بالمباشر : فلتحيا الأزمات والمشاكل !

عزيز بلبودالي

إذا كانت الأزمات والمشاكل تخلق فريقا ناجحا يحتل، عن جدارة واستحقاق، صدارة ترتيب البطولة الاحترافية كما يفعل الرجاء البيضاوي حاليا، فمرحبا ولتحيا الأزمات والمشاكل.
تناقض صارخ وغريب، وصورة لا تصدق فعلا تلك التي يرسلها الرجاء للمتتبعين، وهو الفريق الغارق وسط أزمة تسييرية ومالية، وخلافات وقضايا في المحاكم، فكل ما يمكن للمرء أن يتخيله من صور للأزمات، سيجده في هذا الفريق الرائع بجماهيره ولاعبيه ومدربه.
هي حالة نادرة وعجيبة فعلا، فريق يئن، منذ مواسم، تحت وطأة المشاكل والصراعات، ويعيش العوز والفقر، ولاعبوه يعانون من غياب الدفء المالي الذي يتمتع به لاعبو فرق أخرى غنية وثرية ولكنها تقبع في أسفل الترتيب، ومع ذلك يقدم كرة جميلة، يسجل الأهداف، يحقق الانتصارات، ويقهر كل الفرق صغيرها أوكبيرها. هي حالة نادرة ليس في المغرب فحسب، بل وربما على الصعيد العالمي، والرجاء فعلها وتحدى كل ظروفه الصعبة ونجح في ما فشل فيه الآخرون ممن يتمتعون بالمال الوفير والاستقرار الإداري والتقني.
في كل دورة، ومع كل مباراة برسم البطولة الوطنية، يضع الجمهور الرجاوي يده على قلبه متوقعا أن تؤثر كثرة المشاكل وتعددها واستمرارها على أداء الفريق واللاعبين، وكثير من المتتبعين ينتظرون بدورهم كل نهاية أسبوع، ختام سلسلة نتائج الفريق الجيدة، غير أن الرجاء يفاجئ الجميع، وكما يفرح جماهيره ويسعدها، يصدم فرقا عديدة تنتظر سقوطه، فيقدم أحسن العروض، ويوقع على أفضل النتائج دون أن يظهر على أداء لاعبيه ما يوحي بأنهم يحملون قميص فريق غارق في المشاكل.
في مباراة «الديربي» الأخيرة، كان الجميع مع مشهد من أحد المسلسلات الشهيرة التي كنا نتابعها ونحن صغار، وكان يحمل اسم « الغني والفقير» حيث الصراع بين من يعيش بحبوحة عيش وثراء، ومن يعيش في حرمان وعوز إلا لروح التحدي وكبرياء عزيز قوم، وتابعنا كيف رفع لاعبو الرجاء التحدي ولم يظهر على أرضية الملعب ما يميز بين الفريقين، الغني والفقير، بل إن الفريق الفقير ماليا، ظهر الأقوى أمام الفريق الغني، ونجح في إحراز الفوز باستحقاق كامل وتام.
الرجاء، لم يتوار خلف مشاكله وأزماته، وحقيقة، يعود الفضل للاعبيه الذين قدموا كل التضحيات، وقاوموا كل الإكراهات وصمدوا أمامها حتى يظل اسم الرجاء عاليا بهيبته وبمكانته المرموقة، وساعدهم في ذلك الجمهور الكبير الذي لم يبخل، في يوم من الأيام،على فريقه ولا على لاعبيه بالمؤازرة والدعم والتشجيع، ورافقه في كل محطاته، وفي كل مبارياته، سواء في الدارالبيضاء أو خارجها، سواء في عز الحر وسخونة الطقس، أو في عز البرد وتهاطل المطر، سواء أغلقت أبواب المركب الرياضي محمد الخامس، أو فتحت، سواء عقد الجمع العام، كان عاديا أو استثنائيا، أو لم يعقد، سواء رحل سعيد حسبان من الرئاسة، أو تشبث وتمسك بها، سواء عاد محمد بودريقة أو غيره أو لم يعد، سواء لعبت الرجاء صباحا أو في الظهيرة أو في آخر ساعات المساء… دائما هو حاضر هذا الجمهور الكبير الذي ظل دوما السند الذي لا تزعزعه رياح الصراعات والمشاكل، الجمهور الذي يصر كل لاعبي الرجاء، على أن يثنوا عليه ويوجهوا له كل عبارات الشكر في كل تصريحاتهم بعد نهاية أي مباراة، وفي كثير من تلك التصريحات، يقوم اللاعبون بإهدائه الانتصارات.. وكأنهم يقولون : لك وحدك يا جمهور نتحمل ونصبر ونعمل ونجتهد..لك وحدك يا جمهور نهدي هذه الانتصارات..
الرجاء اليوم في صدارة الترتيب العام للبطولة الاحترافية الأولى.. والرجاء في نفس الوقت، في صدارة الفرق الغارقة في مشاكلها الداخلية التسييرية والمالية..
الرجاء بخير على مستوى الأداء التقني، والرجاء في حالة سيئة جدا على مستوى ظروف محيطها الإداري والمالي..
الرجاء حي يرزق، اسم لا يموت..شكرا لجمهور الفريق، شكرا للاعبيه من الزنيتي لبانون – أولحاج – بوطيب – جبيرة – مابيدي – خضروف – شاكير – الوادي – ياجور – حدراف إلى باقي اللاعبين…

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 17/02/2018