بالمباشر: بين الرجاء والأهلي…

عزيز بلبودالي
لا يمكن أن تنجح، وأنت تتابع كيف جرت انتخابات نادي الأهلي المصري والتي عرفت فوز محمود الخطيب بالرئاسة، في تجنب وضع تلك المقارنة المؤلمة، في حقيقة الأمر، بين الرجاء البيضاوي وبين الفريق المصري.
لماذا الرجاء تحديدا؟ بكل بساطة لأنه يعيش هذه الأيام، غليانا يهدد كيان الفريق العالمي ويضعه أمام فوهة بركان مشتعل ونيرانه منتشرة وتزداد انتشارا.
صحيح، جل أنديتنا تعيش نفس الضعف في ما يخص هيكلتها البنيوية والإدارية والمالية، إلا أن الرجاء أضحى الأبرز بمشاكله المعقدة التي يحتاج من أجل تجاوزها لمعجزة في زمن لم يعد للمعجزات مكان.
للسنة الثانية على التوالي، يختنق الرجاء ويجد صعوبة بالغة في التنفس بسبب تعدد أوجه أزماته. وفي سنتين كاملتين، لم ينجح الفريق بكل مكوناته في إيجاد الحلول، بل وفشلت كل تلك المكونات في الاجتماع على مائدة حوار واحدة لمناقشة أسباب الأزمة وتداعياتها.
سيقول البعض: لا مقارنة بين الرجاء بهويته «الرياضية»، وبين الأهلي بهويته المزدوجة «الرياضية والاجتماعية»، ومع ذلك يجب أن نقر أن للأهلي « شعبا» بأعداد مرتفعة جدا تحيط به، تراقب عمل مكاتبه المسيرة، تؤمن الدفء لصناديقه وتحتضن فريقه الكروي وكذا كل الفرق التي تمثله بمختلف الأنواع الرياضية الأخرى، حيث يتجاوز عدد منخرطيه 450 ألفا، فيما يعيش الرجاء عزلة وغربة في بيته الداخلي وهو الذي تتجمد لوائح منخرطيه في رقم 100 منخرط تقريبا .
كيف للرجاء أن ينجح في تجاوز مشاكله ومنخرطوه لا يتجاوز عددهم 100 أو لنقل 116 إن صحت المعطيات؟ كيف لفريق أصبح بمرجعية عالمية، أن تتحدد دائرة من يفترض فيهم صنع القرار داخله، في هذا الرقم المخجل والذي لا يتناسب بتاتا مع قيمة الفريق الأخضر تاريخا وألقابا وشعبية؟ كيف لفريق دائرة جماهيره تتسع للملايين، ومبارياته يتابعها في المدرجات الآلاف، أن يفشل منذ بداية العمل بمؤسسة المنخرط، في توسيع قاعدة منخرطيه؟
ولنقبل ولنثق في تلك الأخبار التي تشير إلى أنه تم تحديد موعد لعقد الجمع العام للرجاء في الأيام القليلة المقبلة، هل بذلك العدد الضئيل جدا من المنخرطين سيتم إخراج الفريق من محنته وأزماته؟ هل بذلك العدد القليل سيتم رسم معالم مستقبل الرجاء وتحديد آفاق جديدة له؟
هل يعلم من يحب الرجاء، أن انتخابات الأهلي في جمعه العام الأخير، منح الحق لـ147 ألف منخرط في الحضور وفي التصويت؟ وأن من شارك في تلك الانتخابات قارب عدد 36939 منخرطا؟
هل تابع من يحب الرجاء كيف مرت أجواء الحملات الانتخابية في النادي المصري، وكيف تنافس المرشحون على طرح أفكارهم وبرامجهم بعيدا عن تقديم الوعود في الكواليس، أو الاعتماد على إغراءات البعض بالمناصب أو بأشياء أخرى، وكيف مرت تلك الحملات في روح طبعها التقدير والاحترام ولم نسمع خلالها أي تهجم لفظي أو جسدي من هذا الطرف أو ذاك؟
صحيح أن أزمة الرجاء لا تحفز ولا تشجع أي عاشق للفريق على الترشح للرئاسة، إذ من له الجرأة على تحمل مسؤولية فريق غارق في ديون يقولون إنها تتجاوز العشرين مليار سنتيم؟ ومع ذلك، أليس هناك أي حل آخر يفتح الباب لقدوم رجالات تمنح لهم الثقة في مرافقة الرجاء، وكل اليقين أن محيط الفريق يعج بالكفاءات التي من الممكن أن تخدم « العالمي» وتمهد له سكة الوصول لبر الأمان؟
في الجمع العام الأخير للأهلي، تسابق على منصب الرئيس أربعة مرشحين هم: محمد ثابت محمد عثمان فضل الله، إلهامى أحمد عبد اللطيف جاد عجينة، محمود الخطيب ومحمود طاهر، وعلى مقعد نائب الرئيس تقدم للانتخابات كل من: مصطفى فهمي مراد فهمي (قائمة محمود طاهر) والعامرى فاروق ( قائمة محمود الخطيب)، وفى أمانة الصندوق تقدم كل من: كامل زاهر (قائمة محمود طاهر ) وخالد الدرندلي (قائمة محمود الخطيب).
فيما تقدم لمنصب العضوية فوق 35 عاما 19 مرشحًا. أما إلى منصب العضوية أقل من 35 عاما، فقد تقدم 9 مرشحين.
في الرجاء، تفصلنا 15 يوما عن موعد الجمع العام الذي حدد المنخرطون، يوم الخميس 21 دجنبر الجاري، موعدا لعقده، وهو الجمع الذي وضعوا على رأس جدول أعماله انتخاب رئيس جديد. من سيخلفه ومن تقدم بترشيحه ومن شكل لائحة ترشيحه ومن رسم برنامجا أو اقترح حلولا؟؟؟
للأسف.. الرجاء أصبح عزيز قوم ذل…
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 06/12/2017