من العاصمة : الأغلبية المعزولة

محمد الطالبي

 

غريب هذا الذي يقع داخل الأغلبية الحكومية، من تعطل آليات عملها التنظيمي وعلى مستوى القيادة المركزية أساسا .
فحزبان، وبشكل واضح، يعيشان أزمة عميقة بمبررات شتى يتداخل فيها الخيال و»الفنطازيا» بعيدا عن السياسة بعلومها وتجاربها وتقاطعاتها .
فلا أحد يعرف بالضبط كيف يحدث هذا الذي يجري ببلدنا وحكومتنا التي تزيل يوميا الوقار عن السياسة والسياسيين .
أن تتبادل أطراف داخل كل حزب همسا بأنها تسعى إلى التصحيح وطرد المشتبه بهم والمتابعين والمورطين وغيرها من المسميات، التي تكاد في غياب الضمانات تتحول إلى تصفية حسابات وقتل مادي ومعنوي للمعارضين وغير المتفقين، حتى من تتعارض مصالحهم بالقول الفصيح، مادامت أحزاب بنيت في غفلة من الزمن السياسي، ووفقا لمصالح شخصية وحتى جماعية، بعيدا عن الإديولوجيا والمشروع الوطني، واستوطنت المشهد السياسي، وتم تغيير اللغة والمصطلحات بل وتم تقزيم المصطلحات حيث أضحت كلمة المناضل والرفيق لا تعني مضمونا فكريا ولا سياسيا لا أخلاقيا ولا ارتباطا بقضية بل مجرد «فهلوة» وقتل مادي ومعنوي للسياسة ولفكرة التطوع والمصلحة العامة .
أخيرا، نتيجة السياسة الرعناء من طرف المتسللين للسياسة والمندسين في ثناياها، هجرت صناديق الاقتراع وفقد الشارع المغربي الثقة في الفعل العام والشأن العام، وأضحت «الكراكيز» تلعب أدوارا لا يهتم بها أحد ولا يشاهدها أحد ولا يصفق لها أحد.
لقد أضحى الفاعل السياسي منبوذا واستفرد بالسياسة أشخاص لا علاقة لهم بها، ولم يستطع الممثلون ملء الفراغ الرهيب، واستسلم الشأن العام للمشبوهين ولصوص المال العام والجريمة المنظمة، وما المحاكمات والمتابعات المتواترة والمتزايدة سوى ذليل ناصع على أن مؤشرات الفساد في تصاعد كبير، حتى صحوة الضمير الجمعي والانتصار للقيم النبيلة للوطن والإنسان !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 14/09/2024

التعليقات مغلقة.