رئيس الحكومة مخاطبا المعارضة «حنا ماكيهمناش واش كتقولو نتوما»
عبد السلام المساوي
في جلسة المساءلة الشهرية أمام مجلس النواب، مساء الاثنين 10 يونيو 2024، رئيس الحكومة يقول جوابا على المعارضة : لايهمنا ما تقولون أنتم نواب المعارضة، بل يهمنا ما يقوله المواطنون لأنهم هم من جاؤوا بنا وحملونا هذه المسؤولية» !
نسأل رئيس الحكومة وهل من انتخب نواب المعارضة ليسوا بمواطنين ؟! رئيس الحكومة قدم جوابا واضحا عن عدم حضور الوزراء إلى مؤسسة مجلس النواب لأنه لا يهمه ما يقوله نواب المعارضة، لذا هرب الحوار إلى النوادي في الأقاليم والجهات في حملة انتخابية سابقة لأوانها.
ليس سرا أن السيد أخنوش يكاد يصبح اليوم المشغل رقم واحد والناشر رقم واحد في عالم الصحافة والنشر … وهذا الجمع بين السلط في شخص عزيز أخنوش لا يخلو من أخطار محتملة قد تهدد « البنيان «، ومعه بنية النسق أيضا مع الوقت ومع تعاقب الليل والنهار …
لأنه ما معنى أن يصبح الجميع يردد بلسان السيد عزيز أخنوش بأن الحكومة الحالية جاءت ببرامج غير مسبوقة وبأفكار عميقة وبرؤية شاملة ستحل كل مشاكل المغرب ؟
كثيرة هي الجرائد الورقية ( المشهورة )، وكثيرة هي المواقع الإلكترونية، صفقت لحزب التجمع الوطني للأحرار باعتباره الحزب الأول، بل اشتغلت بتفان في الحملة الانتخابية وقبلها بزمن طويل، ليحظى حزب التجمع الوطني بهذه المرتبة ! واليوم الجميع يصفق لعزيز أخنوش باعتباره المنقذ من الضلال ! اختفت المهنية وغاب النقد الموضوعي، وانقرضت « الاستقلالية «، الكل يبارك السيد رئيس الحكومة ويبارك حصيلة حكومته، الكل يصفق ويرقص نشازا !
جاء في تعقيب النائب عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، على كلمة رئيس الحكومة في جلسة 8 ماي 2023 « ….تفاجأنا لهيمنة الحكومة وأغلبيتها في الإعلام العمومي (استضافة وزير الفلاحة، الكاتب العام لوزارة الفلاحة، وزراء ونواب، رئيس شبيبة حزبية،…)، واستغربنا الهيمنة الإعلامية على أغلبية المواقع الإلكترونية والصحافة المكتوبة والإذاعات الخاصة لتمرير الرؤية الحكومية حول المنظومة الفلاحية ومخطط المغرب الأخضر.
إننا نخشى على الديمقراطية والتعددية السياسية من مثل هذه الممارسات الإقصائية البائدة التي تحرم المعارضة البرلمانية من حقوقها المنصوص عليها في الفصل 10 من الدستور « .
للوقت مفعول السحر، يعطيك مساحة من أجل التحليل الهادئ من جهة، ومن أجل طرد شيطان الدهشة من مخيلتك ، بفرك العينين وكثير من التأمل …يجعلك أمام سقوط الأقنعة …يجعلك تكتشف تهافت الخطاب الذي يتغول بالمال، وتكتشف انهيار أسطورة الوعود الانتخابية، والتصريح الحكومي يبين التناقض بين خطاب الحملة الانتخابية وخطاب التصريح الحكومي !
عيب « ساستنا « أنهم لا يطبخون كلامهم على نار هادئة، يغترون بسرعة وينتفخون بسرعة، ردود انفعالية تنم عن الجهل أحيانا وعن التضخم أحايين كثيرة، عدم إعمال العقل وتغييب المنطق، القفز على الحقيقة والقطع مع الواقع، قراءة الأحداث بأوهام « القوة « وإغراءات الجاه والسلطة .
عيب « ساستنا « أنهم لا يفكرون، إنهم منخدعون، إنهم واهمون، يتكلمون ولا يفكرون…
ضحايا اللحظة، لا يتجنبون متعة لحظة عاجلة تفاديا لألم مستقبل، يستسلمون لحماس « تغول انتخابي « « حضر « إنزالا أو رشوة، إغراء أو ترهيبا …
و» ساستنا « « يخطبون «، يلغون، يقولون كل شيء ولا يقولون شيئا…
دعهم يقولون، دعهم يجربون؛ إنهم مبتدئون، إنهم وافدون !
السياسة نضال، السياسة تضحية …والتربية ممارسة وثقافة ….
والسؤال الأنطولوجي، والسؤال السياسي، والسؤال المغربي : من يربي ومن يربى ؟!
« المغاربة خاصهم اترباو « قالها أوفقير ذات يوم رصاص ، وقالها البصري في زمن الجحيم، وقالها بنكيران « عيطو للدولة « في « زمن الإخوان « …وقالها أخنوش في زمن التغول…خرجات غير موفقة للسيد رئيس الحكومة كما جاء في تدوينة موفقة.
قلتم عنهم سابقا « المغاربة خاصهم إعادة التربية « واليوم تقولون لنواب المعارضة « لا يهمنا ما تقولون أنتم «، وهي انزلاقات غير مشجعة وغير موفقة في اختيار الكلمات والمفردات اللائقة بمسؤول في حجم رئيس حكومة ينتظر منه الشعب الكثير .
« زعماء « آخر لحظة يسقطون في السفسطة !
عيب « ساستنا « أنهم تتكلمهم اللغة ولا يتكلمون اللغة …
عيب « ساستنا «أنهم لا يفرقون بين خطاب السلطة وسلطة الخطاب…
خطاب السلطة، يستمد رعبه من التهديد والقمع والجبروت…
سلطة الخطاب سلطة تستمد قوتها من داخلها؛ بصدق منطقي وصدق واقعي :
– صدق منطقي؛ تطابق الكلام / الفكر مع ذاته؛ تماسك وانسجام بين المقدمات والنتائج؛ خلو الخطاب من التناقض…
– صدق واقعي ؛ تطابق الفكر مع الواقع …تطابق « الزعيم « مع نفسه …
المهدي بنبركة كان يخطب وهو يقرأ عيون الجماهير، يخاطب العقل قبل الوجدان، يخاطب كل فئات المجتمع بالطرق التي يفهمونها، يخاطب فيقنع، إنه الاتحاد ..
إدريس لشكر يتكلم ولا ينسى أنه يفكر، يفكر ولا ينسى أنه يفكر،لا لغو، لا تناقض ولا إهانة للمغاربة …إنه اتحادي…
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 12/06/2024