ملك المغرب مُتميِّز في إفريقيا، ونظام الجزائر «يتميز من الغيظ»…
طالع السعود الأطلسي
النظام الجزائري يعيش حالة من «هُبوط حاد في الضغط السياسي» استشرت في «شرايينه»، وهي بادية في صُراخ الإعلام الجزائري المُوجّه ضد المغرب، وواضحة أكثر في ذهوله، بسبب توالي الصّدمات التي يُعرِّض نفسه لها، من نوعية تلقيه لوقائع وأحداث مغربية، أو لها صِلة بالمغرب، وهي حالة مُعرّضة للاستفحال، من علامات استفحالها الواضحة، مُؤخَّرا، هذا الوُجوم الذي أصاب الإعلام الجزائري، وهو «لا يُتابع» تسلُّم الملك محمد السادس جائزة التميُّز من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يبدو كما لو أنه تلقَّى طعنة من جهة لم يكن يتوقع أن تطعنه أو قل، من جهة حسِب أنّه أعدّها لطعن المغرب، الاتحاد الإفريقي، ورئيسه الجنوب إفريقي يميِّز ملك المغرب!!! فبعد أن كان بعض “قُرَّاء فنجان «النظام الجزائري يقولون له بأن رئاسة الاتحاد أشاحت بوجهها عن المغرب، اتّضح أن تلك التوقُّعات كانت مُجرَّد فُقاعات، وتلك الحسابات بَدَّدها الإعلام يوم 07 مارس الجاري عند منح جائزة الامتياز للملك محمد السادس، الاتحاد الإفريقي لم يترك لأدوات نظام الجزائر الوقت الكافي لالْتقاط النفس وإدْراك الحدث، لا جبْر في الصُّحف الجزائرية، والتي احترفت الإساءة للمغرب، إذ لا يجوز لها أن تُقرّ بامتياز ملك المغرب، وهي لم تَتهيَّأ بعد لمهاجمة رئيس الاتحاد الإفريقي، ستفعل لاحقا، حين تصْحو من هجومها وتتلقّى التعليمات بذلك،
إنها جائزة إفريقية تقرُّ لملك المغرب، الافريقي في سياساته وفي طموحاته، بتميُّز في مجموع إنجازاته وتوجُّهاته السياسية والملموسة في نهضة بلاده عامة، وللرياضة فيه خاصة، جائزة، تقول بأن الملك المغربي مُتميِّز في تدبير الشأن المغربي، السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، بكل انعكاسات ذلك التدبير وتجلياته في التألق الرياضي المغربي، وتقول ذلك هيئة إفريقية لها إشعاع قاري قوي ويستمد قوة دَفعه من الشَّعبية العارمة لكرة القدم في إفريقيا، بينما تُركت دولة «القوة الضَّاربة» على جنب في موقع المُشاهد، بل والمُصفِّق، كما حدث مساء الثلاثاء، في العاصمة الرواندية، كيغالي، حين طلب السيد باتريس موتسيبيي من الجميع الوقوف والتَّصفيق احتراما لملك المغرب، وكان ضمن ذلك الجميع مندوبُ الجزائر، الذي وقف وصفَّق هو الآخر. طبيعي، والحالة هذه، أن يُصاب الإعلام الجزائري بالذهول، إنّ المغرب على صهوة الحدث الإفريقي، رغم مُناورات وأُمنيات النظام الجزائري.
والحدث المُدوِّي في وقائع تلك الأمسية الكروية، هو إعلان الملك، في خطاب تسلم جائزة التميُّز، عن تقديم الترشُّح لتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، بملف مشترك ما بين المغرب وإسبانيا والبرتغال…اختيار مناسبة إفريقية كي يُعْلن الملك عن الترشح المشترك، هو مبادلة، من جانبه، الاحترامَ للاتحاد الإفريقي، وكونه هو من أَسنَدت له إسبانيا والبرتغال الإعلان عن ذلك، فيه تكريم للعاهل المغربي وتقدير له وللمغرب، وهو ما يُعقِّد أكثر على «الأصدقاء» في النظام الجزائري هضْم كل هذه الدّفعات والجُرعات من تكريمات للمغرب ولملكه، لأن فيها أبعاد معنوية عالية المستوى، دالة على مكانة المغرب، والأهم، أن الترشُّح الثلاثي، المغربي الإسباني البرتغالي، له أبعاد سياسية وبتداعيات اقتصادية، لها مدى طويل في الزمن ولها آثار عميقة في الآفاق المُستقبلية لأوضاع المغرب، ولعلاقاته مع دولتي شبه الجزيرة الإيبيرية، ومن ورائهما مع علاقاته الأوروبية،
النظام الجزائري يعيش على أمل أن يأتيه خبر تشنُّج أو تمزُّق في العلاقات المغربية-الإسبانية، الآليات الدبلوماسية والمخابراتية تشتغل على ذلك، بما هو عادي وبما هو غير أخلاقي من المحاولات، الإغراءات، المناشدات، التوسُّلات، والوساطات مع إسبانيا، لكي تترك المغرب وحيدا وتعود إلى علاقاتها مع الجزائر، ولها كل ما تطلبه وتريده وأكثر، فإذا النظام اليوم، أمام تحالف مغربي إسباني برتُغالي، على درجة عليا من التماسك ومن التفاهُم العميق والبعيد المدى، بحيث أنّه فاجأه، معلنا عن ترشح مشترك بتنظيم كأس العالم سنة 2030، ولم يسبق هذا الإعلان، سوى حديث صحيفة إسبانية عن ذلك وبصيغة احتمال، قبل أسبوع من إعلانه الرسمي، وبالمَهابة الملكية، المناسبة لإعلان تحالف، عميق، شامل واستراتيجي، هو أبعد، من مُجرد الاشتراك للترشُّح لتنظيم كأس العالم، هو تفاعل استراتيجي مبني ليذهب بعيدا، لفائدة بلدانه ولفائدة التعاون الأوروبي الإفريقي،إنه، واقعيا، الربط القار العملي، الحيوي والواقعي بين قارتين، أوروبا وإفريقيا، والذي سيُمهِّد ويفعل ويبني الجسر المادي، من صلب وحجر المأمول ان ييسر، بينهما، عُبور مضيق جبل طارق،
لك، أن تتصور حالة «الهُبوط الحاد في الضغط السياسي» لدى قيادة النظام الجزائري، «دبلوماسية فاشلة ومخابرات عاجزة لدولة مغلولة بأوهامها وبهشاشة روابط الحقد بين مكوناتها، تعتقد نفسها «الكل في الكل» في إفريقيا، فإذا هي لا تميُّز لها فيها، ولا تدري، يُفاقم من ضعفها أن لا قدرة لها على متابعة مآلاتها في أوروبا، إسبانيا تذهب عنها بعيدا، وتتوغل في الأعماق البعيدة والمساحات الشاسعة لعلاقاتها مع المغرب، نفس القيادة، ورَّطت نفسها في انفعال مع فرنسا، طال إلى حد أن باتت تتوسَّل من يساعدها «على ترميم العلاقات معها»، كما كتبت صحف جزائرية، حين اتَّضح أن المُكابرة باستدعاء السفير الجزائري في فرنسا للتشاور، كانت انفعالا غير مدروس، وفرنسا مُنشغلة عنْها بدوْختها الخارجية وأوجاعها الداخلية.
النظام الجزائري المُعْتل في مبناه وفي معناه، يشغل نفسه بتوافِهَ، أو بما يوهمه أنه ينتصر، بالحملات الإعلامية ضد المغرب، وهل يملك أن يمارس بغير تلك الحملات، التي تجري على الورق وفي مواقع الفضاءات الافتراضية المليئة بالتلوث الإخباري، أما في الواقع، فهي لا تملك أن تنال من المغرب، لأنه مُحترم، منتج، مفيد وينتصر، للتقدم وللسلم في إفريقيا،
يُنشر بالاتفاق مع «مشاهد 24»
الكاتب : طالع السعود الأطلسي - بتاريخ : 18/03/2023