بالمباشر : فرجونا بالأحمر والأخضر!

عزيز بلبودالي

وأخير يتم الإفراج عن مباراة «الديربي» البيضاوي بعد طول انتظار، وبعد مناشدات من أجل تخفيف عقوبة الإيقاف أو «الاعتقال»، وبعدما زالت أسباب التوقيف، خصوصا مع عودة الحياة للمركب الرياضي محمد الخامس. لا يهم التوقيت، ولا يهم متى ولماذا بالضبط اليوم وليس البارحة أو غدا، المهم أنه رجع لأهله، ولأحضان جماهيره وعشاقه، اليوم سنردد مع الرائعة فيروز حين غردت:
سنرجع يوما:
« سنرجع يوماً إلى حينا ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان و تنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ و لا ترتم على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا «
عاد «الديربي» إلى موطنه، إلى داره، وإلى أهله وجمهوره.. اليوم يوم عيد، الخضر والحمر سيحتفلون أكيد بعد غربة قاسية وبعد شوق كبير.. وأكيد ستمتلئ المدرجات، وسترفع الأعلام واللافتات، وستحضر الشعارات والأناشيد، فرحة بعودة «الديربي» إلى بيته وموطنه.
أكيد، من جهة أخرى، لن يكون جمهورا فريقي الرجاء والوداد وحدهما فقط من سيركزان أعينهما على كل تفاصيل هذه المباراة، فأحب من أحب، وكره من كره، هو «الديربي»، المرآة الحقيقية لمستوى بطولتنا الاحترافية، والحكم عليها ينبني انطلاقا من مستوى الفريقين وأداء لاعبيهما.
وغير مسموح إطلاقا، ولا نتمنى حدوث ذلك، أن يحضر ما يخدش الصورة التي نحب أن نرى فيها «ديربي» هذا اليوم، لا نود بتاتا أن نعاين خروجا عن النص على مستوى حضور الجمهور، أو على مستوى عملية التنظيم، وأيضا على مستوى ما سيقدمه الفريقان من مستوى تقني وتكتيكي يجب أن يكون في سمعة الصورة التي بدأت الكرة المغربية ترسمها قاريا بل ودوليا.
يأتي «الديربي» وقد أحرز فريقنا الوطني للاعبين المحليين اللقب الإفريقي ورفع بذلك من قيمة كرتنا بين البلدان الإفريقية بل ووضعها في موقع الريادة والصدارة.
يأتي «الديربي» وفريقنا الوطني قد نال بطاقة المشاركة في مونديال روسيا في الصيف القادم.
يأتي هذا «الديربي» والوداد يتوج بطلا لإفريقيا ويضع أنديتنا في المستوى الأعلى قاريا.
ويأتي هذا «الديربي» في ظرفية جد حساسة، لا تفصلها سوى أسابيع قليلة عن موعد الامتحان الأول لملف احتضان مونديال 2026، حيث يضع خبراء الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، الشهر المقبل، ملفنا على الميزان، وينظرون في أحقيته، أو لا، لتجاوز الدور الأول والتأهل لمرحلة التصويت يوم 13 يونيو القادم.
أكيد، لن تكون مباراة «الديربي» مباراة عادية، وهي المطالبة بمنح المراقبين الدوليين والإعلام الدولي، والمطالبة بمنح العيون التي لن تفوت فرصة المعاينة والتدقيق في كل التفاصيل والعناوين، خاصة منها العيون الأجنبية أو الموفدة من «الفيفا»، تلك الصورة التي بإمكانها أن تعزز ملفنا وهي تظهر للعالم كفاءة المغاربة في التوقيع على تنظيم جيد لمباراة سيحضرها أزيد من سبعين أو ثمانين ألف متفرج.
لكن مع الأسف، انطلقت أجواء «الديربي» بسوء تنظيم عملية بيع التذاكر، ومرة أخرى تفشل الشركة المشرفة على العملية في إغلاق أبواب السوق السوداء المشرعة، والتي يبدو أن اللاجئين إليها يدفعون بشتى الوسائل لولوجها واقتناء تذاكرهم منها، وقد نفدت التذاكر المطروحة، صباح أول أمس مثلا، في ظرف ساعة من الزمن.
عاد «الديربي» لأحضان جماهيره وأهله، واليوم كلنا معنيون بإنجاحه، فالرهان رهان بلد بكامله، وصورة «الديربي» ترتبط، شئنا أو أبينا، بملفنا وسباقنا نحو الرفع من جودة ملفنا لاحتضان مونديال 2026.
هو جمهور الدارالبيضاء الذي طالما ساهم في تدوين التاريخ الكروي الوطني، من خلال دعمه ومساندته للمنتخب الوطني في كثير من المحطات وكثير من المباريات الحاسمة التي احتضنها ملعب « دونور»، هو نفسه هذا الجمهور المطالب اليوم بلعب أهم دور له في التاريخ.. وذلك من خلال منح العالم كله الصورة الجميلة التي تليق بكرتنا وبتنظيمنا وبرغبتنا الأكيدة في أن نكون قبلة الكرة العالمية في مونديال 2026!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 10/02/2018