بعد بنعطية.. هل يستفيق النائمون؟

عبدالكريم الوازي

 

في مبادرة إنسانية، أعلن مهدي بنعطية عميد الفريق الوطني لكرة القدم عن تأسيس جمعية خيرية لدعم المحتاجين والفقراء. وقد اعتبر العميد أن نشأته في بيئة جيدة دفعته إلى التفكير في الآخرين ممن هم في حاجة إلى المساعدة.
هي مبادرة لا يمكن إلا التنويه بها، وجاءت لتؤكد أن التنمية لا يمكن أن يكون رافدها الوحيد هو الدولة، بل إن المجتمع المدني وقطاع الفن والرياضة وغيرهما، يمكن أن تساهم بدورها في التنمية الشاملة، لأن العمل الخيري أضحى مطلبا من متطلبات التنمية المستدامة وتقاسم الأدوار في إطار الحكامة التي تعتمد على أضلعها الثلاث، الدولة والمؤسسات الاقتصادية ثم المجتمع المدني، كما أنها جاءت لتعزز المباردة الجميلة التي قامت بها مجموعة «فناير» الفنية حين قامت بتأسيس جمعية تحمل اسم المجموعة تعنى بشؤون الثقافة والفن والتنمية الاجتماعية، وكذا المساهمة في النهوض بقطاع التعليم على الصعيد الوطني، وجاءت أيضا لتذكرنا بما قاله «الرياضي» الذي اتصلت به الجريدة لأخذ رأيه بخصوص بخل الرياضيين في المساهمة في التنمية عبر تأسيس جمعيات أو غيرها من المبادرات الإنسانية كرد جميل لهذا الوطن الذي منحهم كل شيء وبخلوا عليه بكل شيء، فما كان رده سوى أن قال «لا أدين لأحد بأي سنتيم، كيف تطلبون مني أن أبعثر ما جنيته بعد اجتهاد وعمل متواصل. لستُ الدولة حتى أحلّ مشاكل الناس».
تأسيس بنعطية لجمعية تعنى بالفقراء والمحتاجين نتمنى أن توقظ ضمير هذا «الرياضي» ومعه البقية، ممن استفادوا كثيرا وراكموا الثروة من خلال مساهمات دافعي الضرائب، ومن المنح، ورخص النقل والضيعات الفلاحية وما خفي أعظم، علما أن هذا الأمر لا يُمنح لأي كان، فهو نتاج تربية وثقافة وسلوك إنساني رفيع، يفتقده الكثير ممن يؤمنون بمقولة «هل من مزيد».

الكاتب : عبدالكريم الوازي - بتاريخ : 25/11/2017