استمرارية القيادة .. ضمانة لمغرب صاعد

فادي وكيلي العسراوي
مع اقتراب المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد تحت شعار “مغرب صاعد: اقتصاديا، اجتماعيا ومؤسساتيا”، نهاية هذا الأسبوع بالمركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة، تتجه الأنظار إلى محطة تنظيمية وسياسية مفصلية في مسار حزب شكل على امتداد تاريخه رافعة أساسية للنضال الديمقراطي والإصلاح المؤسساتي بالمغرب.
إن هذا المؤتمر ليس فقط مناسبة لتجديد الهياكل، بل لحظة للتقييم العميق لمسار الحزب خلال العقد الأخير، واستشراف المستقبل في ظل تحولات وطنية ودولية دقيقة تتطلب قيادة تمتلك التجربة، والرؤية، والقدرة على الجمع بين الواقعية والطموح، بين الإصلاح والاستقرار.
وفي صميم هذا الرهان، يبرز الأستاذ إدريس لشكر كرمز لمرحلة اتسمت بالحكمة والجرأة في آن واحد. فقد استطاع خلال ولاياته السابقة أن يقود الحزب نحو استعادة مكانته الطبيعية في الساحة السياسية، وأن يرسخ ثقافة العمل المؤسساتي، ويفتح المجال أمام تجديد النخب ودمقرطة القرار الحزبي، دون التفريط في المبادئ التي شكلت العمود الفقري لهوية الاتحاد: العدالة الاجتماعية، المساواة، والديمقراطية.
إن الدعوة إلى تجديد الثقة في الكاتب الأول ليست مجرد مسألة تنظيمية أو إجراء داخلي، بل هي خيار استراتيجي تمليه مصلحة الحزب ووحدة صفه. إنها تعبير عن وعي جماعي اتحادي بأن استمرارية القيادة ليست نقيضًا للتجديد، بل شرط له. فمن خلال قيادة الأستاذ لشكر، استطاع الحزب أن يواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، وأن يقدم مواقف وطنية متوازنة ومسؤولة، خصوصا في القضايا المرتبطة بالنموذج التنموي، وبالعدالة المجالية، وبحقوق المرأة والشباب.
لقد جسد الأستاذ إدريس لشكر، منذ المؤتمر الوطني التاسع، رؤية إصلاحية متبصّرة أعادت للحزب ديناميته الفكرية والتنظيمية، ومكنته من لعب أدواره الدستورية كقوة اقتراحية ووازنة، خاصة في الملفات الحيوية التي تهم المواطن المغربي في معيشه اليومي.
وإننا، من موقعنا كشبيبة اتحادية، نعتبر أن الدفاع عن استمرارية القيادة هو في عمقه دفاع عن مشروع الحزب نفسه، وعن تاريخه النضالي الذي لا يمكن أن يُختزل في أشخاص، ولكن يحتاج إلى من يمتلك القدرة على صيانته وتطويره في آن واحد. فالمؤتمر الثاني عشر يجب أن يكون محطة لتجديد العهد مع روح الاتحاد، ومع كل القيم التي حملها جيل الرواد وطورها الجيل الحالي من المناضلين والمناضلات.
وبصفتي الشخصية كمناضل اتحادي، والتنظيمية ككاتب عام للشبيبة الاتحادية، لا يمكنني إلا أن أعلن بشكل صريح وواضح عن دعمنا المطلق لترشح الأستاذ إدريس لشكر لولاية جديدة على رأس الحزب.
هذا الاختيار ليس موقفا عاطفيا أو شخصيا، بل قرارا سياسيا مبنيا على قناعة راسخة بأن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة خبيرة، متمرسة، وقادرة على خوض غمار الاستحقاقات التنظيمية والانتخابية المقبلة، وفي مقدمتها انتخابات 2026 التي ستشكل اختبارا حقيقيا لقدرة الحزب على استعادة حضوره القوي والمتميز.
إن استمرارية القيادة في هذه الظرفية ليست خيارا عابرا، بل ضمانة لاستقرار الحزب وتماسكه، ولتعزيز موقعه في المشهد السياسي الوطني، وللمضي قدما في تنفيذ مشروعه المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يجعل من الشباب ركيزة أساسية للتغيير والتجديد.
فالمغرب الصاعد الذي نحلم به، لا يمكن أن يُبنى إلا بقيادة مسؤولة، مؤمنة بقيم الاتحاد، ومستمرة في نهجه الإصلاحي القائم على التوازن بين الجرأة والواقعية، وبين الوفاء للمبادئ والانفتاح على المستقبل.
الكاتب : فادي وكيلي العسراوي - بتاريخ : 17/10/2025