بالمباشر … رقصة المسيرين !

عزيز بلبودالي

يصفونها ب» رقصة المدربين»، في إشارة إلى اتساع دائرة تغيير المدربين في كرة القدم الوطنية، حيث حطمت بطولتنا الاحترافية الأولى هذا الموسم الجاري كل الأرقام القياسية، بعد أن فُك الارتباط بأحد عشر مدربا والبطولة لم تجتز الشطر الأول منها سوى بدورتين فقط.
فريق من المدربين انضموا إلى لائحة العاطلين عن العمل، تم طردهم وتم الانفصال عنهم والاستغناء عن خدماتهم لأسباب تختلف من فريق لآخر، لكنها تلتقي كلها في أن المسير، وتحديدا الرئيس، هو من يحمل القرارُ توقيعه.
الرئيس إذن، يختار الحل السهل والمتاح في سبيل تجاوز أزمة نتائج يتعرض لها فريقه، فلا يتردد في التوقيع على قرار الانفصال عن المدرب والتعاقد مع آخر يكون في غالب الأحيان قادما بدوره من تجربة مع فريق آخر اشتغل معه لفترة قبل أن يصدر في حقه قرار الإقالة، في هذا السياق، يلاحظ أن الرؤساء في أنديتنا الكروية « المحترفة» أضحوا، في موضة جديدة، يربطون قراراتهم وهم يوقعون على قرارات الانفصال عن المدرب، بضرورة خلق تغيير، والتغيير في نظرهم هو ما يخلق تلك الشحنة أوالرجة المعنوية والتحفيزية الإيجابية لدى اللاعبين، والتي تجعلهم ينطلقون من جديد ليحققوا النتائج المرجوة.
طبعا، في عالم كرة القدم الوطنية، أشياء غريبة تحدث ودوافع غير مرئية وغير معلنة تحيط بحالات الانفصال عن المدربين، وغالبا لا تكون لها أية علاقة بأي مخطط تقني يهم مثلا إحاطة الفريق بأسلوب تكتيكي وتقني يقوي خطوطه ويمنحه قوة لمقارعة منافسيه، بقدر ما يرتبط ذلك أساسا بمزاجية المسيرين والرؤساء وردود الفعل المتسرعة الهادفة أساسا إلى تجاوز غضب الجمهور والأنصار والمنخرطين. وحتى بوجود قانون ينظم وضعية المدرب، إن وجد أصلا في منظومة كرتنا الوطنية، وشخصيا حاولت كثيرا الاطلاع على ما يسمونه ويتحدثون عنه ب» قانون المدرب» ولم أتمكن من العثور عليه، وتجاوزا لنعتبره قائما موجودا، فإمكانية الالتفاف عليه والتلاعب والتحايل عليه، لا يمكن أن يعجز عنها رؤساء لم يعجزوا عن التحايل على قوانين وأنظمة تشرف عليها الجامعة بنفسها ونجحوا في تجاوزها بسلاسة ودهاء، والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا الباب.
فالمؤكد أن رؤساء الأندية هم من يتحملون مسؤولية الاختيارات التي لا تخضع لأي مبررات أو مقياس تقني صرف، والذي يحدث في تعيين مدرب والاستغناء عن مدرب آخر يرتبط غالبا بأمور غير واضحة.
والأمثلة تؤكد أن الأمر يرتبط في غالب الأحيان بمزاجية الرئيس وبدوافع غير واضحة وغريبة في كثير من الحالات، وهنا نستحضر مثلا حالة الحسين عموتة مدرب الوداد السابق، الذي قاد الفريق البيضاوي لإحراز لقب البطولة، ولقب كأس عصبة أبطال إفريقيا، وأهله لمونديال الأندية، كل تلك الإنجازات لم تشفع له لدى رئيس الفريق، الذي بدوافع غير معلنة، يتخلى عنه ليستقدم مدربا من تونس سيكون يومه السبت محظوظا لو تمكن الوداد من الفوز بمباراة السوبر الإفريقي. وعلى ذكر المدرب التونسي، فالحظ دائما يبتسم له مع الأندية المغربية، ونتذكر كيف وجد فريق الرجاء مؤهلا مستعدا للمشاركة في مونديال 2013، حين خلف امحمد فاخر، وحسب له ما حققه الرجاء في ذلك المونديال. وهاهو اليوم، يجد الوداد مؤهلا لمباراة السوبر، وفي حال الفوز بها، سيحسب للبنزرتي ذلك ولن يذكر اسم عموتة صانع التأهل.
رجاء، هي ليست رقصة المدربين..
هي بكل تأكيد رقصة المسيرين والرؤساء !

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 24/02/2018