بالمباشر … تحية للرجال
عزيز بلبودالي
تعددت وتنوعت، في السنوات الأخيرة، مظاهر الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء واسترجاع الأقاليم الصحراوية. جمعويون مثقفون فنانون ورياضيون، ينظمون قوافل من مختلف المدن المغربية تتجه نحو مدننا في الصحراء وتلتقي معظمها في عاصمة التراب الصحراوي مدينة العيون للاحتفال. بدورها بدأت عدة جامعات رياضية تنخرط في هذا التقليد الذي أضحى حدثا سنويا بامتياز. ووجدت جامعة الكرة نفسها مدعوة للانخراط في هذا السلوك الوطني، في خطوة تظهر أنها متأخرة بالمقارنة مع جامعات أخرى كانت سباقة إلى تنظيم ملتقيات وتظاهرات رياضية في المدن الصحراوية للتعبير عن دعم القضية الوطنية الأولى. الجامعة حاولت تدارك الأمر عبر تنظيمها، من فترة لأخرى، مباريات استعراضية بحضور نجوم كرة عالميين، خاصة سنتي 2015 و2016، إذ تحول المركب الرياضي الشيخ محمد الأغظف بمدينة العيون فيهما، إلى ملتقى قاري ودولي شارك فيه أشهر نجوم الكرة الذين لبوا نداء الجامعة ودعوتها.
على هذا المستوى، وفي السنة الماضية مثلا، احتفلت الجامعة بذكرى المسيرة الخضراء بتنظيم مباراة شارك فيها، «دييغو أرماندو مارادونا»، و»أبيدي بيلي» و»جورج ويا»، بالإضافة إلى أبطال عرب كالحارس المصري نادر السيد واللاعب أبو تريكة ولاعبين دوليين بالمنتخب الوطني. وفجأة، وبدون تبرير، تتقاعس الجامعة هذه السنة وتتراجع عن تنظيم نسخة أخرى من تلك التظاهرة الكروية احتفالا بذكرى المسيرة. هل سبب ذلك انشغالها بتدبير هذه الملفات الساخنة التي تتولى مسؤوليتها؟ كالسهر على تهييئ المنتخب الوطني وتحضيره لآخر محطة في مسار التصفيات الخاصة بحضور مونديال روسيا 2018 مثلا، أو انهماكها في نشر تواجدها على مقاعد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أم بسبب تركيزها على ملف طلب احتضان كأس العالم 2026 والذي ينافس فيه المغرب التحالف الثلاثي الولايات المتحدة الأمريكية،المكسيك وكندا. في هذا الجانب بالضبط، ألم يكن مفيدا ونحن ننافس على احتضان مونديال 2026 أن نستغل هذه المناسبة الوطنية وننظم نسخة أخرى من تلك المباراة الاستعراضية بحضور نجوم الكرة العالميين، فعلى الأقل،كنا سنضمن ترويجا وتعاطفا عالميا نحن في حاجة إليه.
كل الجامعات الرياضية الوطنية أضحت تعي وتدرك قيمة انخراط الرياضة في ملفات ذات طابع وطني سياسي وديبلوماسي، وأصبحت بالتالي تركز على تنظيم تظاهرات قارية،عربية ودولية فوق التراب الصحراوي. وفي حقيقة الأمر، هذا الارتباط بما هو وطني ليس جديدا على الرياضة والرياضيين، وهنا أستحضر تلك المغامرة الجميلة التي قام بها زوجان رياضيان يعتبران من نجوم ورموز رياضة الدراجة المغربية، أحمد الرحايلي وزوجته كريمة صلاح الدين، والقصة تتعلق بهما وهما البطلان السابقان والمؤطران الحاليان، إذ دفعتهما رغبتهما في التعبير عن وطنيتهما ومساندتهما للموقف الوطني حول الصحراء وكذا حبهما في التواصل مع سكان الجنوب، إلى امتطاء دراجتيهما والتوجه من الدارالبيضاء صوب مدينة العيون.
قبل الرحايلي وكريمة، بأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وتحديدا خلال الموسم الرياضي 1975-1976، انتقل لاعبو أحسن فريقين في تلك الفترة إلى مدينة العيون، لخوض مباراة في كرة القدم كانت هي المباراة الأولى التي تجرى فوق التراب الصحراوي مباشرة بعد المسيرة الخضراء. حينها فكرت جامعة الكرة، مدركة أن الرياضة وكرة القدم تحديدا، هي مصدر للتآخي والتقارب وترسيخ مشاعر الوطنية والانتماء للوطن، وقررت بالتالي تنظيم مباراة أطلقت عليها اسم « السوبر المغربي» أي الكأس الممتازة، وتجمع عادة وكما هو معروف، الفريق الفائز بالبطولة والفريق الحائز على الكأس في نفس السنة، في ذلك الموسم، كانت مولودية وجدة قد أحرزت لقب البطولة فيما نال فريق شباب المحمدية كأس العرش.
انتقل لاعبو الفريقين، كما جاء في حكايات وروايات عدد منهم، إلى مدينة العيون عبر طائرة حربية مخصصة عادة لنقل العتاد والأسلحة، مما فرض عليهم بأطرهم التقنية ومسيريهم قطع المسافة وقوفا داخل الطائرة. الملعب كان عبارة عن أرضية متربة خالية إلا من أعمدة المرمى، ووحدها دبابات وشاحنات عسكرية كانت تؤمن حدود ومحيط الملعب، فيما شكل الجنود والعساكر الجمهور الذي تابع تلك المباراة والتي آلت نتيجتها لفائدة زملاء النجم أحمد فرس الذي يشهد له التاريخ الكروي الوطني أنه سجل أول هدف في تلك المباراة، وهو أول هدف يسجل في الأقاليم الصحراوية.
أمس الاثنين 6 نونبر، حلت ذكرى المسيرة الخضراء، قافلات لجمعويين وفنانين ورياضيين انتقلت للاحتفال في مدينة العيون، لكن وللأسف سقطت مباراة « السوبر المغربي» التي أقيمت في مدينة العيون في موسم 1975 – 1976، من الذاكرة، كما سقط أبطالها ولم تعد الجامعة تتذكرهم ولا تهتم باستحضار أسمائهم في مناسبات عديدة.
تحية للرجال..لن تسقطوا أبدا من ذاكرتنا:
مولودية وجدة: اللاعبون: سعيد، الفيلالي (2).جعدر.مصطفى.الفيلالي(1).السميري.حديدي.بلحيوان.مغفور.الطاهر.محمد.
المدرب: العماري
شباب المحمدية : الطاهر الرعد. لقلش، حافا، حدادي عبد اللطيف،حدادي إدريس، إبراهيم كلاوة،احميدة، الرعد عبد الهادي، أحمد فرس، الرعد محمد، حسن اعسيلة.
المدرب: عبد القادر الخميري.
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 07/11/2017