رسائل الكاتب الأول الجريئة …
مليكة طيطان
الخروج الأخير للأخ الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في حوار بمؤسسة الفقيه التطواني. خروج إعلامي بامتياز، أدار الحوار ثلة من الخبراء المميزين في حجم الدكتور عمر الشرقاوي .
بصدق أعتبر الحوار وما منح من معطيات جريئة بمثابة تقرير سياسي من المفروض الآن أن يكون في ملك جميع الاتحاديين والاتحاديات وكيفما كانت طبيعة وضعيتهن «هم بمن فيهم» هن الغاضبين «ات، هذا إذا ما تعلق أمر النضال بالفكرة الاتحادية مجردة » لنتجاوز السقطات أو التي تبدو كذلك، ما دام الوقت يعج بالمتغير الوافد بالعنيف والأشرس « كورونا» أضف إليهم السابقين تجار تحت إكراه الترغيب والترهيب باسم الجنة والنار والحور العين .
الفاجعة فرضت على الجميع إعادة النظر في جميع الأشياء « القضايا» التفاصيل المحيطة بنا، أرقن تعبيري هذا ولأول مرة أقوم بعملية تقييم خطاب أفكار الكاتب الأول وبالمباشر.
أولا: من باب المقارنة بين تعبير سياسي وما سبق من تعبيرين لزعيمي حزبين، إلى حد ما المشترك بيننا وبينهما نفس القاعدة الإديولوجية «إياك أعني ياجارة» .
استمعت لحوارهما أكثر من مرة علني أخرج بخلاصة تختزل أن التصريح استثناء يكون بمثابة كلام آخر يساير ما يعج به الواقع من متغيرات وقف العالم وأعتى الأنظمة عاجزة عن تناوله، توصلت إلى متعة مقولة مفادها « ليس بالإمكان إبداع أحسن مما كان للأسف كلام معاد وكأن الأمر يتعلق بخط زمني مستقيم هلامي يسترسل لمواكبة نفس الكلام مثلا من باب الديكتاتورية والاستبداد «غياب الديمقراطية وكيف هو الحال بتعليم ديمقراطي في غياب نظام ديمقراطي وووو ملكية برلمانية… إلخ » للأسف هذه الفدلكة أبانت عن خواء فكري بَيِّن ، نعترف بهذا الكلام بل كمسلمات نحن من نحتها لغة ومنحناها قوة الأفكار «ارجعي سيدتي المحترمة إلى بيان المؤتمر الثالث 1978 ».
للأسف، تابعت وجهات نظر المنتسبين لهذا الزاد النضالي المفتخر به على الدوام للأسف، وقفت عاجزة، فسقف المعرفة منخفض جدا، تُرى ما العمل وأين هي مواكبة التأطير وملء فراغ الجماجم أساسا عند الشباب؟
النضال أساسا إذا تعلق الأمر باليسار حري به ضبط التاريخ كما مسار السياسة بمنعطفاتها ونتوءاتها، وأيضا حتى على مستوى الخطاب بتحديد وبالتالي توظيف الصحيح من المصطلحات، في إحدى الحوارات قلت بالحرف نؤسس لنخبة من مناضلي اليسار تشتغل على قضية تعد سرا من أسرار الدولة تجاه الحركة الاتحادية، ومن خلالها الاتحاد الاشتراكي، من حق اليسار والقوى الحية بطبيعة الحال وأينما وجدت ما دام الشهيد أممي، لكن أن تكون خرجتك بتصريح تريدين من خلاله معرفة هذه «القصة» تذكري والتسجيل أحتفظ به، قلت القصة، الشهيد سيدتي ليس بقصة بل هي قضية تعد من غرائب التصفيات الجسدية والاغتيالات في تاريخ البشرية، الشهيد المهدي بنبركة ليس بقصة ما دامت الأخيرة تحتمل الصدق والكذب وحتى الحبكة بتوظيف الخيال، إن الحدث حقيقة وليس دراما سيدتي. ألم أقل لك إن من سقط سهوا وبسرعة الضوء صار زعيما سرعان ما يفضحه لسانه، معذرة سيدتي غابت عنك أشياء عدة، إنها وشمة مطبوعة بالدماغ اسمها الخطاب المناسب.
لأول مرة أكتب انطلاقا من مقارنة بين ثلاثي يبعدهم تنافر وجدت له من الوصف المناسب العبثي الشعبوي أخوك في المهنة عدوك أو أنا شمعة بمفردي مضويا لبلاد، هذه جائحة بالقوة، بالفعل، بالحرب باستمرار ما تمخضت عنه الحرب الباردة وبقي في خفايا الكتمان أخبركم بضرورة إعادة الاتجاه «كورونا» فرضت على الجميع إعادة النظر بل تغيير الاتجاه عوالم النضال الآن، أنتم يا زعماء أحزاب، تنافرتم حتى درجة إقلاع ومغادرة مراكب النجدة حقيقة بعضكم اختزلها لكم في التالي الإنسان يصنع صورا لنفسه وبعد ذلك يصبح شبيها للصورة ، نعم يعتقد أو يتوهم، وأكيد لحظة الاستيقاظ من الغفوة أو السبات جعلتكم تستيقظون على أنكم مسلحون بلا شيء بالفراغ.
أقف هنا لكي أدلك يا مناضلة على صفحة محبيك وكيف يقترحون تحالفا مع المناضل الجريء الشجاع الرمز …إلخ يبدو أن حقينة المعرفة اليسارية عندهم أحادية الاتجاه، ولم تعلم أن الرجل المناضل الأستاذ الذين اقتنعوا به كفاءة ولائقا للتحالف هو الابن البار لصناع سنوات الرصاص ؟ وذات مناسبة طلب الإعدام للمناضل الاتحادي محمد نوبير الأموي. لم أفهم إلا أن نصوص الدروس لا تملؤونها بالمناسب لفكرة نضال اليسار أكيد تدريس محتوى اليسار يختلف عن تلقين نقل الساكن باسم الدين، وفي متناولك كتائب تجار الدين واكبت الخرجات وجدت في تمهيد تحضير كافة الدروس إلا إدريس لشكر ليس بيسار . من العار أن يفتقر البرنامج والمنهاج التعليمي لديداكتيك يترك للمنتسب، خصوصا الشباب، فرصة استقراء المعطيات المعلومة عبر ملاحظته الخاصة بدل أن تلقن له، فالعدوى تمتد والإجحاف يطال، كذبا وزورا، بناة اليسار فحذاري يا بعض من يشارك الاتحاد إلى حد ما قسطا من إيديولوجية الاشتراكية، فمثل تفاصيل ومساليك الاستئصال هذه تسيء لكم وتضع المتاح من قدرة تدبيركم موضع تساؤل.
«كورونا» أزاحت الستار ورفعت الغطاء عن طبق نتمناه أن يملأ بغذاء فكري بسعرات حرارية تقوي أواصر اليسار .
للأسف الخشب تشظى وبالتالي فقد النطق، وبالأحرى لم تعد عنده لغة « أتمناها ألا تمتد إلى بعض الألسنة وتفقدها النطق »
ولأن الحدث الحوار بين المؤسسة والكاتب الأول إدريس لشكر خلق مفاجأة حتى أنا راقنة هذا التعبير استفزني بالإيجاب، رغم أنني لست من فصيلة تقدم طقوس الولاء للأفراد في حين أشحذ همتي في الدفاع عن عقيدتي وروح الانتماء .
تابعت ورصدت ردود وجهات نظر متباينة المصادر لم أكثرت لمن هو مبرمج على إسقاط الطائرة رغم أن الحِجْر أرغم كافة أساطيل الطيران على الإحباط . في متناولي بعض التعليقات المتجاوزة المألوف أقرت ومنحت الرجل حقه في أن التعبير جاء محفوفا باستحضار الفجيعة بقراءة الواقع أولا مركزا على ضرورة الإصغاء الجيد إلى ما حولنا .
الصحف الورقية بدورها تدلف إلى عقر الحجر في المتناول ، تنطلق الإشارة من الصفحة الأولى والمادة بترتيب للحوار بتقنية ولغة إعلامية في متناول كافة المستويات، الإعلامي المخضرم القارئ أولا بصمت والمعبر بجودة الكلمة في علاقتها بالفكرة، الأستاذ إدريس البعقيلي . هذا النمط استحضرت معه الخوالي من العصر الذهبي. أدعو من يسعى أو تسعى إلى الإحاطة بالمتاح الآن قراءة المادة لأنها استطاعت أن توصل رسائل الكاتب الأول بدقة وتركيز بدون إفراط أو تفريط أو مزايدة أو ابتزاز .
ولي عودة إلى الموضوع .
الكاتب : مليكة طيطان - بتاريخ : 13/04/2020