموتة ومعه عدد من الأطر التقنية والمدربين المغاربة وزملاء إعلاميين، يرون أن بن الشرقي يمتلك شخصية متوازنة، وكما تعامل بشخصية قوية في مباريات سابقة كانت حاسمة، آخرها مثلا مباراة برج العرب بأكثر من ستين ألف أهلاوي غطوا كل المدرجات، فبإمكانه مرة أخرى أن يظهر شخصيته القوية تلك في مباراة يومه السبت، بروح مرحة وبنفس متفائل وبطموح أكيد في مساعدة فريقه الوداد في إحراز اللقب القاري، وبأمل أن يكون فعلا في مستوى الثقة التي وضعها فيه هيرفي رونار، هذا الأخير الذي ليس في إمكان كل اللاعبين أن ينالوا ويكسبوا ثقته بسهولة..خصوصا لاعبي البطولة الوطنية.
نحن متفائلون، فكل التقارير الصحفية تؤكد أن الوداد بكل لاعبيه أصبح جاهزا ولن يسمح بتضييع هذه الفرصة التاريخية، لأن الصعب كان هناك في مصر، واليوم سيكون لتأكيد قوة الوداد. وحسب نفس التقارير، بدا لاعبو الوداد، ومن ضمنهم أشرف بن الشرقي، في أفضل حالاتهم خلال الحصص التدريبية الأخيرة.
بن الشرقي سترصده بكل تأكيد أعين الحراسة الأهلاوية، هو يعلم ذلك، وعموتة يعلم ذلك، هو نجم، أكيد، وربما تكون مباراة يومه السبت موعدا لميلاد نجم ودادي آخر..
نريدها ودادية.. وفي انتظار تحقيق الحلم، نقول هنيئا للفريقين العربيين الوداد والأهلي وصولهما للمباراة النهائية.. كنتما خير سفيرين للكرة العربية وبامتياز، وعلى عاتقكما معا مسؤولية رسم الصورة الجميلة لكرة القدم العربية.
هي مباراتك يا وداد.. هي كأسك التي تستحقها.. هو اللقب الذي يستحقه الجمهور المغربي العظيم والودادي تحديدا..
ننتظر منكم الهدية، كما ينتظرها زميلكم محمد أوناجم الذي من المؤكد أنه سيحضر معكم اليوم بقلبه ووجدانه.
جيبوها جيبوها يا لولاد…

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 04/11/2017