بالمباشر : ماذا لو..!

عزيز بلبودالي
سنتأهل، سنحرز البطاقة وتذكرة السفر إلى روسيا ستكون لنا. اليوم سنحتفل، وسنسعد بلاعبي فريقنا الوطني. نحن متفاؤلون.
ولكن..
لا أستطيع نطقها، لكنني مجبر لا بطل.. ماذا لو لم يحالف فريقنا الوطني الحظ يومه السبت في انتزاع بطاقة التأهل للمونديال؟
من المفروض أن نكون واقعيين، موضوعيين، متفائلين نعم وبكل تأكيد، لكن دون إلغاء التفكير في ما لا نحب أن نفكر فيه ولا نرغب في حدوثه ..ماذا لو؟
ستكون الصدمة قوية أكيد.. سنصاب بأكبر خيبة بعد كل هذه الأحلام التي رسمناها وتعلقنا بها. لكن هل ستتوقف الحياة ههنا؟ هل سيصل قطار كرة القدم الوطنية محطته النهائية هنا؟ فلا قدر الله، وفشلنا في الذهاب إلى روسيا، وحكمت علينا ظروف مباراة يومه السبت بالغياب عن مونديال 2018، يجب ألا يشكل لنا هذا عقدة ويضع أمامنا إشارة «قف» ممنوع من المرور. الحياة ستستمر، ولقجع وجامعة الكرة من المفروض أن يجعلا الأوراش والمشاريع مفتوحة وقابلة للإنجاز. القطار تحرك، ولن تكون مباراة يومه السبت، سببا في وقف تحركه. لنكن مستعدين لكل الاحتمالات، تأهلنا، سنفرح طبعا، وسنسعد وسنحتفل بكل تأكيد، وإن لا قدر الله فشلنا، سنحزن وسنتجرع مرارة الإقصاء، وفي الحالتين معا، يجب أن نستمر، ويجب أن نواصل ما بدأناه من أوراش للنهوض بكرة القدم الوطنية.
يجب أن نفكر ونعمل ونجتهد، نحن مطالبون باحترام التزاماتنا والتمسك بتنفيذ ما تعهدنا به: ملفنا لاحتضان كأس العالم 2026، توسيع نطاق الممارسة الكروية، الرفع من مستوى أنديتنا هيكليا، تقنيا وإداريا، تعزيز البنيات التحتية، توفير إمكانيات مالية أخرى، تعزيز الحكامة الجيدة كأسلوب للعمل، سن أنظمة جديدة، النهوض بأوضاع المتدخلين في اللعبة من لاعبين، مدربين، حكام، إداريين، وغيرها من البرامج التي لا ينكر إلا جاحد أن الجامعة أخذتها على عاتقها وانطلقت بالفعل في تنفيذها.
لست متشائما، لكنني أحب أن أكون واقعيا ومستعدا للصدمة. لست متشائما بل، بكل صدق، أجدني أكثر تفاؤلا مقارنة مع ما كنت عليه قبل مباراة الوداد والأهلي في الأسبوع الماضي.
أنا متفائل، وبشكل كبير، وأشكر الزميلة دنيا سراج كثيرا، وهي لا تكل صباح كل يوم، و تبعث لنا من أبيدجان رسائل التفاؤل عبر إذاعة «راديو مارس». وبالمناسبة، دعوني أعبر عن اعتزازي بتزايد العنصر النسوي في قائمة الإعلام الرياضي الوطني، بل هناك زميلات تفوقن بشكل ملحوظ في نقلنا لذلك المستوى المهني الراقي، ولن أسرد كل الأسماء، فكلهن محترمات مجتهدات لهن مني كل باقات الورد المزهرة والجميلة جمال أدائهن ومردودهن المهني.
لست متشائما، بل سعيدا وفريقنا الوطني يتوفر على كل هذا العدد من اللاعبين المتميزين، الذين، وإن خلق عددهم المرتفع ومستوياتهم المتقاربة والعالية فنيا ومهاريا «صداع الراس» لأي مدرب، وحيرة له أمام اختبار انتقاء الأجود منهم في القائمة الرسمية، إلا أن الأمر عند هيرفي رونار، مصدر قوة ومصدر ارتياح.
لست متشائما، بل متفائلا إلى درجة عالية، وزملاؤنا الذين انتقلوا إلى هناك في أبيدجان، يؤكدون في كل مراسلاتهم اليومية ما يتمتع به لاعبو فريقنا الوطني من معنويات جميلة، وروح متوازنة يطبعها عنوان واحد نقرؤه، فلا نجد أي صعوبة في اكتشاف تلك العزيمة القوية التي يتحلى بها كل فرد من المجموعة الوطنية.
كيف لي أن أكون متشائما وكل المؤشرات تقول كل شيء، اليوم سنتأهل، اليوم سنعود للمونديال بعد غياب قرابة عقدين من الزمن..اليوم سنقهر الفيلة، وسننزع البطاقة الغالية.. كيف لا نقدر ونحن نتوفر على كل ما يؤهلنا لتحقيق ذلك، مع دفء الجمهور المغربي من مهاجرينا هناك في الكوت ديفوار، والجمهور الذي انتقل أو في طريقه اليوم للانتقال إلى هناك..مع اللاعبين كل المحفزات، شعب يساندهم ويدعمهم، مستقبل زاهر ينتظرهم، عروض بقيمة عالية ستنهال عليهم من أكبر الأندية الأوروبية لو حضروا في المونديال، بلد سيفرح وسيشاركهم السعادة ونشوة الانتصار…
جيبوها جيبوها يا لولاد!
في الأسبوع الماضي، فعلها لاعبو الوداد أمام الأهلي أكبر فرق إفريقيا والعرب وأعتدها..
واليوم، لا مستحيل أمامكم.. أنتم في موعد مع التاريخ..فلا تفوتوا الفرصة!
اليوم، أنا متفائل..وأنا واقعي لأبعد الحدود!
بالتوفيق لفريقنا الوطني!
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 11/11/2017