سأؤجل الاحتفال حتى تضع حمالة المعابر أثقالها

فاطمة الطويل
اليوم توزع الورود على النساء، كما توزع الابتسامات العابرة احتفاء بيوم عابر.. نحمل ورود يومنا العالمي ونعود لباقي أيامنا …
لكن رقية ، هناك في معبر الذل بباب سبتة، تقف منذ السادسة صباحا وسط طابور طويل من النساء، ينتظرن دورهن ليمنحن ظهورهن في الضفة الاخرى لتاجر يحمل فوقه بضاعته بأبخس ثمن ،تماما كأية «دابة» بشرية ، رقية لم يسلم لها أحد اليوم ورودا .
فاظمة، في قمة الجبل هناك ايضا ، تحمل أطنانا من الحطب فوق ظهرها ككل يوم ، وكأنها كومة تمشي ، لا يكاد يظهر منها إلا رجلين حافيتين أوتكاد.
ربيعة وفاطمة وسعاد ورفيقاتهن، فارقن الحياة بالأمس في طنجة وهن يعبرن لحقول العطش، يحفرن الارض من اجل لقمة عيش مضمخة بالعرق ،رحلن دون أن يتسلمن ورودا .
وطفلات من بلدي هناك ، شرعت للتو أنوتثهن تنقر الجسد كي تتفجر، أخمدها تحته مسن أو كهل في زفة بطعم النواح.. قاصرات يتم تزويجهن ،أو وأدهن لا فرق، في الجبال والمداشر والقرى البعيدة ؟
لا أحد يقدم ورودا للنساء هناك، فكيف نحتفل نحن هنا بنصف جسدنا فقط ،ألا يتطلب الوفاء لبنات جنسنا أن نتريث حتى نحتفل جميعا ونتسلم الورود جميعا.
وضع المرأة المغربية اليوم، يا عيدها الأممي، وضع لا يرتقي ..ينتكس ويتراجع رغم كل الاشواط التي قطعت ، مادامت المسافات تحكم المكتسبات، ومادامت العقليات الخانعة و الاقصائية والرجعية تتوسع وتتمدد ، ومادام الفقر والعنف والأمية والاقصاء ،يكبل الحياة هناك ويعيقها هنا.
مادام العنف يتربص النساء في الحافلات وفي الشارع ، في المدرسة ومقرات العمل وحتى في البيت وفي الفراش، مازال الاغتصاب شبحا يطوف بالطفلة كما المسنة ، وما دامت النساء تساوم في القسم والعمل بين النقطة والوظيفة وبين تلبية رغبات شاذة .ألا يتطلب منا هذا كنساء ان ننتفض لأجل الكرامة ونؤجل الاحتفال باليوم العالمي لثورة النساء ضد الظلم والاقصاء والحكرة حتى نقتسم جميعا حقوق مواطنة كاملة .
أما أنا فسوف أؤجل الاحتفال ..و سأنتظر حتى تضع حمالة البضائع أثقالها.
الكاتب : فاطمة الطويل - بتاريخ : 08/03/2018