بالمباشر … نعم للوقفة الاحتجاجية !

عزيز بلبودالي

أخيرا، وبعد ضغط كبير مارسته العصب والأندية والصحافة ومكونات أسرة كرة السلة، تحركت الوزارة الوصية وأعلنت أنها ستتكلف بمصاريف مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات الخاصة بكأس العالم لكرة السلة والتي تحتضنها أنغولا نهاية الأسبوع القادم.

وحتى وهي تتحرك متأخرة ومكرهة وليست راغبة، فالوزارة تعمدت خرق كل الأعراف وهي تلغي وجود مكتب مديري لا يزال قائما شرعيا إلى أن يثبت العكس، وفضلت الاتصال بالمدير التقني، وكأن لا وجود لجامعة قانونية لها رئيس منتخب، ومكتب مديري منتخب، ومصالح وأقسام ولجن، وكأن الوزارة توجه كل الإهانة ليس للجامعة أو لرئيسها أو لمكتبها المديري فحسب، بل لكل العصب ولكل الأندية و لكل أفراد أسرة كرة السلة الوطنية الذين انتخبوا ووضعوا ثقتهم في الرئيس وفي أعضاء مكتبه الجامعي.. !!
لا أخفيكم أنني عندما قرأت بيانا نشرته التنسيقية الوطنية للدفاع عن كرة السلة المغربية دعت فيه إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة الوصية صباح يوم الجمعة، لم أتردد وأعلنت تضامني المطلق مع مطالب هذه اللجنة التنسيقية، لأسباب عديدة:
الأمر أولا يهم مصير فريقنا الوطني لكرة السلة، إذ من غير المقبول بتاتا، ولأي سبب كيف ما كانت قوته، أن ينسحب منتخبنا الوطني من محطة حاسمة ستتابعها أعين العالم كله وتتعلق بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
الأمر الثاني يهم سمعة المغرب التي ستتمرغ في التراب أمام العالم، حيث سنصبح مادة للتهكم والسخرية من بلد لم يقدر على تجميع لاعبي منتخبه وإعدادهم لتظاهرة عالمية تقام في إفريقيا.. في إفريقيا نعم، التي تنبني كل التوجهات حاليا، على الانخراط فيها والعودة إليها رياضيا، اقتصاديا وسياسيا. وسيسألون هناك في أنغولا، يوم 24 نونبر،عن غياب منتخب المغرب، وسيصدمون بدون أدنى شك، عندما يعلمون أنه غاب بسبب عدم قدرته على توفير الإمكانيات المالية…شوهة والله شوهة!
الأمر الثالث، ويهم هذا التجاهل المقصود للوزارة الوصية والتي يظهر وكأنها غير معنية بتاتا بتمثيليتنا الرياضية قاريا وعالميا، ولايهمها أن منتخبا يمثل المغرب سيغيب عن تظاهرة كبيرة تحضرها كل منتخبات الدول الإفريقية عدد كبير منها فقيرة ولا تتوفر على إمكانيات مالية مقارنة مع ما يملكه المغرب.
صراحة، طرحت السؤال على أحد كبار مسؤولي الوزارة حول هذا «النزاع» القائم بين الوزارة وبين الجامعة، ليفاجئني رده بكون الوزير غير راض عن رئيس الجامعة..وبس. أنت السيد الوزير غير راض عن رئيس الجامعة، من حقك، ولكن ما علاقة الآلاف من لاعبي كرة السلة بالأمر؟ ما علاقة المنتخب الوطني بشعورك وبأحاسيسك نحو شخص الرئيس؟ وما علاقة عدم رضاك عن الرئيس بسمعة بلد اسمه المغرب؟ وما علاقة الخلافات والنزاعات بمصير رياضة تعتبر ثاني رياضة بعد كرة القدم ممارسة ومتابعة؟ ثم ما علاقة ما تكنه لشخص رئيس الجامعة بتجميد نشاط رياضي، بدون وجه حق وبدون الرجوع إلى القانون؟
الأمر الرابع، ويهم موقف مؤسساتنا الاقتصادية الكبرى العمومية، وشبه العمومية والمنتمية أيضا للقطاع الخاص، وإحجامها عن دعم المنتخب الوطني لكرة السلة، وكأني بها تلتزم بتوجيهات وأوامر تمنعها من التعبير عن حس وطني لا يحضرها إلا عندما يتعلق الأمر بجامعات رياضية أخرى، خاصة عندما يكون لتلك الجامعات رؤساء ذوو نفوذ وتأثير في الحياة السياسية أو الاقتصادية الوطنية.
وأستغرب في الواقع، وأنا ألاحظ مثلا كيف لجامعات «صغيرة» أنديتها تعد على رؤوس الأصابع، ولا نشاط رياضي لها سوى مرتين أو ثلاثة في السنة، لكنها مع ذلك تحظى بدعم قائمة لا تنتهي من المؤسسات الاقتصادية الكبرى.. بل إن هناك جامعات لا تظهر إلا موسميا، كفصل الصيف مثلا وفصل الاستجمام والشواطئ، أو عندما يتعلق الأمر بجامعات تتمتع ببركة علية القوم!
الأمر الخامس، ويهم موقف اللجنة الوطنية الأولمبية التي يبدو وكأنها غير معنية ولا يهمها أن تغيب هذه الرياضة أو تلك، ولا يحركها إن انقرض هذا النوع الرياضي أو غيره. وأتساءل هنا عن دور اللجنة الوطنية الأولمبية وعن عملها في المنظومة الرياضية الوطنية؟
قلنا، مرارا، إن الوزير يخطئ عندما يقحم خلافات شخصية في أمور مؤسساتية، وقلنا إنه يشرف على قطاع الشباب الذي يعيش في وضع مقلق، وعلى قطاع الرياضة التي لا تنال حظها معه…
وقلنا إنها ربما سابقة، وزير مسؤول عن قطاعين، وبعيد عن القطاعين معا !
بالتوفيق لفريقنا الوطني لكرة السلة.. !

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 17/11/2017