بالمباشر: فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج
عزيز بلبودالي
في عدد كبير من أنديتنا الوطنية لكرة القدم، أصبحت الموضة هي المطالبة برحيل الرئيس عند كل نتيجة سلبية، بل وحتى عندما تدار أمور الفريق تقنيا بالشكل الجيد، لا يتردد «الجمهور» في رفع لافتات بشعار «ارحل «.
لقد بدأ الرئيس في الفترة الأخيرة ينوب عن المدرب، وتحول بالتالي إلى ذلك الطبل الذي تدق عليه عصي الاحتجاج والانتقاد، وتصوب نحوه سهام السب والشتم، وفي أحيان كثيرة من ممكن أن تتحول المطالب بالرحيل إلى تهديدات ووقفات وإلى اعتداءات، وهذه الموضة اجتاحت كرتنا الوطنية وأضحت حالة تتكرر وتنتقل من هذا الفريق إلى ذاك، وكل موسم يمنحنا فرجة يقودها « الجمهور» أمام مكاتب الرؤساء، بعد أن غابت الفرجة في مدرجات الملاعب.
والحقيقة أن عددا كبيرا من رؤساء أنديتنا لا يستحقون أن ترفع في وجوههم لافتات تحمل رسائل المطالبة بالرحيل فقط، لكن منهم من يجب إخضاعه للمحاسبة وللتحقيق والمساءلة حول ما اقترفت يداه في حق فريق أؤتمن على تسييره، ومنح له الضوء الأخضر لتدبير شؤونه، فإذا به يخون الثقة، ويغرق الفريق في المديونية، ويبيع لاعبيه، ويزيل عنه رداء الكبار ويحوله لفريق صغير.
طبعا، لن نظلم كل المسيرين ونجعلهم في سلة بيض واحدة، هناك فعلا من أدى واجبه كما هو مفترض أن يكون، ولم ينتظر شكرا ولا جزاء، أدى المهمة وانصرف منغمسا في صفحات تاريخ الفريق الذي دبر أموره. ومنهم من «زاد» في مهامه بعد أن باع أملاكه وحتى بيته الخاص، ورهن نفسه وأولاده مقابل توفير ما يحتاجه فريقه أو جامعته التي يشرف عليها، هم قليلون، لكنهم موجودون، و لكن التاريخ ينساهم،للأسف، بمجرد رجوعهم للخلف بعيدا عن الأضواء، منهم من اقترن اسمه بالفريق حتى أصبح المتتبعون يتحدثون عن فريق فلان، وليس فريق مدينة كذا. النماذج كثيرة، والأسماء عديدة، وأكثر منها نقيضها للأسف، فكم من فريق ذهب ضحية جشع الرئيس وطمعه، وكم من فريق تهاوى واندثر بسبب « دكتاتورية» و» استبداد» الرئيس.. ولكم في العدد الكبير من الفرق العريقة التي وجدت نفسها في ظل النسيان وخلف الأضواء النموذج السيء للمسير السيء.
المفارقة التي جعلتنا نلتفت اليوم لموضوع» المسير» تتعلق بالخبر القادم من الدارالبيضاء، حيث تم اختيار السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، «مسير السنة «، وذلك على هامش فعاليات «المعرض الدولي للرياضة والترفيه الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء». هل يتعلق الأمر برد الاعتبار للمسير؟ أم هل هي صدفة أملتها العلاقات المصلحية الثنائية بين المعرض وبين الجامعة التي يمثلها فوزي لقجع؟ أم هل هو استثناء في ظرفية تتجه أصابع الاتهام فيها للرؤساء والمسيرين تورطهم في ما يحصل للرياضة من اختلالات؟
بموضوعية، يستحق فوزي لقجع وبفضل الثورة التي يقودها في مسلسل النهوض بكرة القدم الوطنية أن يكون « مسير السنة»، على الأقل، لأنه لم يصب ب» الدوخة» أمام كثرة الملايير التي يديرها بيديه لفائدة الكرة الوطنية.. وبموضوعية أكثر، هناك زملاء لفوزي لقجع يستحقون بدورهم هذا التتويج، وهم الذين يشرفون على جامعات ويتمنون أن يصابوا ب» دوخة» الملايير لأنهم يفتقدون لأبسط شروط التسيير خصوصا في جانبه المالي، بل هناك رؤساء لا يعانون فقط من قلة الموارد المالية، لكن يواجهون عراقيل أكثر شدة وضراوة يقودها كبار مسؤولي جهاز الرياضة المركزي ضدهم، ومع ذلك، يحققون أفضل النتائج على مستوى التسيير والتدبير وكذا على مستوى ما تحققه منتخبات جامعاتهم.
فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج، وفي عهدكم، مباراة « احترافية» لم تجر بسبب غياب ملعب، وأنتم رئيس الجامعة وفي اللحظة التي كنتم تتسلمون فيها تذكار التتويج كمسير السنة، كان فريقا سيدي قاسم ويوسفية برشيد يقفان بلاعبيهما وأطقمهما التقنية والإدارية، وجمهوريهما في الشارع، بعد أن سدت أمامهما أبواب ملعب برمج لاحتضان مباراتهما.
فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج، وفي عهدكم عدة قرارات تهم الكرة الوطنية لا تزال تصدر وهي خاضعة للمحسوبية ولدرجة «قرابة» هذا الفريق أو ذاك من الجامعة أو من العصبة.
فوزي لقجع.. كنت أتمنى أن ترفض التتويج وأنت في بداية مسلسل البناء، وكان التتويج سيكون جميلا لو جاء في نهاية المشوار، وكيف تتوج وفرق « كبيرة» غارقة في الديون، وفرق تسير برئيسين، وفرق بدون ملاعب، وفرق تتلاعب في النتائج، وفرق تخضع لقوة أصحاب القرار خانعة تسير وفق التعليمات، وفرق تجهل كل شيء عن القوانين الجديدة، تعقد جموعا استثنائية لملاءمة القوانين، والرئيس لا يفقه والمنخرطون لا يفقهون؟ كيف تقبل أنه في عهدكم يدار التحكيم بالتوجيهات والأوامر؟ كيف تسمح لفرق رؤساؤها في مكتبكم الجامعي يخرقون القانون، يتهجمون على الحكام، يسبون ويشتمون، يشطبون على المعارضين ويتحدون المنخرطين و يعضون بالنواجذ على المناصب والكراسي؟
فوزي لقجع.. كيف تقبل التتويج وفرق ترفض تطبيق ما اتفقتم عليه من برامج، هل استجابت الفرق مثلا لقانون تحويل النادي إلى شركة؟ هل الأمر مستساغ وفريق واحد فقط من 32 فريقا هو الفتح الرباطي من يتجه لاحترام هذا القانون؟
فوزي لقجع.. كيف تقبل التتويج وأنتم تكيلون بمكيالين في ما تصفونه بالتواصل، تفتحون أبواب الجامعة وأخبارها وجديدها لمنابر دون أخرى، تخرجون بتصريحات تهم المنظومة الكروية الوطنية وتنتقون لها منابر بعينها دون أخرى، تصادرون الحق في المعلومة وتمنحونه لمن تختارونه.
فوزي لقجع، بصدق، تستحق، مقارنة مع بعض من سبقك، أن تكون الأفضل والأحسن، ماشي دابا ..ربما مستقبلا!
فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج
في عدد كبير من أنديتنا الوطنية لكرة القدم، أصبحت الموضة هي المطالبة برحيل الرئيس عند كل نتيجة سلبية، بل وحتى عندما تدار أمور الفريق تقنيا بالشكل الجيد، لا يتردد «الجمهور» في رفع لافتات بشعار «ارحل «.
لقد بدأ الرئيس في الفترة الأخيرة ينوب عن المدرب، وتحول بالتالي إلى ذلك الطبل الذي تدق عليه عصي الاحتجاج والانتقاد، وتصوب نحوه سهام السب والشتم، وفي أحيان كثيرة من ممكن أن تتحول المطالب بالرحيل إلى تهديدات ووقفات وإلى اعتداءات، وهذه الموضة اجتاحت كرتنا الوطنية وأضحت حالة تتكرر وتنتقل من هذا الفريق إلى ذاك، وكل موسم يمنحنا فرجة يقودها « الجمهور» أمام مكاتب الرؤساء، بعد أن غابت الفرجة في مدرجات الملاعب.
والحقيقة أن عددا كبيرا من رؤساء أنديتنا لا يستحقون أن ترفع في وجوههم لافتات تحمل رسائل المطالبة بالرحيل فقط، لكن منهم من يجب إخضاعه للمحاسبة وللتحقيق والمساءلة حول ما اقترفت يداه في حق فريق أؤتمن على تسييره، ومنح له الضوء الأخضر لتدبير شؤونه، فإذا به يخون الثقة، ويغرق الفريق في المديونية، ويبيع لاعبيه، ويزيل عنه رداء الكبار ويحوله لفريق صغير.
طبعا، لن نظلم كل المسيرين ونجعلهم في سلة بيض واحدة، هناك فعلا من أدى واجبه كما هو مفترض أن يكون، ولم ينتظر شكرا ولا جزاء، أدى المهمة وانصرف منغمسا في صفحات تاريخ الفريق الذي دبر أموره. ومنهم من «زاد» في مهامه بعد أن باع أملاكه وحتى بيته الخاص، ورهن نفسه وأولاده مقابل توفير ما يحتاجه فريقه أو جامعته التي يشرف عليها، هم قليلون، لكنهم موجودون، و لكن التاريخ ينساهم،للأسف، بمجرد رجوعهم للخلف بعيدا عن الأضواء، منهم من اقترن اسمه بالفريق حتى أصبح المتتبعون يتحدثون عن فريق فلان، وليس فريق مدينة كذا. النماذج كثيرة، والأسماء عديدة، وأكثر منها نقيضها للأسف، فكم من فريق ذهب ضحية جشع الرئيس وطمعه، وكم من فريق تهاوى واندثر بسبب « دكتاتورية» و» استبداد» الرئيس.. ولكم في العدد الكبير من الفرق العريقة التي وجدت نفسها في ظل النسيان وخلف الأضواء النموذج السيء للمسير السيء.
المفارقة التي جعلتنا نلتفت اليوم لموضوع» المسير» تتعلق بالخبر القادم من الدارالبيضاء، حيث تم اختيار السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، «مسير السنة «، وذلك على هامش فعاليات «المعرض الدولي للرياضة والترفيه الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء». هل يتعلق الأمر برد الاعتبار للمسير؟ أم هل هي صدفة أملتها العلاقات المصلحية الثنائية بين المعرض وبين الجامعة التي يمثلها فوزي لقجع؟ أم هل هو استثناء في ظرفية تتجه أصابع الاتهام فيها للرؤساء والمسيرين تورطهم في ما يحصل للرياضة من اختلالات؟
بموضوعية، يستحق فوزي لقجع وبفضل الثورة التي يقودها في مسلسل النهوض بكرة القدم الوطنية أن يكون « مسير السنة»، على الأقل، لأنه لم يصب ب» الدوخة» أمام كثرة الملايير التي يديرها بيديه لفائدة الكرة الوطنية.. وبموضوعية أكثر، هناك زملاء لفوزي لقجع يستحقون بدورهم هذا التتويج، وهم الذين يشرفون على جامعات ويتمنون أن يصابوا ب» دوخة» الملايير لأنهم يفتقدون لأبسط شروط التسيير خصوصا في جانبه المالي، بل هناك رؤساء لا يعانون فقط من قلة الموارد المالية، لكن يواجهون عراقيل أكثر شدة وضراوة يقودها كبار مسؤولي جهاز الرياضة المركزي ضدهم، ومع ذلك، يحققون أفضل النتائج على مستوى التسيير والتدبير وكذا على مستوى ما تحققه منتخبات جامعاتهم.
فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج، وفي عهدكم، مباراة « احترافية» لم تجر بسبب غياب ملعب، وأنتم رئيس الجامعة وفي اللحظة التي كنتم تتسلمون فيها تذكار التتويج كمسير السنة، كان فريقا سيدي قاسم ويوسفية برشيد يقفان بلاعبيهما وأطقمهما التقنية والإدارية، وجمهوريهما في الشارع، بعد أن سدت أمامهما أبواب ملعب برمج لاحتضان مباراتهما.
فوزي لقجع..كنت أتمنى أن ترفض التتويج، وفي عهدكم عدة قرارات تهم الكرة الوطنية لا تزال تصدر وهي خاضعة للمحسوبية ولدرجة «قرابة» هذا الفريق أو ذاك من الجامعة أو من العصبة.
فوزي لقجع.. كنت أتمنى أن ترفض التتويج وأنت في بداية مسلسل البناء، وكان التتويج سيكون جميلا لو جاء في نهاية المشوار، وكيف تتوج وفرق « كبيرة» غارقة في الديون، وفرق تسير برئيسين، وفرق بدون ملاعب، وفرق تتلاعب في النتائج، وفرق تخضع لقوة أصحاب القرار خانعة تسير وفق التعليمات، وفرق تجهل كل شيء عن القوانين الجديدة، تعقد جموعا استثنائية لملاءمة القوانين، والرئيس لا يفقه والمنخرطون لا يفقهون؟ كيف تقبل أنه في عهدكم يدار التحكيم بالتوجيهات والأوامر؟ كيف تسمح لفرق رؤساؤها في مكتبكم الجامعي يخرقون القانون، يتهجمون على الحكام، يسبون ويشتمون، يشطبون على المعارضين ويتحدون المنخرطين و يعضون بالنواجذ على المناصب والكراسي؟
فوزي لقجع.. كيف تقبل التتويج وفرق ترفض تطبيق ما اتفقتم عليه من برامج، هل استجابت الفرق مثلا لقانون تحويل النادي إلى شركة؟ هل الأمر مستساغ وفريق واحد فقط من 32 فريقا هو الفتح الرباطي من يتجه لاحترام هذا القانون؟
فوزي لقجع.. كيف تقبل التتويج وأنتم تكيلون بمكيالين في ما تصفونه بالتواصل، تفتحون أبواب الجامعة وأخبارها وجديدها لمنابر دون أخرى، تخرجون بتصريحات تهم المنظومة الكروية الوطنية وتنتقون لها منابر بعينها دون أخرى، تصادرون الحق في المعلومة وتمنحونه لمن تختارونه.
فوزي لقجع، بصدق، تستحق، مقارنة مع بعض من سبقك، أن تكون الأفضل والأحسن، ماشي دابا ..ربما مستقبلا!
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 03/10/2017