من العاصمة .. السياحة الداخلية
محمد الطالبي
لا تخلو جلسة من الجلسات، ومنذ أسابيع، من الحديث بمرارة عن الاكتظاظ في المناطق الشمالية من المملكة، التي تستقطب أعدادا كبيرة من المصطافين الذين يفرون من الحر ورياح «الشركي» الحارقة في صيف سجل درجات حرارة تاريخية وقياسية وطنيا ودوليا، لكن عوض أن يستريحوا ويتمتعوا بالأجواء الصيفية الجميلة يقعون للأسف داخل موجة حرارة قاتلة بفعل البشر ونتاجا لتصرفات الإنسان وجشعه، وتتجلى في ارتفاع أسعار النقل بين المدن وندرتها مما يجعل الطريق عذابا أليما مضافا إليه ارتفاع أسعار المحروقات، ولا ينتهي الأمر هنا بل الأنكى تلك الأسعار الخيالية للشقق والمركبات الصيفية، وندرتها ودخولها سوق المضاربة، أما الفنادق بكل أصنافها فتعتبر المواطن المغربي فريسة سهلة أتت على أقدامها إلى مقصلة الأسعار المرتفعة بل الخيالية… كما نسجل أثمان التغذية والأخطر التلاعب فيها، فيما تم ضبط بعدد من المناطق أطنان من المواد الفاسدة يروج لها أناس فقدوا، قبل كل شي، أهم شيء هو الإنسانية وقيمها، لأن الربح أعمى القلوب التي في الصدور مقابل ضعف قوة الردع القانونية، تشريعيا، وكذا عدم توفير كل ما من شأنه الإسهام في المراقبة القبلية والبعدية، ليقارن الناس بين السياحة إلى شمال المملكة والسياحة إلى الجارة الشمالية التي تكون أرخص وأجود وحتى أفيد للمواطنين الذين يستطيعون اليها سبيلا، وهم بمئات الآلاف يضخون ملايير الدولارات في جيوب الجيران.
لم يكن المغرب الذي يعتبر قطاع السياحة من ركائز الاقتصاد الوطني، بمنأى عن تأثيرات الجائحة التي ضربت ألعالم، وهذا ما أكدته وبالأرقام وزيرة السياحة نادية العلوي أمام البرلمان، وتسلم الفاعلون الرسميون ملايير الدراهم من الدعم من المال العام لكن المواطن لم يستفد من أثر الدعم في أي وقت من الأوقات، مما يعني أنه تحول إلى ريع موجه لجهات تعرف من أين يؤكل كتف أي دعم مهما كان بل وتكيف مقاساتها عليه .
إن كل الاجتهادات والبرامج التي لا تضع المصلحة العامة نصب أعينها لا تستحق فعليا أن تستفيد من مال المغاربة…
الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 19/08/2023