هذا الحزب سينتصر…
عبد السلام المساوي
1 – لا نصفي عقدنا لا مع الحزب، ولا مع الالتباسات الأخرى الموجودة في الأذهان الصغيرة، بكل بساطة لأننا لا نعاني من أي عقد. نواصل النضال الحقيقي، اليومي، الشاق، الذي يقوم به الاتحاديون والاتحاديات كلهم دونما خطب ودونما شعارات، لأجل أن يكون لهذا الاتحاد صوته الذي يستحقه، ومكانته التي يستحقها ورفعته التي هو قمين بها، وسطوته التي هو جدير بها وأكثر.
نبني الحزب مع الحقيقيين الذين يؤمنون بالحزب… أن الانتماء الأول والأخير هو للاتحاد الاشتراكي. نقولها بالصوت الاتحادي الواحد… لنا نحن هذا الحزب التي تجري قيمه ومبادؤه في مسامنا وفي العروق.
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء إلا للوطن وللحزب. وهذه لوحدها تكفينا، اليوم وغدا وفي باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام…
لابد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بحزب. والحزب هنا ليس مجرد شعار، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولتاريخ ولقيم. والمرحلة تاريخية سيكون لها ما بعدها. سواء بنجاح ينخرط فيه الجميع، أو بتفويت، لا قدر الله، لمناسبة زمنية سيحاسب فيه الجميع في المستقبل القادم.
منذ قديم القديم نقولها: هذا الحزب سيعبر إلى الأمان وسينتصر بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد آلاف المرات، والذين يكون الحزب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء…
لا نستطيع أن نعدكم بأن الاتحاد الاشتراكي سيتوقف عن تقديم الدروس المجانية وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب التاريخي…
رجال، نساء وشباب الاتحاد الاشتراكي ليسوا بالضرورة المستفيدين منه، وليسوا بالضرورة نافذين ولا منتفعين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي يقوله الكئيبون دوما وأبدا.
رجال، نساء وشباب الاتحاد الاشتراكي قد يكونون غير مستفيدين من شيء لكنهم يظلون على الأمل الكبير والحلم الأكبر أن حزبهم سيتحسن بهم هم لوجه وطنهم وحزبهم، وأن أي سوء يصيبه يصيبهم هم أولا، وأن أي خير يمسه يفرحون به وإن لم ير القاصرون والكئيبون فيه الاستفادة المباشرة….
2 – إن الاتحاد الاشتراكي ليس ملكا لأحد ولا حقا محفظا من طرف أي كان…. إن الاتحاد الاشتراكي في الميلاد والمسار، في الفكرة والحلم، في الرؤية والتوجه، في الفكر والممارسة، في الماضي والحاضر… حزب كل الاتحاديات والاتحاديين، حزب كل المغاربة، كل المغاربة المؤمنين بالمشروع الاتحادي… إن الاتحاد الاشتراكي بيت مفتوح وحق مشاع لكل المغاربة المؤمنين بقيم الديموقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية…
3 – إن وحدة الحزب ثقافة وسلوك، قناعة وممارسة، الإيمان بوحدة الحزب تبدأ أولا بالانخراط في بنائه وتقويته، وتقوم ثانيا على القطع مع العقلية التشتيتية التدميرية وأصحابها، وقبل هذا وذاك تقتضي الحسم مع الذات والخروج من دوائر الكسل والتذبذب واللعب على الحبال… إن وحدة الحزب مسؤولية أساسية ملقاة على جميع الاتحاديات والاتحاديين مهما اختلفت مواقعهم، وحدة تحكمها قوانين الحزب وقوانينه، وتؤطرها قيمه الإنسانية التقدمية المناهضة للتمييز والكراهية والحقد، ويحصنها مشروعه المجتمعي الديموقراطي الاشتراكي الحداثي والتضامني. إن وحدة الحزب والحالة هذه، مسؤولية والتزام، تفرض على الجميع الانخراط الأخوي، الواعي والمسؤول، في إنجاز المهام التاريخية الملقاة على عاتقه في هذه الظرفية…
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الوقوف في وجه كل النزوعات التي تروم إضعاف الاتحاد الاشتراكي، وهي نزوعات أناس لم يسبق لهم أن ناضلوا من أجل الوطن، لكنهم اليوم من متزعمي «القطبية المصطنعة»، وهم الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها الشعب المغربي من أجل امتلاك مصيره…. فأين كان هؤلاء زمن السنوات العجاف… أين كانوا حين كان الاتحاديون يواجهون آلات القمع والتنكيل؟! طبعا، الجواب جاهز لا يحتاج إلى عناء بحث وتفكير؛ إنهم كانوا على هامش الوجود وخارج التاريخ، كانوا في قاعة الانتظار، انتظار جني ثمار نضالات رجال ونساء المغرب الشرفاء….
4 – إن الرهان اليوم واضح للغاية، غير قادر على مداراة نفسه؛ هذا الحزب محتاج لكل الاتحاديات والاتحاديين؛ محتاج للقادرين على الدفاع عنه، المستعدين لبنائه والصعود به، المفتخرين بالانتساب إليه، المصارحين بحقائقه كلها، صعبها وسهلها، حلوها ومرها، لكن المنتمين له لا إلى جهة أخرى.
الاتحاد الاشتراكي قوة دفع تقدمية، يسارية، اجتماعية-ديموقراطية تروم إصلاح وتطوير الأوضاع والمساهمة في رسم خطوط المستقبل، ومناط تحول في المجالات كافة، السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والثقافية…
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية-الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد..
إن الاتحاد الاشتراكي أداة إصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل، وإن قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة، ومؤهلاته النضالية والميدانية، تجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي البعيد والقريب….
5-إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها.
وإن بناء الأفق الاتحادي وتجديده مشروط بسيادة الوعي الجماعي، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين؛ وأن هذا الوعي الجماعي يجب أن يكون سائدا وفاعلا مستبقا للأحداث وليس مسايرا لها ويكتفي بالتعليق عليها؛ إن الذكرى الستين التي فتحت هذا الأفق مناسبة تاريخية للاتحاديات والاتحاديين للعودة من أجل بناء فكر اتحادي جديد؛ بناء ثقافة اتحادية جديدة وتأسيس أفق اتحادي جديد مبني على مشروع جديد…
لقد ترجم الاحتفاء بالذكرى الستين للاتحاد الاشتراكي إرادة سياسية قوية تروم العمل بعزم ومثابرة على إطلاق دينامية ثقافة جديدة؛ تتجاوب ومتطلبات التحولات المجتمعية العميقة التي تغشى بلادنا اليوم. وترجمت هذه المحطة الجديدة؛ محطة المصالحة والانفتاح حقيقة التفاعل الإيجابي، البناء بين التوجه النضالي الراسخ للحزب، ومتطلبات النهوض بالواقع السياسي، الاجتماعي الوطني.
إن مبادرة المصالحة والانفتاح تستلهم روح وقيم السجل النضالي للاتحاد الاشتراكي من جهة، وتستشرف من جهة أخرى، أفق التحول السياسي المنشود في مغرب الديموقراطية والتنمية والتقدم.
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونهج سبل التنمية الشاملة، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحذوه على تقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار.
إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة…
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد «الاتحاد الوطني/الاتحاد الاشتراكي»، وأطرت مساره السياسي، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات….
6 – إن الدفاع عن الحزب ثقافة وسلوك، قناعة وممارسة، إن الدفاع عن الحزب يبدأ أولا بالانخراط في بنائه وتقويته، ويقوم ثانيا على القطع مع العقلية التشتيتية التدميرية وأصحابها، وقبل هذا وذاك يقتضي الحسم مع الذات والخروج من دوائر النميمة والانتهازية والتذبذب واللعب على الحبال… إن الدفاع عن الحزب مسؤولية أساسية ملقاة على جميع الاتحاديات والاتحاديين مهما اختلفت مواقعهم، دفاع تحكمه قوانين الحزب وقوانينه، وتؤطره قيمه الإنسانية التقدمية المناهضة للتمييز والكراهية والحقد، ويحصنه مشروعه المجتمعي الديموقراطي الاشتراكي الحداثي والتضامني. إن الدفاع عن الحزب والحالة هذه، مسؤولية والتزام، تفرض على الجميع الانخراط الأخوي، الواعي والمسؤول، في إنجاز المهام التاريخية الملقاة على عاتقه في هذه الظرفية الصعبة والعسيرة… رفع التحدي في 2021 وكسب الرهان…. وليعلم الجميع أن انتخابات الغد تحضر اليوم، إن لم أقل لقد تأخرنا كثيرا، انشغلنا بالسفاسف وأهملنا المعركة المصيرية… مطلوب منا، إذن، أن نضع خلافاتنا الداخلية، المشروعة أحيانا والمختلقة أحايين كثيرة، أن نضعها بين قوسين، ونتفرغ جميعا، موحدين ومتكتلين، لمواجهة أعداء الوطن وأعداء الديموقراطية والحداثة… وأي تخلف عن الانخراط في هذه اللحظة التاريخية المفصلية، لن يخدم إلا قوى الفاسد وتجار الدين…
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الانخراط في المعركة المصيرية، معركة هزم قوى الفساد التي تتهدد المغاربة في امتلاك مصيرهم… وعازمون الوقوف في وجه الشاردين الذين لا يهمهم هذا الوطن ولا أبناء هذا الوطن، كل ما يهمهم إشباع طموحاتهم الذاتية ومصالحهم الدنيئة..
والاتحاديات والاتحاديون عازمون اليوم على التصدي لكل من يحاول جرهم إلى حسابات سياسوية ضيقة، وعازمون على الوقوف في وجه كل النزوعات التي تروم إضعاف الاتحاد الاشتراكي، وهي نزوعات أناس لم يسبق لهم أن ناضلوا من أجل الوطن، لكنهم اليوم من أصحاب «الزعامة الطارئة»، وهم الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها الشعب المغربي وخاضها الاتحاد الاشتراكي… فأين كان هؤلاء زمن النضالات المفصلية… أين كانوا حين كان الاتحاديون يواجهون آلات الخصوم والأعداء؟! طبعا، الجواب جاهز لا يحتاج إلى عناء بحث وتفكير؛ إنهم كانوا على هامش الوجود وخارج التاريخ….
7 – الاتحاد الاشتراكي قاطرة اليسار المغربي، ومن الخطأ الاعتقاد أن إضعافه يخدم الديموقراطية والتحديث، وهذه إحدى الخلاصات التي لن يبرح «متضخمو الأنا والزعامات» أن يقروا بها على اعتبار أن خيارات التحديث والديموقراطية لا يمكن أن تتحقق بدون حزب من وزنه…
إن الاتحاد الاشتراكي هو ملك لكل المغاربة وليس ملك نفسه، وهو بذلك معني، من وجهة نظر التاريخ، ليس بمصيره الخاص فقط، بل بمصير العائلة الديموقراطية كلها والعائلة التحديثية بشكل عام، وعلى هذا الأساس ينظر إليه كرقم أساسي في أجندة البلاد، وعلى هذا الأساس أطلق الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر نداء الوحدة الاتحادية… نداء أقلق أصحاب الارتزاق الإعلامي، الموسوم بالرداءة والحقد والتضليل، وأقلق أصحاب «الزعامة الطارئة»… لقد اختار «متضخمو الأنا والزعامات» سب وشتم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في هذا الظرف الاستثنائي والمصيري، وتخندقوا مع قوى الخرافة والظلام…
بعيدا عن جدل التبريرات الانهزامية والمواقف العدمية فإن معضلة أصحاب «السياسة الطارئة» كامنة أساسا في أزمتهم ذاتهم، الذين انعزلوا عن ديناميات الحركية المجتمعية، واختزلوا الانتماء الاتحادي في ترديد الشعار وإصدار «الفتاوى الانقلابية»، بدل النهوض الفعلي، العملي، بمشروع الاتحاد الاشتراكي المجتمعي، بمقوماته المترابطة عضويا؛ الفكرية والجماهيرية والنضالية.
ما عاد أحد يجادل في أن متضخمي الأنا، غارقون في خطابات التمجيد النابعة حكما من الحاجة المستديمة «للصنمية الثورية».
لقد أثبت التاريخ فشل كل المحاولات «أشخاص ومجموعات» التي أرادت أن «تقتل» الاتحاد الاشتراكي… و التي تخصصت في (النضال) من أجل إعلان (نهاية الاتحاد الاشتراكي)… و تجاهلت، عن سبق إصرار وترصد، الخصم والعدو الحقيقي للديموقراطية والحداثة….
أنهم متضخمو الزعامات على الفراغ… وبنرجسية مرضية يتوهمون امتلاك الحقيقة… وأنهم يبنون إمبراطوريات النضال الوهمية في دواخل استيهاماتهم.. لا هم متمكنون من أدوات تطبيق شعارات يرددونها وتنزيلها على أرض الواقع، ولا هم ممتلكون ناصية الحديث مع الاتحاديات والاتحاديين الذي يتحدثون باسمهم في التدوينات رغم أن هؤلاء الاتحاديين والاتحاديات لا يعرفونهم!!!
مرت تحت الجسور سيول، ولم يعد وفيا للفكرة الاتحادية إلا الاتحاديات والاتحاديون الصادقون الأوفياء الذين ظلوا على الإيمان المبدئي الأول المبني على الانتماء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمتمثلون لهذا المبدأ فعلا لا قولا وشعارا فقط….
إن موضوع الاشتغال والنضال بالنسبة للاتحاد الاشتراكي هو المجتمع، إشاعة الفكرة الاشتراكية والقيم الديموقراطية الحداثية داخل المجتمع؛ وهذا يتطلب حضورا دائما في المجتمع بمختلف قطاعاته ومؤسساته، حضورا دائما مع المواطنين بمختلف فئاتهم، يتطلب طريقة جديدة في التفكير، منهجية جديدة في التنظيم، انخراطا واعيا وعملا هادفا؛ عملا جمعويا، إنسانيا، اقتصاديا واجتماعيا… يتطلب الإنصات للمواطنين والتضامن معهم… يتطلب قبل هذا وذاك، التواجد المستمر مع المواطنين لا تذكرهم فقط عشية الانتخابات…..
8 – إن تقوية صفوف الاتحاد الاشتراكي، تصالحه مع ذاته ومع المواطنين ومع المجتمع، تستدعي القطع مع التوظيف السيء للماضي النضالي، أي الشرعية التاريخية والنضالية، الذي يحمل في طياته إقصاء قبليا للأجيال، وهذا يظهر في اللحظة التي يستثمر فيها بعض المناضلين إرثهم وأقدميتهم في العلاقات الداخلية للحزب وفي العلاقات الجماهيرية مع المجتمع، بمعنى أن اللغة التي تسود، صراحة أو ضمنا، هي أنه كلما أبدى إطار من الأطر والكفاءات التي استقطبها المشروع الاتحادي استعداده للانخراط في الحزب، يواجه بعبارة (شد الصف!) وهذا إقصاء قبلي، وإنغلاق من شأنه أن يقزم الحزب….
إن تراث الحزب هو تراث مشترك لكل الأجيال الحزبية، لا يتملك بالأقدمية أو بالتقديس الشكلي، بل بعطاء اليوم وبالمساهمة المستمرة في الدفاع عن قيم هذا التراث…
9-لا خوف من الانفتاح، فالخوف الحقيقي من الجمود والانغلاق لأن الحزب الذي لا ينمي نفسه، كما وكيفا، محكوم عليه بالانكماش ثم الانقراض، فالحزب لا يمكن أن يشتغل بالموروث، حتى ولو كان هذا الموروث بشريا، وليبقى هذا الموروث حيا يجب أن يستمر في الأجيال اللاحقة… مناضل الأمس ليس هو مناضل اليوم وقطعا لن يكون مناضل الغد…. فلم يعد مسموحا لأي حزب أن يؤطر المجتمع وأن يشارك في تشكيل المؤسسات إذا لم يكن حزبا كبيرا مفتوحا، منفتحا، ومستعدا لاستقبال كل المواطنين الذين يعبرون عن اقتناعهم بمبادئه والتزامهم بخطه وإرادتهم في الفعل المشترك…
إن الحزب الذي لا يستطيع أن يتجدد بشكل كمي وكيفي واسع، محكوم عليه بالفناء، من هنا وجب زرع دم وروح جديدين في الاتحاد الاشتراكي باستقباله لمناضلين جدد، ونعتبره استقبالا لفعاليات جديدة وأفكار جديدة.
إن الانفتاح على الكفاءات والفعاليات داخل المجتمع يستدعي قبل كل شيء القطع مع أساليب الانغلاق… إن الاتحاد الاشتراكي ليس بنية منغلقة، ليس أجهزة يتربع عليها زعماء احترفوا السياسة، إن الاتحاد الاشتراكي بيت مفتوح وحق مشاع لكل المغاربة المؤمنين بقيم الديموقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية.. نحن اليسار….
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 27/02/2021