بالمباشر : وأخيرا.. أصبح للرياضة مكان!
المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي هو مؤسسة استشارية مغربية مستقلة تأسست في 21 فبراير 2011 بمقتضى ظهير ملكي مغربي من قبل الملك محمد السادس، يتمثل دورها في إجراء دراسات ومقترحات إلى الحكومة المغربية ومجلسي البرلمان.
ويعتبر القانون رقم 12-128 هو القانون المحدد والمنظم لتكوين وتنظيم صلاحيات وإجراءات تشغيل المجلس، كما يمكن الإطلاع على قراراته من قبل مجلس الحكومة، ومجلس النواب ومجلس المستشارين، وكذا على جميع المسائل ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي، والتي تبدي رأيها عليها خلال أجل مدته مابين 20 يوما وشهرين كحد أقصى.
إنه المجلس الذي يهتم بكل المجالات، ويضم في تركيبته وطاقمه ممثلين عن كل المجالات…باستثناء المجال الرياضي.
منذ تأسيسه قبل سبع سنوات، لم يلتفت هذا المجلس للشأن الرياضي، ولم يفكر مسيروه في تخصيص مقعد من كل مقاعده وكراسيه لممثل عن الرياضة المغربية، حتى كدنا نعتقد أن هذه المؤسسة الاستشارية الملمة بكل ما هو اقتصادي واجتماعي لا تؤمن بوجود الرياضة، وتلغي كل ما يرتبط بمجالها وبمنظومتها، إلى أن اكتشفنا أننا كنا على خطأ ورئيسها نزار بركة ينتفض يوم الجمعة الأخير ليؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد، أن رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لديه كامل المعرفة بالرياضة، بقيمتها ودورها في المجتمع وفي سلوك المواطن، بل وما يمكن أن تلعبه الرياضة من دور مؤثر في تحريك عجلة الاقتصاد.
لحسن حظ رياضتنا الوطنية أنه اتضح أن المسؤول الأول في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يؤمن بالقيمة الحقيقية للرياضة، عكس مسؤولين كثر وصناع القرار السياسي الذين لا يزالون يعتبرونها شأنا ترفيهيا تكميليا ليس إلا.
نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أكد، وهو يحضر يوم الجمعة الأخير الملتقى الأول حول «الرياضة والمجتمع» ملبيا دعوة من الزملاء في الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، على الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الرياضة في المجال الاقتصادي، وقال في كلمته:
«إضافة إلى كون الرياضة حق دستوري ووسيلة من وسائل الإدماج والتسامح، وعامل يضمن زرع الثقة في النفس، فإن الرياضة أصبحت تمثل نسبة 3 في المئة من حجم الاقتصاد، الرياضة مثلا في ألمانيا توفر مليون فرصة شغل، وهذا رقم مهم جدا، يجب التعامل معه من خلال دلالاته، ولهذا فإن الرياضة في المغرب يجب أن تزاوج بين خلق تنوع اقتصادي، والفرجة… «.
جزء مما قاله نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في ذلك الملتقى، هو جزء من كلام كبير قاله في حق الرياضة وما يمكن أن تلعبه من دور هام على مستوى التأثير في كل المجالات الأخرى، شيء جميل فعلا، وأكيد سيكون أجمل لو تحولت أفكار نزار بركة وقناعاته ونظراته بخصوص الرياضة إلى قرارات وأفعال، والأجمل أيضا لو تدارس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قريبا مسألة الرياضة وقدم مقترحات عملية في سبيل النهوض بها وتطويرها، والأجمل والأهم أن نشاهد في القريب جدا إعادة لهيكلة المجلس ويكون للرياضة موقع فيها.
في الملتقى الأول حول «الرياضة والمجتمع» المنظم نهاية الأسبوع الماضي بمدينة الصخيرات، نفس المدينة التي احتضنت سنة 2008 المناظرة الوطنية حول الرياضة، حضر خطاب واحد مفاده كون الرياضة أصبحت تتجاوز الحدود الجغرافية والطبقات الاجتماعية، كما أن الرياضة تشكل قطاعا اقتصاديا قائم الذات.
الرياضة أضحت رافدا من روافد التنمية الاقتصادية في البلدان السائرة في طريق النمو، كما أصبحت حقا من الحقوق الأساسية للإنسان، الشيء الذي يتطلب توسيع ممارستها لتشمل كافة شرائح المجتمع، وهو ما يستدعي استكشاف سبل أخرى تكفل مساهمة الرياضة في الرهانات الوطنية: التلاحم الاجتماعي، الدينامية الاقتصادية، الشغل، التواصل، السياحة، التربية…
وأخيرا..أصبح للرياضة مكان!