رسائل سياسية من العرائش 5/5 .. هنيئا للحزب الاشتراكي الاسباني
عبد السلام المساوي
في احتفالية الذكرى الـ 60 لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي تجمع جماهيري عظيم بالعرائش يوم الجمعة 24 يناير 2020، يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ذ.ادريس لشكر: «أما أنتم في الاتحاد الاشتراكي فلا شك أن تلك الرياح التي حملت الاشتراكيين الديمقراطيين في جنوب أوربا ستمسنا في شمال المغرب، وستكون الجهة الشمالية هي الرافعة للاشتراكيين الديمقراطيين في سنة 2021…
نهنئ الحزب الاشتراكي الاسباني على قيادته للحكومة ونتمنى له التقدم والازدهار، فالمكانة التي بوأها لها التقرير العالمي حول الديمقراطية، رغم كل المعوقات والنزعات الانفصالية، تؤكد أن الديمقراطية في هذا البلد الجار ما زادته إلا تقدما وازدهارا رغم كل العوائق والعراقيل…»
اسبانيا؛ تجديد الاشتراكية الديمقراطية وانتصار الوردة
«…إن مركز الثقل، في الأممية الاشتراكية وتحديث الفكرة، يوجد حاليا في شبه الجزيرة الايبيرية، حيث الحزب الاشتراكي الاسباني والحليف الجار في البرتغال، جددا الاشتراكية الديمقراطية، وأعطاها قوة إثبات الجدوى، بعد خفوت، إن لم نقل خبو الفكرة في معظم أوربا…» رسالة الاتحاد، ج.الاتحاد الاشتراكي، عدد 12.227
هكذا أسفرت الانتخابات التشريعية الاسبانية في المرة الأولى والثانيةعن فوز الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بقيادة بيذرو سانشيز بالمرتبة الأولى، وهو فوز مهم جدا، فلأول مرة بعد عشر سنوات لم يحتل الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الصدارة في الانتخابات السابقة التي جرت في العشرية الأخيرة، وهذا مؤشر مهم على نجاح سياسة الحزب بزعامة سانشيز …إن سياسة الحزب التي نهجها أعادت الثقة للناخبين الاسبان الذين صوتوا بكثافة على الحزب الاشتراكي في معظم المدن والمناطق القروية وفي كل مناطق الحكم الذاتي.
وما هو واضح من خلال هذه النتائج أن إرادة الناخبين الاسبان الذين ذهبوا لمكاتب التصويت أرادوا أن يواصل سانشيز مشوار مسيرته والإصلاحات والمبادرات التي قام بها في عدة مجالات وقطاعات مختلفة . فهذه رسائل واضحة ومعبرة …إن الحزب الاشتراكي له تاريخ طويل في النضال من أجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتحسين مستوى عيش الشعب الاسباني، بفضل سياسة الاشتراكية الديمقراطية التي اعتمدها الحزب، وهكذا تبقى الديمقراطية الاسبانية متميزة على المستوى الأوروبي وعلى المستوى العالمي. وفوز الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بهذه الانتخابات يشكل صفحة جديدة في تاريخ اسبانيا…ونسجل هنا، «….المكانة التي يعطيها القائد الاشتراكي الجديد، بيذرو سانشيز، للأممية الاشتراكية في تصوراته العامة، وفي بناء الفكرة الاشتراكية الجديدة، ومنها إلى الشركاء الأعضاء فيها، في المنطقة المتوسطية، شمالا وجنوبا» رسالة الاتحاد.
الاتحاد الاشتراكي يتفاعل مع فوز الاشتراكيين بإسبانيا.
«…لا بد من التذكير بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يظل الحزب الوحيد في شمال إفريقيا، العضو في الأممية الاشتراكية، الذي حافظ على تواجده المؤسساتي.
فهو عكس العديد من الأعضاء في هذه الأممية، الذين رحلوا برحيل أنظمتهم ، كما في تونس ومصر، ظل قائما، وحافظ على وجوده المؤسساتي الذي يجعله شريكا فعليا لكل الأحزاب المتواجدة معه في المنظمة الدولية الأكثر حضورا…»
وإذ نشيد بفوز الحزب الاشتراكي الاسباني واندحار اليمين «لا بد من التنويه بالمجهود والالتزام الذي أبانت عنه فعاليات الالتزام المغربي، مدنيا وسياسيا، من خلال الاتحاد الاشتراكي في اسبانيا، وما أظهرته مناضلات ومناضلو الاتحاد في هذه المعركة من نضج وفعالية في تحديد الأولويات وتعبئة المواطنين في اسبانيا ضد التيارات العدمية اليمينية، ومن أجل فوز الاعتدال والروح الجماعية والمشترك الإنساني..» رسالة الاتحاد.
في هذا السياق تتأطر زيارة الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي، ذ.ادريس لشكر، لمدريد بعد فوز الاشتراكيين في ابريل الماضي، زيارة تهدف بالأساس إلى التهنئة والاحتفاء بالفوز الذي حققه الحزب العمالي الاشتراكي باسبانيا خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، خاصة وأن هذا الحزب تربطه بالاتحاد الاشتراكي علاقات تعاون وثيقة…
وفي لقائه مع كريستينا ناربونا، رئيسة الحزب العمالي الاشتراكي الاسباني، ومع خوسيه لويس ابالوس المسؤول المكلف بالتنظيم بالحزب العمالي الاشتراكي الاسباني ووزير التجهيز ، يوم الثلاثاء 30 ابريل بمدريد، قال ذ لشكر ” إن الاسبان بعثوا من خلال الفوز الذي حققه الحزب العمالي الاشتراكي رسالة واضحة لليمين المتطرف الشعبوي وخطابه المناهض والمعادي للهجرة ، مشيرا إلى أن انتصار الاشتراكيين ” يطمئننا بخصوص مواصلة تقوية وتعزيز علاقات اسبانيا مع الدول المجاورة “.
وسجلت كريستينا ناربونا في تصريحات للصحافة في ختام مباحثاتها مع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي؛ إن هذا أول لقاء يجمعها مع زعيم حزب اشتراكي من بلد أجنبي مباشرة بعد الانتخابات التشريعية . وقالت ” أعتقد أن هذا الأمر له قيمة رمزية كبيرة في ما يتعلق بالأهمية التي نعلقها في الحزب العمالي الاشتراكي الاسباني لعلاقاتنا مع المغرب”
انتصار الوردة باسبانيا انتصار للمغرب
كل التطورات التي تجري في اسبانيا لديها انعكاسات وتأثيرات على المغرب ، الذي يعد بمثابة ملف من الملفات الداخلية الاسبانية، نتيجة العلاقات المعقدة في الهجرة وملف مكافحة الإرهاب والتعاون في شتى المجالات .
لقد تنفسنا الصعداء بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الاسبانية الأخيرة، وكان شبح فوز اليمين القومي المتطرف يقض مضجع بلادنا لما له في برامجه من مبادرات مخيفة ، ربما أكثرها حماقة وتهورا هو اقتراح حزب ” فوكس ” بناء جدار اسمنتي في الحدود المفروضة بين المغرب ومدينتيه المحتلتين سبتة ومليلية ، يكون بتمويل مغربي مفروض من طرف مدريد للحد من الهجرة القادمة من الصحراء جنوب الساحل !! يضاف إلى هذا أن المغرب كان حجر الزاوية في حملة هذا الحزب الذي استقطب جنرالات ونخبا شوفينية مهمتها إخراج الأشباح من الماضي وإحياء ايزابيلا الكاثوليكية التي أسقطت غرناطة !!!
” إن الفوز الاشتراكي ،إذن، شكل سدا في وجه النزعات الأكثر تطرفا في اليمين الاسباني، ممثلا في حركة “بوكس”، والتي يشكل الفرانكويون العتاة عمودها الفقري، وهي تعلن بوضوح لا مواربة فيه، عداءها للمغاربة والمغرب، كبلد وكمهاجرين وكأرض ..”
و” يمكن للرأي العام المغربي أن يعتبر، بدون مخافة الخطأ، فوز الاشتراكيين الاسبانيين، انتصارا للمغرب في الدائرة الشرق متوسطية .
أولا ، في شخص القائد الاشتراكي الجديد نفسه ، والذي قاد حزبه إلى انتصار فريد منذ قرابة عقد من الزمن ، أي من خلفه وأستاذه لويس ثباتيرو في 2008 ، باعتبار أن انحيازه والتزامه بالمغرب لا شبهة فيه ، ولا تضمينات غير قابلة للقراءة.
ينطلق الفائز الجديد في الانتخابات الاسبانية، من أن المغرب يشكل ” المفتاح ” لبلاده وحكومته، كما أنه يعد بلدا محوريا في استقرار المنطقة المتوسطية بكاملها.
(…) يعتبر سانشيز أن “تقدم المغرب ورخاءه يشكلان عنصرا حاسما في استقرار شرق المتوسط وبشكل ملموس بالنسبة لإسبانيا ” (عبد الحميد جماهري – ج الاتحاد الاشتراكي، عدد 12.225).
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 04/02/2020