في السياق : في انتظار أن يتساوى الزبون مع شركات الاتصالات

محمد رامي
زيارة خاطفة لأية وكالة من وكالات الإتصالات ونقط البيع المعتمدة, تجعلك تقف على مواقف تغيب عن ذهن المواطنين لحظة التوقيع على عقود استغلال الخدمة مع الشركة، والتي صيغت بدقة كبيرة وطرزت بالشكل الذي يجعل المواطن أمامها مضطرا إلى الأداء رغما عنه، كيفما كانت الظروف حتى وإن كانت الخدمة رديئة.
إنها بنود الخزيرات، بنود تلجم الزبون وتجعله حلقة ضعيفة أمام الشركة، إذا تطورت الأمور إلى درجة الوصول إلى ردهات المحاكم. فمن يجرؤ على مناقشة الشركة في جودة الخدمة، أو طلب التعويض عن الانقطاعات المفاجئة لمستوى صبيب الانترنيت، والتأكد إن كان هو نفس الصبيب الذي تتضمنه بنود العقدة؟
ولامجال للإحتجاج، أو فسخ العقدة إلى حين انتهاء المدة المتفق عليها، ولا يهم أن تستفيد من الخدمة أم لا، فالمهم أن الشركة ستحصل على المقابل، رغما عنك أحببت أم كرهت، وبالقانون, قالعقد المبرم لايتضمن أية حماية لمصالحك في مواجهة الشركة، وأن تثبت أن الخدمة دون المستوى فذلك من باب المستحيلات، ويحتاج إلى مصاريف تكليف خبير في الاتصالات للدفاع عنك قبل توكيل محام.
أما باقي زبناء الهاتف المحمول – الدفع المسبق – فقد استسلموا للأمر، بالرغم من أن سعر المكالمة يتضاعف من دون حسيب ولا رقيب، بعد أن صدقوا خدعة الرصيد المضاعف والتي انطلت على الجميع، لدرجة أن عروض التعبئة المضاعفة أصبحت تتم طيلة السنة.
فإذا اقترح عليكم متعهد اشتراك هاتفي بتخفيضات مشجعة، تساءلوا ما هو المقابل المطلوب منكم والذي غالبا مايكون التزام محدد المدة ,الشيء الذي سيمنعكم من تغيير المتعهد تحت أي طارئ أو الاستفادة من عروض المنافسة لمدة لاتقل عن السنة أو فسخ العقد.
فغالبا ما يستخدم المعلنين تقنية النجمة (*) للإشارة إلى بيان أكثر صعوبة في القراءة أو تفاصيل للعرض غالبا ما تكون مقيدة، أو تفاصيل لا يرغبون في إظهارها بوضوح لكن عدم إيلاءها الاهتمام يمكنه إيقاع المستهلك في الغلط. على سبيل المثال، تعرض عليكم شركة اتصالات كسب نقاط الوفاء عند شراء هاتف جديد، وتحيلكم إلى نجمة (*).
تقول هذه النجمة أن هذا العرض صالح بالنسبة للإشتراك لمدة معينة و يبرم خلال فترة محدودة. لذلك يجب التدقيق في محتوى الإعلان والذي يستخدم للتدليس. لهذا من الواجب أخد وقتكم الكافي في قراءة الإشارات إلى النجمات بعناية قبل توقيع العقد .
وفي انتظار أن يتساوى الزبون والشركة أمام القانون يبقى الإذغان هو سيد الموقف.
الكاتب : محمد رامي - بتاريخ : 25/09/2017