عن مايا والبحر… وحكاية اليخت

عبد السلام الرجواني

كل المغاربة يرقصون بمعنى من المعاني… من لا يرقص على العيطة وأحواش والطقطوقة وأحيدوس، يرقص على أمداح درقاوة وحمادشة… فالرقص تعبير جسدي عن حالة وجدانية ما… كل الناس إذن يرقصون في حالة فرح وانتشاء، وفي بعض المجتمعات في حالة الوجع والفجيعة.
كل المغاربة يعشقون الماء والغطس في الماء، بحرا كان أم غديرا أم مجرى واد أو أحيانا وعند الهجير في مستنقع… كل حسب المتاح له جغرافية ومالا واستطاعة…
كل المغاربة « ينشطون» فيغنون ويرقصون مع زوجاتهم وأخواتهم وغيرهن من النساء في الأعراس، ويشربون ما يستهويهم خمرا كان أم مشروبا غازيا أم شايا وحليبا وقهوة… كل وما يشتهي…
كل المغاربة يعشقون الجمال و»يدوخهم» الحسن والبهاء، ويمارسون الزنا ولو بالعين، كما قالت، يوما، داعية ساعدت أخاها في الله، ذات فجر، على الاستمناء….
ومن حق المغاربة أن يرقصوا وأن يغنوا وينشدوا، وأن يسبحوا في البحر والبحيرات، وأن يعشقوا، كل بطريقته، وأن يستمتعوا بالحياة. ذاك من حق الفقراء والأثرياء، من حق المواطن العادي والمواطنة العادية كما هو حق المسؤول الحكومي والفاعل السياسي… ومن ينفي هذا الحق ويعاديه فهو ضد حق من حقوق الإنسان… وهو منافق وكذاب ومتخلف… أما من يشهر ويهدد ويتوعد فهو إرهابي ومتطرف أو على الأقل هو حقود….
مناسبة هذا الحديث هو قصة اليخت ومايا وما نسب للتراب كذبا وزورا وبهتانا وظلما…. مع العلم أن ركوب اليخت وتنظيم جولة بالبحر أو إلى الجبل أمر عادي وممارسة معتادة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا… وأن يرقص المتنزهون انتشاء بلحظة استرخاء وبهجة طقس يعيشه المغاربة كلما سنحت لهم الحياة بذلك…
أعلم ان كلامي هذا سيثير حفيظة كثير من «التقاة» المزيفين وبعض «الزهاد» المنافقين وبعض «المناضلين» المتطفلين …. وقد يذهب بهم خيالهم المريض إلى اتهامي بالدفاع عن البورجوازية المتعفنة، والبحث عن نصيب من ريع الفوسفاط، وتنكري للمبادئ الاشتراكية وخيانتي للشعب… أعلم أن ألسنا سامة ستقول في شخصي ما قاله مالك في الخمر، وما هجا به المتنبي كافورا وسيدعون علي بما دعا به فقهاء السنة على بني إسرائيل…
ولهم أبوح أنني لا أعرف عن التراب أكثر مما يعرفه العامة، ولم أسمع عن مايا قبل الحادث، ولا يخت لي ولا مركب، ولا أعشق العوم … لكني أحب الجمال وأعشق الحرية والحياة…بقدر ما أكره النفاق والكذب والتشهير بالناس.

الكاتب : عبد السلام الرجواني - بتاريخ : 20/08/2020