بالمباشر: رسالة إلى من يهمهم الأمر.. !
عزيز بلبودالي
عمت البهجة والفرح المغاربة قاطبة بعد نجاح الوداد في إحراز اللقب الإفريقي مساء السبت الماضي.. هللنا وهلل الجميع بالنصر الذي حققته كرة القدم الوطنية ممثلة في الوداد، وهتفنا وهتف الجميع لتحية انطلاق قطار الرياضة الوطنية نحو آفاق التوهج من جديد.. في نفس ذلك اليوم، أسعدتنا نتائج أبطالنا في رياضات أخرى، في سباق الدراجات، المنتخب الوطني بمدربه أحمد الرحايلي وقائده الدراج صلاح الدين لمراوني يفوز بطواف بوركينا فاسو، في تونس، الدراج سفيان هادي يتوج بطلا للبطولة العربية للدراجة الجبلية، في الجزائر تصعد الدراجة الوطنية للبوديوم في البطولة العربية للأندية، في الترياتلون، نبيل كوزكوز يفوز بالمحطة السادسة للجائزة الوطنية الكبرى النسخة السابعة للترياتلون الدولي بأكادير، في الجيدو، في الصامبو وفي عدة أنواع رياضية أخرى، تألق أبطالنا داخل المغرب وخارجه، وزرعوا في قلوبنا ووجداننا كل أزهار الفرح والسعادة. ولأن السعادة لا تدوم، و» الفرح فيه سطرين
والباقي كله عذاب»، كما غناها ذات يوم الراحل حسن الأسمر، فقد حطت بنا طائرات الفرح ساعات قليلة بعد انصرام ليلة الاحتفالات بالنصر الرياضي، لنكتشف من جديد، في صباح اليوم الموالي، قساوة واقعنا الرياضي، وصوره الموجعة، ومعاناة مكونات المشهد الرياضي الوطني مع مختلف عناوين الإكراهات والصعوبات.
في صباح اليوم الذي أطل علينا بعد ليلة الاحتفالات بالوداد وبتألق أبطالنا الرياضيين الآخرين في مختلف المسابقات وفي مختلف الميادين، أصر مصطفى أوراش رئيس جامعة كرة السلة إلا أن يعيدنا إلى المشهد القاسي لرياضتنا، وذلك من خلال رسالة وقعها وبعثها لمن يهمه الأمر.. !
هي الرسالة كما توصلت بها، أضعها أمام الأنظار، ومن بعدها هناك كلام ثان:
« معالي الوزير.. السيد الكاتب العام .. السيد مدير الرياضات ..السيد مدير الميزانية .. السادة كل من كان وراء تجميد منح الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة:
لدي أسئلة كم أتمنى أن تفهموها جيداً بحسن نية..
– توصلتم بأجوركم الشهرية ؟
– توصلتم بتعويضاتكم ؟
– لديكم عائلة ؟
– لديكم أبناء يدرسون، يأكلون، يلبسون ويعالجون ؟
أيها السادة المحترمون، عمال ومستخدمو الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة لم يتوصلوا بأجورهم لمدة أربعة أشهر، كلهم لديهم أبناء لا يأكلون، لا يلبسون، لا يستطيعون شراء الدواء، ولا لوازم المدرسة، مهددون بإفراغ المنازل لأنهم لم يؤدوا واجب الكراء. هل ضميركم ميت؟ لا أعرف.
أنتم المسؤولون عن هذه الحالات.
الوزارة هي الضامن الوحيد لتسيير الجامعات، لكنكم تخليتم عن واجبكم منذ سنتين بدون منحة، كنت أتكفل بأداء الأجور، لكن لم يبق لي ما أعطيهم.
24 شهرا يا سادة، حرام حرام، إنها إهانة لمواطن مغربي يخدم بلاده بجد… ما ذنبهم ؟
لعلمكم يا سادة، مقر الجامعة تنعدم فيه كل ظروف العمل ..
الكهرباء مقطوعة، الماء مقطوع، الهاتف مقطوع.
المنتخب خارج حساباتكم.. تفصلنا 20 يوما فقط عن إقصائيات كأس العالم،
ما هذا؟؟؟ !
إذا كانت إقالتي أو استقالتي هي الحل، اطلبوها رسميا وسوف أقبلها…».
ماذا تعني هذه الرسالة؟
وزارة الشباب والرياضة ترفض التأشير على منحة يكفلها القانون لجامعة كرة السلة، هما منحتان من الدعم العمومي ولسنتين متتاليتين. والوزارة توصلت في أكثر من مرة بمراسلات من الجامعة المعنية لتوضيح قرار رفضها تقديم المنحة، دون أن ترد ودون أن توضح للجامعة وللرأي العام ودون أن تقدم أي مبررات لموقفها ذلك. وكل ما نعلمه، وقد وجهنا السؤال لأحد كبار مسؤولي الوزارة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الوزارة غير راضية عن المسؤول الأول في جامعة كرة السلة !
وكل ما نعلمه أيضا في هذا الباب، أن الوزارة وبعدة قرارات اتخذتها وتخص هذه الجامعة، تؤكد أنها غير راضية فعلا وتسعى إلى إبعاد رئيس الجامعة للتمهيد لعقد جمع يتم فيه « تعيين» رئيس آخر. وبالفعل، فتحركات الوزارة في هذا الاتجاه، تؤكد ذلك.. كاتصالها بالاتحاد الدولي تستشيره حول حل الجامعة وتعيين لجنة مؤقتة، وهو نفس الأمر الذي عملته وهي تتصل بالاتحاد الإفريقي لتستشيره بدوره حول حل الجامعة.
السيد الوزير.. ينص القانون على أنه يمكن سحب التأهيل من الجامعة في حالة عدم احترام قواعد التسيير المحددة في أنظمتها الأساسية، أو في وجود خلل بالتشريعات والتنظيمات التي تسري عليها، وفي حالة ارتكاب الجامعة خرقا خطيرا لأنظمتها الأساسية أو إخلالها بالتشريعات أو بالنظم التي تسري عليها أو إذا أصبح سير الجامعة أو نشاطها مضرا بالنشاط الرياضي المعني.. ويجوز للإدارة حل جهاز إدارة الجامعة المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمصلحة النشاط الرياضي المعني، ولاسيما تعيين لجنة مؤقتة تناط بها مأمورية تولي إدارة الجامعة إلى حين انعقاد الجمع العام الذي تحدد اللجنة المؤقتة تاريخه في أجل أقصاه سنة من تاريخ حل جهاز إدارة الجامعة المعنية.
ماذا يمنعك السيد الوزير من تطبيق القانون إذا كانت هناك حاجة فعلا إلى اللجوء إليه؟؟
أتركونا نفرح… ولو لأكثر من سطرين !
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 08/11/2017