وسط التتويجات العربية للكتاب والنقاد المغاربة

حفيظة الفارسي

أين اختفت جائزة المغرب للكتاب؟

فاز بداية هذا الأسبوع ، الكاتب والقاص المغربي أنيس الرافعي بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها الخامسة، عن مجموعته القصصية «سيرك الحيوانات المتوهمة»، وتعد جائزة الملتقى من أبرز الجوائز المقدمة في هذا الجنس الأدبي بالمنطقة العربية.
قبله بشهر، حصد الناقد و الأديب المغربي عبد الفتاح كيليطو، جائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية و الأدب (دورة 2023) «في السرد العربي القديم والنظريات الحديثة».
جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون والدراسات النقدية كانت أيضا من نصيب الكاتب المغربي محمد الداهي عن كتابه “السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع»..
جائزة كتارا في فئة البحث والدراسات النقدية كانت من نصيب ثلاثة نقاد مغاربة هذه السنة هم سعيد يقطين عن دراسة «السرديات التطبيقية.. قراءات في سردية الرواية العربية» وسعيد الفلاق عن دراسة «السرديات من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية) وعبد المجيد نوسي عن دراسة «النص المركب: دراسة في أنساق النص الروائي العربي المعاصر».
كما توجت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة كلا عبد القادر الجموسي من المغرب عن كتاب «رحلة المغربي في مجاهل أمريكا» وكوثر أبو العيد عن كتاب «الرحلة الحجازية” لمحمد بوشعرة ، والشاعرة والإعلامية عائشة بلحاج عن كتابها «رحلة الى باريس على جناح درّاجة»، وخالد الطايش عن دراسة «المثاقفة وإشكالية المركزية الشرقية.. الرحلات الحجازية المغربية في القرن الـ12 هجري».
كما فاز الناقدان المغربيان محمد الطحناوي وعبد الرحيم وهابي بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي ،في دورتها الثانية.
الباحث والناقد المغربي مصطفى النحال فاز بدوره بالمرتبةِ الأولى من جائزة الشارقة للنقد التشكيلي في دورتها الثالثة عشرة عن بحثِه «التّصْويرُ التشكيليُّ الحديث: في تأويلِ العلاقةِ بين التجريدِ والتشخيص».
لائحة المتوجين المغاربة في منصات الجوائز العربية هذه السنة لا يمكن إلا أن ترسخ ريادة الأدب والنقد المغربيين بعد هذا المسار الحافل بالنجاحات الذي بصم عليه الإبداع المغربي في شتى أجناسه.
ليست المناسبة سرد هذه التتويجات، والتي هي في العمق اعتراف صريح بالتميز والنبوغ المغربي، بل هي الغيرة على هذا الإبداع الذي لا يجد صدى له داخل رقعته وامتداده الجغرافي والتاريخي، ما يدفعنا الى التساؤل الملح والجارح في نفس الوقت: أين وزارة الثقافة المغربية من كل هذا الاعتراف؟ ولماذا يتم دخولنا الثقافي من خارج الحدود وبعبارة تتوخى الدقة: أين هي جائزة المغرب للكتاب، الجائزة الوحيدة واليتيمة التي أنشئت منذ 1968 ؟ كيف يتم إقبار هذه الجائزة بعد مسار 54 سنة وفي ظل تعتيم رسمي عن أسباب حجبها هذه السنة؟
حجب الجائزة وعدم الإعلان عن نتائجها بعد مرور أكثر من أربعة أشهر عن موعد الإعلان عنها السنوي، لا يمكن قراءته خارج السياقات والظروف التي عرفتها الجائزة السنة الماضية، أي بعد الزوبعة التي أثارها قرار وزير الثقافة بسحب الجائزة عن 9 متوجين، فازوا بها مناصفة واحتجوا على اقتسام مبلغها مناصفة، وهنا لابد من الوقوف عند مسألة المناصفة التي وسمت أغلب فروع الجائزة في الدورة الماضية، مما يفتح باب التأويل أمام الترضيات والتوافقات بين أعضاء لجنة التحكيم.
القرار احتكم فيه المتضررون إلى القضاء الإداري الذي أنصفهم بسبب غياب نقطة المناصفة في القانون المنظم للجائزة ووجود سابقة استفاد فيها الفائزان مناصفة من مبلغ الجائزة كاملا. فهل حجب الجائزة هذه السنة رد فعل على هذا القرا القضائي؟ أم أن هناك حيثيات لا نعلمها بسبب غياب التواصل والمعلومة والتي من المفترض أن موقع الوزارة خصص له، خاصة وأن الوزير الوصي على القطاع أكد في جواب له السنة الماضية، عن سؤال للبرلمانية خديجة أروهال بخصوص ما صاحب الجائزة السنة الماضية من تداعيات، أكد أن الوزارة «منكبة على تعديل المرسوم المنظم للجائزة، وفق ما انتهت إليه الممارسات الدولية المرتبطة بها»، فهل يتطلب تعديل القانون حجب الجائزة أم أن الأعمال المقدمة لم ترق الى ذائقة الوزارة رغم هذا الإشعاع المغربي الذي ينافس على أرقى الجوائز وينالها عن جدارة واستحقاق من خارج البلاد؟

الكاتب : حفيظة الفارسي - بتاريخ : 10/02/2023

التعليقات مغلقة.