الاتحاد الاشتراكي ..حزب سنة 2023 وحزب كل سنة 3/2
عبد السلام الموساوي
منظمة النساء الاتحاديات
بتاريخ 6 و7 و8 أكتوبر 2022، عقدت النساء الاتحاديات، مناضلات حزب الاتحاد الاشتراكي، المؤتمر الوطني الثامن للنساء الاتحاديات، وكان مؤتمرا ناجحا باستحقاق نضالي، وتميز ديموقراطي، ولم يكن مجرد لحظة تاريخية فقط، بل إنه سيرورة راكمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص قضايا النساء، والمتمثل في الشعار الذي اختاره والذي يعكس تطلعات النساء الاتحاديات لمغرب حداثي معاصر، تكون فيه المرأة في صلب العملية التنموية بمختلف أبعادها التنموية.
ونؤكد دعمنا الكامل للسيرورة الترافعية لنساء الحزب اللاتي يتصدرن حاليا مشهد الفعل النسائي في معركتي تحيين وتجديد مدونة الأسرة، ومكافحة العنف ضد النساء، خصوصا العنف الرقمي .
وهكذا، قدم إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تصور الحزب حول تعديل مدونة الأسرة أمام الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بعد إعادة النظر فيها بمقر أكاديمية المملكة المغربية وفي إطار جلسات الإنصات المنظمة من طرف الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة ، وذلك يوم الجمعة 24 نونبر.. وكان الاتحاد قد قام، قبل ذلك وبعده بحملة قوية داخل المجتمع والنسيج الاجتماعي، تميزت فيه المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بدينامية كبيرة مترافعة من أجل الإصلاح المتوخى لمدونة الأسرة، حتى يتحقق الإنصاف ومقومات الدولة الاجتماعية.
الوحدة الوطنية والترابية
لقد كان تصورنا واضحا بخصوص الشق الوطني المتعلق باستكمال وحدتنا الترابية والوطنية، حيث أصبح ذلك من أولويات اهتمامنا، متماسكين فيها ومؤيدين لكل المبادرات الملكية بهذا الخصوص، وبنفس الإرادة والعزيمة كنا في طليعة المدافعين عن المسار الحقوقي والديمقراطي الذي تعيشه بلادنا حاليا.
إن المغرب، ومن خلال جيل التحرير وجيل الوحدة، قدم تضحيات جساما من أجل وحدته الترابية وإفشال كل المناورات التي حيكت وتحاك ضده من قبل الخصوم .
ونسجل اطمئنان الشعب المغربي قاطبة على تدبير جلالة الملك محمد السادس لملف القضية الوطنية الذي ما فتئ يحرز تقدما ملموسا في فهم المنتظم الدولي لقضيتنا العادلة .
إن ما تحقق في ملف القضية الوطنية من تطورات إيجابية حاسمة كان بفضل السياسة الخارجية لجلالة الملك محمد السادس ورؤيته المتبصرة في تدبير هذا الملف.
نعتز بما حققه المغرب من إنجازات على عدة أصعدة، ولن يقبل المغرب بإملاءات وابتزازات عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا للبلاد؛ إن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها وزمن الابتزاز انتهى .
لا أحد يمكنه أن ينكر نجاحات الديبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة ، سواء في ما يتعلق بقضية الأقاليم الجنوبية أو في تحقيق مكانة محترمة للمملكة المغربية على المستوى الاقليمي والقطري والجيواستراتيجي .
لقد حققت المملكة المغربية انتصارات متوالية ديبلوماسية وميدانية في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية .
إن الدور المحوري للديبلوماسية المغربية ليس من قبيل المبالغة وتضخم الذات، وليس من باب الصدفة أو المفاجأة، إنها تحصيل حاصل لمسار طويل وهادئ من العطاء الديبلوماسي المتواصل، فمن الواضح اليوم أن التغيير الجيواستراتيجي الحاصل في موازين القوى العالمية، حول المغرب الى مركز ثقل ديبلوماسي لا محيد عنه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والعالم بأسره، بما يتوفر عليه من موقع استراتيجي، واستقرار سياسي وموثوقية في المعاملات والمواقف، وقبل ذلك بما يحوزه من تاريخ عريق بملكية يسمح لها إرثها وتقاليدها وشرعياتها بأن تكون صانعة وقائدة للأمن والسلام.
لقد قدمت دولتنا، عبر مؤسساتها السيادية منذ سنوات، نموذجا لسياسة خارجية مستقلة تستند إلى مبادئ وأسس واضحة تهدف من خلالها إلى الدفاع عن المصالح العليا للوطن بكل حزم ووضوح، لكن دون المس بحقوق ومصالح الشعوب الأخرى، وظهر أن ملك المغرب بعزمه الصادق، الذي لا يلين، نجح في صنع رصيد ضخم من المصداقية الدولية، حتم عليه مواصلة الاضطلاع بدور قدر للملكيات المغربية أن تضطلع به منذ عقود بل منذ قرون.
والحقيقة الواضحة للعيان أن هذا التوجه الديبلوماسي الناجح أكسبنا احترام الخصوم قبل الأصدقاء، وفي المقابل لجم وحجم أصوات دول معادية لمصالحنا وعمق من عزلة خصومنا الظاهرين والمستترين، والأهم أنه دفع حكام الجزائر ولعبتهم الانفصالية الى الرهان الخاسر على أطراف ومحاور اقليمية فاقدة للمصداقية، لحرف التوجه الدولي والإقليمي المتبلور حاليا الذي يرجح كفة المغرب على كل المستويات…
نحيي بإجلال وإكبار المبادرات الملكية لخدمة المصالح الوطنية العليا ، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية التي ستعرف تحولا استراتيجيا مما يكرس وجاهة وحكمة المقترح المغربي …
يحق لنا الفخر لأن ما وقع هو نتاج سنوات من العمل الديبلوماسي الحكيم. ويحق لنا الفخر لأن الذي تحقق لم يأت بين يوم وليلة مثلما يريد البعض أن يتخيل ، بل هو ثمرة مسار طويل من الحكمة ومن التعقل ومن الخطوات التي وجب الافتخار _ بصدق ودون أي مجاملة أو نفاق _ وضعت المغرب اليوم على سكة بدء قطف الثمار والنتائج، وجعلته يتميز عمن يعادون مصالحه بأنه بلد العقل والتحكم في الأعصاب وتقديم الدروس السياسية للهواة من المرتجلين الذين تقودهم فقط الرغبة في البقاء في مناصبهم ولو على حساب شعوبهم ومصالح شعوبهم ، مثل حال الجارة، ومثل حال بلدان أخرى تعادي المغرب دون أن يعاديها، وتشتغل ليل نهار لأجل ضرب مصالحه، فيما المغرب يشتغل ليل نهار لأجل مصالح أبنائه .
نعم يحق لنا الفخر ويحق لكل ابن أصلي للمغرب ولكل ابنة أصلية للمغرب ألا يعكر علينا أي كان هذا الفخر وهذا الفرح ، وألا يشغلنا بالقضايا الأخرى على الأقل الآن ، لأننا مشغولون ومنشغلون ، بقضيتنا الأولى والأهم والأكثر حيوية بالنسبة لنا ، قضية وحدتنا الترابية التي تشغل منا كل المسام …
وحد المغاربة صفوفهم في لحظة وطنية جعلتهم يرتقون فوق خلافاتهم ويتجاوزون سوء الفهم في تدبير كورونا والانتخابات …
في كل مرة يثار نزاع الصحراء يجعله المغاربة أوليتهم ولو كانت قضاياهم الأخرى ضاغطة عليهم..
يكفينا هنا في المغرب أن نواصل على المنوال ذاته من الإيمان بحقنا في العيش الكريم ، وفي إصلاح أخطائنا ، وما على المستقوين علينا بالأجنبي ، الا أن يواصلوا هذا الاستقواء ، فقد أسمى أجدادنا من كان يضع يده في يد المعمرين قديما «الخونة»، ولن نشذ عن هاته القاعدة التي ورثناها عن الأجداد الذين حرروا البلاد. لا تفريط في صحرائنا ، ولا التباس نقبله ولا غموض ممن نعتبرهم شركاء لنا، ولا نظرة واحدة الى الخلف .
الهدف السير الى الأمام خطوات مغربية إضافية أخرى مع أصدقائنا الحقيقيين وشركائنا الفعليين لأجل بناء وتنمية هذا الوطن من أقصى شماله وشرقه وغربه حتى أقصى جنوبه وصحرائه ، صحراؤنا التي لا تفريط فيها ، والتي تعني لنا جميعا كل الأشياء …
إن الوفاء بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليس مجرد مناسبة الرجوع للتاريخ، بل أيضا وأساسا فرصة للدفع ببلادنا الى المزيد من التنمية والتقدم، ولن يكون ذلك بعيد المبتغي ما دام ولاؤنا لثوابت بلادنا صلب وراسخ.
في معنى الوفاء
إن الوفاء يمثل بالنسبة لحزبنا أيضا القدرة على تحويل مبادئنا وبرامجنا إلى سياسات عمومية قابلة للتطبيق ومندرجة في إطار الأوراش الملكية الكبرى التي تهيكل اقتصادنا الوطني. وما مساهماتنا في كل اللقاءات التشاورية الكبرى، إلا أحد مظاهر انخراطنا في وضع أسس النموذج التنموي الجديد.
لقد أكد الاتحاد الاشتراكي أن من يستند على مرجعية تاريخية هو حزب سيجد بالضرورة في المستقبل مكانا له بين من سيصنعون المغرب القادم، وأن من صنع من عدم سيظل رهين ذلك العدم غير قادر على تقديم أي إضافة لوطنه. لقد سجل حزينا قدرته على البقاء كبيرا في المشهد الحزبي المغربي رغم الضربات الكثيرة والعديدة التي القاها من خصومه، وتأكد ذلك ميدانيا في محطة 8 شتنبر 2021 من خلال كونه قوة سياسية أساسية وضرورة حزبية في بلدنا، ورقم وازن في أجندة المغرب، وفي الانتخابات الجزئية الأخيرة ازدادت الأمور وضوحا وتأكيدا؛
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد وجه رسالة مفادها أن التغيير لم يعد مقبولا أن يظل مجرد شعار انتخابي، بل ينبغي ترجمته على أرض الواقع، في شكل برامج ومشاريع وافكار خلاقة، تعيد الاعتبار الى المواطن، وتشعره أن صوته ذهب في الاتجاه الصحيح.
وقد أصبح اتجاه الخط السياسي الذي يحكم اليوم فعل ونضال الاتحاد الاشتراكي يرتكز على أن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد، عبر مراهنتها المتبصرة، السياسية والتنظيمية، على دور الشباب، والمرأة، ودور الأطر الوطنية والقوى المنتجة في البلاد في استيعاب، التحولات الإنتاجية الجارية، وإدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة.
وفي سياق هذا التوجه التقدمي، التنموي المندمج، تصبح مسائل التكوين، والاستثمار في الرأسمال البشري، والانفتاح المضبوط على المحيط الجيو-سياسي، قضايا مركزية في عالم، بات معولما تواجهه نفس الإشكاليات، وتوحده ذات المشاكل، سواء تعلق الأمر بالعلاقات الجديدة بين العمل والسوق، أو بين التنمية والبيئة، أو بين المحلي والخارجي في مجال ضبط الهجرة، والتعايش الإيجابي، المنضبط مع ابتكارات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التحولات الإيجابية…
إن الاتحاد الاشتراكي أداة إصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل، وإن قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة، ومؤهلاته النضالية والميدانية، تجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها، بنفس درجة ما كان يقوم به في الماضي البعيد والقريب .
الكاتب الأول، حضور سياسي وإعلامي متميز
ثمة شيء غير مفهوم في خارطة زعماء الأغلبية المتغولة الذين وزعوا الوعود والأوهام في برامجهم الانتخابية ، أين اختفى السياسي ، وبتعبير ادق أين اختفى خطباء السياسة ؟ زعماء الأغلبية تاهوا وارتبكوا في مواجهة معضلة مفصلية تهم مستقبل البلاد، إنها معضلة التربية والتعليم.. وعندما اجتمعوا « كل واحد لغا بلغاه « …
رجل السياسة ظل غائبا في ظرفية تحتاج لكامل مهاراته التواصلية وفنون الخطابة لديه .
السياسي الذي احتاجه المغرب والمغاربة ، هو ذاك الذي يخطب في الناس لطمأنتهم ، القائد الملهم ، الزعيم ذو الكاريزما الذي يستطيع ان يقترح الحلول بحكمة وأن يحول الأزمات الى آمال وأحلام وطموحات ترقص بهية أمام جمهور مكتئب .
لقد اكتشفنا دروسا كثيرة طيلة هذه الشهور المتأزمة …واكتشفنا معها أيضا اننا لم نعد نتوفر على ذخيرتنا القومية من سياسيين قادرين على أن يكونوا ملهمين لنا في فترة الأزمات .
أغلب القادة والزعماء السياسيين والوزراء، إن لم أقل كلهم، لزموا قاعة الانتظار؛ يترقبون بكثير من الحيطة والحذر والخوف؛ سكتوا عن الكلام المباح وغير المباح….
طبعا، وفي غياب شبه مطلق لهؤلاء الزعماء السياسيين ،وفي غياب تواصل واضح وصريح مع الرأي العام عبر وسائل الاعلام ؛ وحده الأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، كان حاضرا ، كسر الصمت والانسحاب ، رفع اللبس والغموض …حاور وتواصل ، بادر ؛ فكر وتكلم ، اجتهد وأبدع …
وكان حضوره في برنامج «ضيف الأسبوع» على قناة ميدي 1تيفي وفي برنامج « مع الرمضاني» وفي برنامج « نقطة إلى السطر « على القناة الأولى، درسا عميقا للساسة الذين استغرقتهم الشعبوية واستنزفتهم الاتكالية… درسا في الحكمة لزعيم سياسي لم يسقط سهوا على القيادة، زعيم سياسي ، وزعامته مؤسسة على شرعية نضالية وديموقراطية….تكلم بدون « خوف « ، تحدث بجرأة سياسية وشجاعة ادبية… خاطب العقل بصرامة منطقية ووضوح سياسي بعيدا عن دغدغة العواطف والوجدان …ولأنه اتحادي ، ولأنه عقلاني وواقعي فإنه قطع مع العدمية والشعبوية… وطلق لغة الخشب التي يستعملها البعض بانتهازية نفعية وهواجس انتخابوية… إنه زعيم لا يتابع الأحداث فقط ، بل يفعل فيها .
وكان حديث ذ إدريس لشكر حديثا صادقا ومسؤولا، حديثا واقعيا وعقلانيا، بعيدا عن مزايدات؛ وانفعالات وارتباكات اللحظة. الثابت البنيوي في فكر وخطاب الكاتب الأول هو الانتصار للوحدة الترابية والوطنية . عندما يتعلق الأمر بالوطن فادريس لشكر يضع الانتماء الحزبي بين قوسين لأن مبدأ الانتماء للحزب هو حقل لخدمة الوطن أولا وأخيرا
ونحن في أوج الاحتقان الاجتماعي، الذي فرضه اضراب رجال التعليم والتهاب الأسعار و….. ؛ أغلب القادة والزعماء السياسيين ، إن لم أقل كلهم ، لزموا قاعة الانتظار ؛ يترقبون بكثير من الحيطة والحذر والخوف؛ سكتوا عن الكلام المباح وغير المباح؛ لا تصريح ولا حوار «وكم من حاجة قضيناها بتركها» و «الصمت حكمة « !!!
ادريس لشكر حاضر إعلاميا وسياسيا، في البرامج التلفزية وفي افتتاح المؤتمرات القطاعية والإقليمية، تحدث بهدوء ومرح، تحدث بصدق ومسؤولية، تحدث بثقة في النفس ؛ ثقة مؤسسة على وضوح الرؤية ووضوح المشروع ، تحدث بلغة واضحة التي تجسد وضوح الفكر؛ ناقش وعالج مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام في الفترة الدقيقة و «الحرجة»، والتي وضعت بين قوسين في انتظار من يعلق الجرس… لشكر رفع القوسين ونال تحية المتتبعين؛ فصفقنا وعلى «الصائمين السلام!» قارب القضايا التي تشغل الرأي العام: التعليم القضية الكبرى، الحوار المتأخر للحكومة مع النقابات، الاتحاد الاشتراكي والمعارضة بعد تهريب الأحزاب المتغولة للأغلبية ، غياب السياسي وطغيان التقني ، الأوراش الملكية الكبرى والثورية اجتماعيا وارتباك الحكومة في تنزيلها بالمعقول والجدية ، الأغلبية الحكومية بين غياب التواصل وحضور الشطحات، التنسيق مع اليسار والمعارضة الحقيقية لبناء جبهة معارضة قوية ، أشبال الأطلس كرويا وسياسيا ، قوة حزب الاتحاد الاشتراكي تنظيميا وسياسيا وعلائقيا واعلاميا ، إن حديث الكاتب الأول إدريس لشكر حديث متماسك ومتناغم تحكمه وحدة الفكر ووحدة الرؤية… مؤسس على ثوابت مبدئية وقناعات سياسية …
إن حديث الكاتب الأول حديث عميق لأنه، أولا، صادر عن الاتحاد الاشتراكي وعن كاتبه الأول، ولأنه ثانيا، يأتي في سياق سياسي واجتماعي دقيق، ولأنه ، ثالثا يروم رفع الجمود والرتابة التي أصبحت تهيمن على حياتنا السياسية، ولأنه رابعا يتوخى السمو على لغة التهريج، تبادل التهم والسب ويتوخى القطع مع لغة الشعارات الفضفاضة والوعود الشعبوية..
إن حديث الكاتب الأول صادر عن رؤية تحليلية ونقدية، رؤية اتحادية لتنمية الانسان والمجتمع… إنه رؤية بنيوية وجدلية للسياسة والمجتمع… للتشخيص والبديل… الاختلالات والاقتراحات… انه، اذن رؤية بنيوية وجدلية.
-رؤية بنيوية لانه يشكل نسقا فكريا منسجما تفكيرا وبناء، نسقا فكريا سياسيا متماسكا منطقيا، والخيط الناظم هو المنظور الاتحادي اليساري الاشتراكي الديموقراطي الحداثي… رؤية بنيوية لأنه خطاب يحمل الصدق داخله، من هنا يرتقى عن لغو الكلام…
-رؤية جدلية لأنه ليس خطابا نظريا يتوخى الصدق الداخلي فقط ؛ انسجام الفكر مع نفسه… بل إنه حديث جدلي تاريخي ؛ حديث سياسي بحمولة واقعية ملموسة ، يتوخى الصدق الواقعي ؛ انسجام الفكر مع الواقع… رؤية جدلية لأن الحديث يطرح مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والتنظيمية في ترابطها وتفاعلها وصيرورتها التاريخية..
الكاتب : عبد السلام الموساوي - بتاريخ : 04/01/2024