فصل المقال في ما بين مسؤولية الأوقاف والجماعات من اتصال

سعيد بوكطاية

تفاعلا مع واقعة العطب التقني الذي شهده مكبر الصوت يوم عيد الفطر الأخير ببلدية حد السوالم، وما رافقه من نقاش بين المصلين الذين تعذر عليهم سماع خطبة الإمام، إضافة إلى الجدل الذي أثاره الموضوع بين رواد الفيسبوك والمواقع الإلكترونية بكل من السوالم والدروة ومناطق أخرى من المملكة، نطرح السؤال التالي: على من تقع مسؤولية هذه الأعطاب التقنية المتكررة كل سنة، والتي أصبحت واقعا لا جدال فيه؟
وهذا هو السؤال الذي أغفلته هذه الصفحات والمواقع الإلكترونية التي نشرت الخبر.
هل على الجماعات الترابية أم على ممثلي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والقيمين الدينين بالمنطقة؟ أم هي مسؤولية السلطات المحلية من باشا وقائد وأعوان السلطة؟
في نظري الشخصي فإن كل ما يتعلق بالشأن الديني والإشراف عليه :
من مساجد ومصليات هو اختصاص خالص وحصري لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن طريق مندوبيها في الأقاليم والجماعات الترابية الذين يتقاضون أجورهم وتعويضاتهم عن أعمالهم هذه.
ومن بين هذه المهام: القيام بتجربة سلامة الصوتيات وجودتها قبل كل صلاة أو مناسبة دينية، (صلوات عيد الفطر وعيد الأضحى)، فقبل الصلاة، على القيم الديني أو الإمام أن يتأكد من جودة الصوت ليتم تدارك الموقف وإصلاح العطب إن كان هناك عطب تقني ما، هذا في الصلوات العادية، أما في المناسبات الكبيرة كصلوات العيدين فعلى مسؤولي الأوقاف أن يجربوا الصوت ويتأكدوا من سلامة إيصال الكهرباء، على الأقل، يوما قبل العيد، وذلك بحضور التقنيين وباقي الأطراف المتدخلة.
لكن ماهي مسؤولية الجماعة في الشأن الديني وهل القانون يسمح للجماعات الترابية بالمغرب بالإشراف على الشأن الديني وتنظيمه؟
وبالرجوع إلى قانون 113/14 نجد أن المشرع لم يعط أي اختصاص ديني للجماعة الترابية، وهو اختصاص خاص بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
لكن جرى العرف والعادة أن مصالح الجماعة تقوم بتنظيف أماكن إقامة المصليات وتوفير الصوتيات وإيصال الكهرباء. هنا تنتهي مسؤولية الجماعات الترابية، لتبدأ مسؤولية ممثلي الأوقاف والقيمين عليها للتأكد من جودة الصوت ونظافة أماكن إقامة المصليات، وهل تموقعها في اتجاه القبلة مناسب وشرعي أم أنه لا يصلح للصلاة ؟
وكل خلل في هذه العناصر  أو نقص في إحداها، يحثم عليهم أن يرفعوا بشأنه تقريرا إلى السلطات المحلية، أي سلطة الوصاية في شخص الباشا أو القائد أو من يمثلهما، وبطبيعة الحال مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو من يمثله بالمنطقة لتدارك الموقف وإصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى لا نقع في ما وقعنا فيه يوم العيد من رداءة للصوت وحتى لا يتكرر ما وقع في صلاة عيد الأضحى السنة الماضية من فوضى وسوء تنظيم، حيث صلت النساء في صفوف أمام صف الرجال، وحتى لا يقع ما وقع السنة التي ما قبلها حيث صلى الناس بجانب مزبلة حيث رائحة الأزبال تزكم أنوف المصلين، وأنا هنا لا أتكلم عن المصلين الذين يصلون في الصفوف الأمامية وتفرش لهم الزرابي، بل عن المصلين الذين يصلون في الخلف ولا يجدون حتى مكانا للصلاة . ألم تفكر عدد من المجالس المتعاقبة في توفير مصلى تناسب حجم ساكنة السوالم ؟
وعلى أمل ألا تتكرر هذه الأعطاب والفوضى التنظيمية في المناسبات القادمة، تبقى هذه الأسئلة معلقة في انتظار أجوبة شافية ومسؤولة !

الكاتب : سعيد بوكطاية - بتاريخ : 04/04/2025