أقول كلمة حق على هامش مؤتمر الأممية الاشتراكية
حيمري البشير
التشبث بالاشتراكية الأممية أولا وأخيرا، والحفاظ على العلاقة التي تجمع حزب الاتحاد والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي يرأس زعيمه منظمة الأممية الاشتراكية ثانيا، والحفاظ على روابط الصداقة التي تجمع الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم في إسبانيا الذي بالمناسبة اعترف بالدولة الفلسطينية وطالب بصوت عال بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، كلها أشياء كافية لإخراس كل الذين نسميهم بالعياشة الذين لا يقدمون ولا يؤخرون بمواقفهم وصيحاتهم، والمنددين بمشاركة عنصرين إسرائيليين في الملتقى الاشتراكي المنظم في الرباط، والذي جمع الأممية الاشتراكية لأول مرة في المغرب
أتساءل كيف ينظر هؤلاء الذين يريدون الركوب على مشاركة عضوين لدولة عضو في الأممية الاشتراكية!!!؟
إن الزوبعة التي أثارها حزب العدالة والتنمية تندرج في إطار المزايدة السياسية لا غير، إذ نعتبر كحزب اشتراكي مغربي ينظم قمة الاشتراكية الأممية التي يرأسها زعيم الحزب الاشتراكي الإسباني، والذي اعترف بالدولة الفلسطينية وندد بما يجري من جرائم في غزة، فخر لنا .
إن تنظيم قمة الاشتراكية الأممية في المغرب، وحضور كل الدول الأعضاء في هذه المنظمة فخر لنا كمغاربة وهذا التنظيم هو فرصة لنا كحزب ينتمي لهذه المنظمة أن نوطّد علاقاتنا مع الأحزاب الاشتراكية في بقاع العالم وأن نستغل الفرصة أولا للدفاع عن قضيتنا الأولى وهي قضية الصحراء وأن لا نفوت الفرصة لتصحيح المغالطات لدى الأحزاب الاشتراكية في العالم، والتي لبعضها مواقف لا تتماشى مع مواقف بلدنا في تدبير هذا الملف. فأن يحتضن المغرب وحزب الاتحاد الاشتراكي مؤتمر الأممية الاشتراكية فهو فرصة لنا لتصحيح مواقف بعض الدول التي مازالت تعاكس وحدتنا الترابية. ثم أتساءل أليس من الأفضل أن نستضيف قمة الإشتراكية الأممية، والتي يرأسها صديق عزيز على المغرب، وفي عهده غيرت إسبانيا موقفها من مغربية الصحراء؟
ثم لابد من الإشارة للتوتر الذي تعرفه العلاقة بين إسرائيل وإسبانيا بسبب موقفها من الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وتنديدها بالجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني.
ولهذا أتساءل كيف تنظر الأبواق التي نددت بمشاركة عضوين إسرائيلين في مؤتمر الأممية الاشتراكية التي تنتسب دولتها لها؟ وهل من حق الدولة المنظمة منع دولة عضوا بالمشاركة؟
ثم هل من المعقول أن نترك الفرصة تمر دون أن ننظم هذه القمة وندافع بقوة عن الشعب الفلسطيني؟
إن تنظيم الإتحاد الاشتراكي المغربي لهذه القمة فرصة للاتحاد الاشتراكي للدفاع عن قضية فلسطين، ولتصحيح المغالطات التي روجتها الجزائر وحلفاؤها في الأممية الإشتراكية.
وكان الأجدر بمنتقدي مشاركة عضوين إسرائيليين في مؤتمر الأممية الاشتراكية أن يستحيوا وعدم المزايدة في هذه القمة، وكان الأجدر أن يفتخروا بمواقف رئيس الحزب الإشتراكي الإسباني ومواقفه مما ترتكبه إسرائيل والعلاقات المتوترة بين إسرائيل والحكومة الإسبانية بسبب مواقفها مما يجري في غزة وكل فلسطين واعتراف الحكومة الإسبانية بالدولة الفلسطينية.
نقول للذين عارضوا تنظيم هذه القمة ببلادنا بسبب مشاركة عنصرين إسرائيلين ينتميان لحزب اشتراكي،عليكم أن تتجاوزوا المزايدات السياسية. فالحزب الاشتراكي الإسباني يرأس الأممية الاشتراكية في شخص رئيس الحكومة الإسبانية، وهذه الحكومة كانت من بين الدول الأولى التي اعترفت بالدولة الفلسطينية ومواقفها جد متقدمة دفاعا عن الدولة الفلسطينية وفي الكثير من الأحيان موقف الحكومة الإسبانية أكثر تقدما من بعض الدول العربية.
إن تنظيم الاتحاد الاشتراكي المغربي لقمة الأممية الاشتراكية كانت فرصة لنا للدفاع عن القضية الفلسطينية أولا، وفرصة لنا لقطع الطريق على كل الأحزاب التي تستمر في المناورة فيما يخص قضية الصحراء، وكذلك فرصة لتعزيز التعاون والصداقة مع الحزب الاشتراكي الإسباني الذي يرأس هذه المنظمة، والذي كانت له الشجاعة لكي يتخذ قرارات جريئة لتسوية هذا الملف مع بلادنا، ويدعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء هذا الصراع.
وللذين يريدون الركوب على مشاركة عضوين من حزب اشتراكي إسرائيلي نقول لهم حتى السلطة الفلسطينية اليوم، وقبل اليوم تشارك في مشاورات مع إسرائيليين لوقف المجازر، ونعتبر استمرار الحوار لوقف المجازر والتنديد بها علانية أفضل من مقاطعة .ثم إن الشعب الفلسطيني اليوم في حاجة ماسة للدعم لوقف ما يجري ولا يجب أن نترك كل فرصة مواتية لتوضيح ما يجري في غزة وفي كامل فلسطين.وأعتقد أن العضوين الإسرائيلين المشاركين قد سجلا موقف الأممية الاشتراكية مما يجري في غزة ثم أخيرا إذا أخذنا بالرأي المنتقد والداعي لمقاطعة إسرائيل ومنع مشاركتها في قمة الأممية الاشتراكية فمن المفروض أن نقاطع أشغال الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المؤتمرات التي تشارك فيها الأحزاب العربية كيف ما كانت انتماءاتها.
الكاتب : حيمري البشير - بتاريخ : 28/12/2024