حان دورك يا «دونور»

عزيز بلبودالي
ننتظرك غدا الثلاثاء، لتؤدي ولتلعب دورك كما عهدناك عبر تاريخ الكرة المغربية، وأنت تحتضن منتخبنا الوطني وتحيطه بكل الدفء الجماهيري الجميل…
دونور، أو ملعب محمد الخامس، غدا الثلاثاء، دورك سيكون بتعبئة مزدوجة، تشجيع منتخبنا ولاعبيه أمام منتخب أوزبكستان، وكذا، وهو الأساسي والمهم، دعم ملفنا لاحتضان مونديال 2026 عبر بعث رسائل لكل من يهمه الأمر، أننا بلد يعشق كرة القدم، يحب فريقه الوطني، مستعد لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية الدولية.
مساء الجمعة ونحن نتابع مباراتنا أمام صربيا، كان يبدو ملعب تورينو الإيطالي، الذي انتقلت إليه أعداد كبيرة من الجمهور من مغاربة العالم ومن الجالية المقيمة في مختلف الدول الأوربية، ومن مختلف المدن الإيطالية من أجل مساندة المنتخب الوطني في تحضيراتهم لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وكأنه « دونور» في الدارالبيضاء، حيث لامسنا ذلك الحضور القوي للجمهور المغربي الذي بدد تلك الغيوم الباردة في تورينو، وأضاف حرارة وسخونة في الطقس وهو يردد بصوت واحد النشيد الوطني، ويرفع كل شعارات التشجيع من أجل تحفيز فريقنا الوطني حتى أن لاعبينا كما عبر بعضهم بذلك في تصريحات صحفية، لم يحسوا بأي غربة وشعروا وكأنهم يلعبون في « دونور» بالدارالبيضاء.
على هذا المستوى، نعلم، ويجب أن ندرك أن كل الأضواء وكل العيون ستكون بكل تأكيد، موجهة لملعب «دونور» ، فالدارالبيضاء كما نعلم توجد من بين المدن المرشحة في الملف المغربي لاحتضان كأس العالم 2026، بل ومرشحة في حالة انتزاعنا شرف تنظيم النهائيات لاحتضان مبارتي الافتتاح والنهاية، ومن هذا المنطلق، يجب أن تكون مباراة غد الثلاثاء فرصة نؤكد من خلالها أن المغرب قادر ومستعد لتنظيم المباريات الدولية على أعلى مستوى، وذلك لن يتم سوى بانخراطنا جميعا جمهورا، وسلطات ومنظمين، في عملية إنجاح هذا الموعد الذي يتجاوز ما هو رياضي صرف، ليكون اختبارا حقيقيا أمام ملفنا لاحتضان مونديال 2026، وامتحانا أمام اللجنة المكلفة والجامعة المغربية.
من جانبه، يقوم منتخبنا الوطني بما هو مطلوب منه، وهو يقدم الأداء الجيد،حيث حقق مساء الجمعة الأخير كما تابعنا فوزا هاما في اللقاء الودي الذي جمعه بالمنتخب الصربي ضمن استعداداتهما لنهائيات كأس العالم في روسيا .
وتابعنا تألق العديد من لاعبينا كحكيم زياش مسجل الهدف الأول من ضربة جزاء في الدقيقة 29 ، و خالد بوطيب في الدقيقة 40 الذي سجل الهدف الثاني بعد تمريرة رائعة من حكيم زياش. في حين سجل للمنتخب الصربي دوشان تاديش في الدقيقة 37 .
هي إذن مباراة برهانين تلك التي يحتضنها غدا الثلاثاء ملعب « دونور» بالدارالبيضاء، تأكيد المسار الجيد لمنتخبنا الوطني كرهان أول، وتعزيز قوة انسجام خطوطه، مع منح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا في لقاء الجمعة الماضي خصوصا المدعوين الجدد منهم كأيوب الكعبي ووليد آزارو لاكتشاف مدى تجاوبهما مع المنظور التقني للمدرب هيرفي رونار، وكرهان ثان منح نقطة إيجابية إضافية لملفنا لاحتضان مونديال 2026، عبر إحاطة المباراة بتنظيم جيد متكامل مع تفادي السقوط في أي أخطاء ربما تؤثر على صورتنا لدى المتتبعين والمراقبين الدوليين.
مباراة غد أمام أوزبكستان، يتعين أن يكون فيها « دونور» في الموعد، ولن يتحقق ذلك من غير انخراط حقيقي للجمهور المغربي من كل المدن خاصة مدينة الدارالبيضاء، والمعني بالأمر بالدرجة الأولى جمهورا الوداد والرجاء..
الجمهور البيضاوي بكل تأكيد، هو المعول عليه، فأكيد لن يخذلنا وهو الذي لم يفعلها قبل اليوم بعقود وعقود من الزمن.
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 26/03/2018