نفاق «الرفاق» لساجد
العربي رياض
هذا ما يتضح يوما عن يوم، فمعظم الوجوه البارزة في الولاية السابقة من تدبير المجلس الجماعي، لا يظهر لهم أثر في ردهات الجماعة الحضرية أو خلال الدورات، التي تعقد كل ثلاث مرات في السنة، الأسماء التي سارت بذكرها الركبان خلال ولاية محمد ساجد، وكانت تتحكم في مفاصل الشوارع والدروب والصفقات.. تأتي خلسة في صباح كل دورة، لتوقع على الحضور ثم تختفي بعيدا عن عدسات كاميرات الصحافة.
العماري الرئيس الحالي، يصول ويجول مدعوما بأغلبية مطلقة، يقرر ما يشاء في كل دورة ويبرمج ما يحلو له بأريحية لم يسبق أن أتيحت لعتاة السياسة في هذا البلد، يطلق العنان للسانه، ينتقد التجربة السابقة حينما يريد وهي التجربة التي كان حزبه مشاركا فيها ويتقمص في أحايين عديدة دور »المناضل« الذي يصلح ما كان خطأ في السابق.
أفراد أحزاب الوجوه التي “غبرت”، ينصتون للرئيس بكل إمعان، يحاولون كلما سنحت لهم ثانية من توقيتهم الضيق تذكير العماري أن حزبه كان من المدبرين القدامى أيضا، لكن لا أحد يجرؤ على مسايرته إن تعنت أو إن أظهر وجهه المخفي خلف السحنة المتسامحة. والمضحك أن زملاء الوجوه »التي غبرت«، وإن صرحوا بشيء يبدو أنه نابع عن معارضة، فإنهم في الأخير يصوتون، بكل سرور وامتعاض أيضا على ما يقرره رئيسهم الجديد؟! »الغابرون« المتحكمون السابقون. فقط يتركون توصية لزملائهم الذين يوجدون في حالة إحراج كبير مفادها »صوتوا معهم ولا تتلاسنوا!!
1. يعجبك العماري، وهو يعلم جيدا، ويتلذذ من هذا الإحساس، ليسدل كل المحسنات البديعية للسانه، وينطلق في التجمعات بالقول، أن الدار البيضاء تتقدم إلى الأمام، ويتبنى بكل اعتزاز كل المشاريع التي وضع لبنتها المجلس السابق ويقدمها على أساس إنجازات مجلسه، وهنا إذا ما أحرج بملاحظة أن هذه المشاريع هي ثمرة الفترة السابقة بطبيعة الحال، لا يخفى عليه الجواب لأنه يلجأ إلى عبارات من قبيل استمرار الإدارة وتثمين تلك المشاريع، وأحيانا يعترف بأن حزبه كان من مدبري تلك الفترة، التي ينتقدها
حينما يرى أنه يجب أن تنتقد، ويرفع من شأنها حينما يجد ان الظرفية تستوجب ذلك.
ما يضحك في الامر، ان جهابذة الزمن الفائت. ينصتون ويصفقون ان تبنى الرجل تلك المشاريع. التي هي على كل حال كل ما يوجد الآن في العاصمة الاقتصادية. ولكن لا يقوى أحد ان ينبس ببنت شفة.
أحيانا اقول »هو لي كايعرف لهم« في العتمة عندما تلتقي مع »الغابرين الظاهرين« يشنفون مسمعك بالعتاب، وهم يوشوشون لك بأن العماري يتبنى مشاريع ساجد، وهذا خرق للاخلاق والاعراف، وعندما تسألهم لماذا لا تحضرون للدورات والملتقيات، وتقطبونه بما تسرون في المجالس الخاصة، لن تجد سوى اجابة واحدة »آش غاتجي ديرهما كثار«.
هؤلاء المحظوظون ومنهم من ألف ملايين الدراهم، بفعل موقعه السابق، من كلامهم، تفهم انهم لا يليقون الا لجمع الجاه والمال، وعلى الإعلام او اي حزب غيرهم، ان يتحمل مسؤوليته التاريخية ليقول الحقيقة في وجه عمدتهم الجديد. نعم معهم حق على الإعلام ان يقول الحقيقة. لكن ايضا عليكم ان تشرحوا للاعلام، لماذا تصوتون مع عمدتكم وفي الخفاء تقولون اشياء أخرى.ولماذا لا تجهرون في المحافل، بالحقائق؟ نعم نعم، سيشهد التاريخ ان حزب العدالة والتنمية لم يقدم اي جديد، ولم ولن يترك اية بصمة تختزنها ذاكرة المدينة. لكن لماذا لا تواجهونه بهذه الحقيقة التي يعلمها حتى الاطفال ومن موقعكم داخل هذا المجلس، الذي سيشهد ايضا على تخاذلكم وانكم لا تحضرون المجالس الا اذا كانت لكم »سلطة« فيها. انها لعمري نرجسية ما بعدها نرجسية.
»نرجعوا للمعقول« هؤلاء لا يقوون على المواجهة، وبحسب المتتبعين، ليس لأنهم اقلية، لأن في المجلس أقلية أقل من أقليتهم، ومع ذلك تجابه، وتقول لا عندما يكون ضرورة لذلك. هؤلاء اما ان المدبرين الجدد، مطلعون على حقائق ادائهم السابق ، او اطلعوا على ملفات تحتوي اختلالات ما. وهو ما يجعلهم، رغم كل شيء، يأتون لتوقيع الحضور، قبل ان يطلقوا سيقانهم للريح.
على كل، الصمت الظاهر لنا، يخفي اشياء كثيرة وراء الأكمة.
الكاتب : العربي رياض - بتاريخ : 03/04/2019