بالمباشر: الوداد.. !

عزيز

ماذا يقع داخل الوداد؟ ماذا يحدث؟ من هم المشوشون الذين يتهمهم المدرب الحسين عموتة ويحملهم المسؤولية في تراجع أداء الفريق وتدني مستوى اللاعبين؟
في حقيقة الأمر، لم نكن لنهتم بما يقع في الوداد، على اعتبار أن النتائج التي وجد نفسه أمامها منذ ما بعد الفوز بلقب كأس عصبة أبطال إفريقيا، لم تكن تستدعي كل هذا القلق، فالفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، وعادي جدا أن تمر من وقت فراغ بعد موسم طويل وشاق ومتعب، بدنيا ونفسيا، لكنها تصريحات المدرب وقوتها ووضوحها ما يجعل المتتبع يطرح الأسئلة حول فريق نختلف ربما مع طريقة تسيير شؤونه، لكننا ملزمون بالتعبير عن إعجابنا بكل ما حققه، تسييريا وتقنيا، من نتائج لا يختلف عاقلان حول مدى ما أدخلته من فرح على نفوس المغاربة قاطبة، سواء في الداخل أو الخارج، وليس على نفوس الوداديين فقط.
قالها الحسين عموتة بدون أن يشعر بالخوف ولا بالقلق وبجرأة كبيرة ووضوح ما بعده وضوح، مباشرة بعد تعرض الوداد للهزيمة يوم الاثنين الأخير أمام اتحاد طنجة: «هناك مجموعة من الدخلاء على كرة القدم، يشوشون على لاعبي فريق الوداد الرياضي، والإدارة التقنية، ويسعون إلى تشتيت ذهن اللاعبين وزرع الأنانية بينهم…».
وعاد ليقول مرة أخرى: «أتأسف على الأجواء غير الصحية التي يتسبب فيها المشوشون، ذلك أنني، ومنذ العودة من الإمارات بعد المشاركة في كأس العالم للأندية، وأنا أحاول إبعاد اللاعبين عن هذا الجو الموبوء. وهنا علينا أن نتساءل لماذا تغير مستوى بعض اللاعبين بعد عشية وضحاها؟ مع العلم أنني أشتغل إيجابيا مع فريقي، لأن مسؤوليتي كإطار ومؤطر تحتم علي ذلك، كما أنني مطالب بتحسين مستوى اللاعبين، وهذا ما تحقق، حيث رفعت من قيمة بعض اللاعبين الذين لم تكن لهم أية قيمة .»
أكيد، ولمن يعرف شخصية الحسين عموتة، لابد إلا أن يصدق كلامه، فالرجل ليس من أولئك الذين يبحثون عن التهرب من المسؤولية أو التملص منها، وليس من المدربين الذين يفضلون ارتداء لبوس البراءة بحثا عن الاستمرارية والحفاظ على المنافع المالية، ولو كان كذلك، لكان اختار البقاء في الخليج حيث اسمه مطلوب باستمرار ويكفي أن يقبل حتى تفرش أمامه عقود من ذهب.
نصدق فعلا عموتة، فالواضح الجلي أن الرجل لا يتكلم من فراغ، ولنقر بوجود تشويش على عمله، هل المعالجة تتم بصمت المسؤولين في مكتب الوداد؟ أليس من المفروض أن يتحرك المكتب للبحث في ما قاله عموتة وفي تفاصيل ما طرحه في خرجاته الإعلامية الأخيرة؟ إلى متى سينتظر المكتب من أجل التحرك لمعالجة ما يمكن معالجته قبل فوات الأوان؟ ولنقلها صراحة، عندما نتحدث عن المكتب المسير، فإننا نقصد الرئيس وليس غيره، فالجميع يعلم أن كل القرارات الهامة في الفريق يكون وراءها سعيد الناصري الرئيس وليس غيره، وربما، من هنا تنطلق مشاكل الوداد، فأكيد حين تغيب المؤسسة ويحضر الفرد مهما كانت سلامة قراراته وتدابيره، فنسبة الخطأ تبقى مرتفعة وعندما يقع الخطأ، يتهاوى البنيان بسرعة تكون غالبا صادمة.
الوداد، وداد المغاربة جميعا، كما هي الرجاء، الجيش، الجديدة، طنجة، الحسيمة، الفتح… وكل الفرق التي تنخرط في المسابقات القارية والعربية والدولية وتدافع عن العلم المغربي. لذا، نحن جميعا معنيون بالعمل على الوقوف في صف أي محاولة لإعادة ترتيب البيت الودادي، وإصلاح ما فسد من أركانه، والوقت لا يزال في صالح الوداد، فلا شيء ضاع لحد الآن، بل هي فرصة لفريق كبير أن يستجمع قواه ويلم شمله لتجاوز مرحلة مقلقة فعلا، لكنها مرحلة ليست بالضرورة مميتة.
الوداد بإمكانه الخروج من هذه الدائرة الشائكة التي وجد نفسه فيها، بالحوار، بالنقاش، بطرح المشكل ومحاولة معالجته، بالوضوح وبتقبل الرأي والرأي الآخر.
الوداد بإمكانه التغلب على هذه المشاكل التي نبتت فجأة وزعزعت صورته أمام ملايين المغاربة، إنها فعلا لحظة تختبر فيها قدرات الوداديين ومدى رغبتهم في تجاوز الوضع المقلق وإرجاع الفريق ووضعه من جديد على سكته السليمة الصحيحة.
في 2013، حقق الرجاء الإعجاز وأدخل الفرح للمغاربة أجمعين، ووصل لنهاية «الموندياليتو» ولعبها أمام البايرن الألماني، وبعد ذلك، زاغ القطار عن سكته وهاهو فريق الرجاء العالمي يموت كل يوم وببطء. في 2014، فاز المغرب التطواني بالبطولة، وأمتع بطريقة لعبه، وأصبح محبوب الجماهير المغربية، وشارك بدوره في «الموندياليتو».
بعدها، زاغ قطاره أيضا، وهاهو اليوم لا يزال يبحث عن توازن افتقده.
هل يعيش الوداد نفس المصير؟ نتمنى أن تكون مكونات الفريق في مستوى الإنقاذ…
لله يحد الباس وصافي!!