الاتحاد الاشتراكي ..حزب سنة 2023 وحزب كل سنة 3/3

عبد السلام الموساوي

الجدية هي عنوان الإعلام الحزبي الاتحادي

الإعلام الحزبي الاتحادي ( جريدة الاتحاد الاشتراكي، libération ، أنور بريس ) تابع ويتابع ما حدث ويحدث، بكل مهنية وأخلاقية بعيدا عن كل نزوعات دعائية أو تجارية أو …
المغاربة القراء مطمئنون عندما يقرؤون جريدة الاتحاد الاشتراكي لأنها عودتهم، منذ زمن بعيد، على الصدق والدقة في الخبر والتحليل …من هنا نسجل ثقة المغاربة في صحافة الاتحاد الاشتراكي، بكل بساطة لأنها لا تكذب …
الصحافة الاتحادية صحافة مواطنة، جادة وجدية تواكب هذا التضامن المغربي، هذا الالتحام الأنطولجي بين جلالة الملك وشعبه، بوطنية وبتقدير حقيقيين، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان الصحافة، وهم كثر …
الإعلام الحزبي الاتحادي إعلام وطني، مواطن، قوي، موجود في كل مكان من المغرب، متمكن من المهنة وأجناسها وأدواتها، حرفي التعامل، سريع التجاوب، لا يترك لأعداء الوطن ولا للطابور الخامس الفرصة مهما كانت صغيرة لترويج الأكاذيب .
هذا الإعلام الاتحادي صنعته أقلام مناضلين ومفكرين اتحاديين امتلكوا جرأة الإيمان النهائي والتام بأن المعركة الإعلامية تسير مع معارك الوطن جنبا إلى جنب .
إن الدفاع عن الوطن، هو أساس وجود الإعلام الحزبي الاتحادي، وأن ما عدا هذا الأمر من تنويعات هي أشياء إضافية أو نافلة، تتوارى إلى الخلف حين المعارك الكبرى …وفي اللحظات المصيرية يصبح الإعلام قبل البندقية والطائرة والصاروخ أداة المواجهة الأولى .
الإعلام الحزبي الاتحادي يميز بين الدفاع المستميت عن الوطن، وعن قضايا الوطن، وبين الخلاف أو الاختلاف العادي في الأيام العادية حول قضايا محلية يفرقنا تدبيرها ولا نحقق حولها الإجماع ولا نريد لهذا الإجماع أصلا أن يكون لأنها قضايا خلافية، عكس قضايا الوطن الكبرى .
الإعلام الحزبي الاتحادي يدافع عن الوطن، لأنه يعتبر هذا الوطن أغلى ما لدينا …
إن الاتحاد الاشتراكي سيدافع عن ضرورة إعادة النظر في آليات تمويل الأحزاب السياسية، بما يضمن استمرار التعددية الحزبية التي أصبحت واقعا لا يستقيم معه التوجه نحو أي تغول قائم على استغلال المال، وهي الظاهرة التي ينبغي تقنينها بشكل جيد حتى يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين الهيئات المتنافسة.
ونقترح بهذا الخصوص، اعتماد معايير تعكس فعلا الحياة الحزبية، من قبيل عدد المقرات الحزبية ، وعدد التنظيمات الجهوية والإقليمية والمحلية المصرح بها، وتمثيليتها في التنظيمات المهنية المنظمة وطنيا، وأنشطة التنظيمات النسائية والشبيبية، وانتظام صدور الإعلام الحزبي الورقي، والتوفر على المواقع الالكترونية الحزبية، إلى غير ذلك مما نعتبر أنها معايير حزبية حقيقية، إذ لا يعقل مثلا أن يكون أكبر المستفيدين من الدعم العمومي ( الحزب الأول والثاني ) لا يتوفرون حتى على جريدة ورقية يومية.
ملزمون بقولها : ولاء الصحافي يجب أن يكون لوطنه أولا، ومهنة الصحافة ليست مهنة عادية . هي تقترب في كثير من تفاصيلها من المهن الحساسة التي يسمح لها بالخروج والتنقل في الحالات الاستثنائية لأنها تمارس دورا يقترب كثيرا من دور الجندية ودور الأمن ودور حماية الوطن في جبهة أخرى هي الجبهة الإعلامية .
البعض ينسى أو يتناسى، والبعض يبرر اللجوء لمد اليد للأجنبي تحت يافطة مراكز البحث أو تمويل المشاريع والدورات التكوينية، والبعض يعلنها مدوية بشكل واضح ووجه مكشوف ويقول « لقد بعت والسلام « ، لكن الأمر يبقى على خطورته الأولى : لا مجال للولاء المزدوج، ولا ثقة في أصحابه، تماما مثلما لا ثقة في الذين يضعون على سبيل الاحتياط جنسيات بلدان أخرى، ويتحدثون لنا عن المغرب وباسم المغرب، فقط حين تكون الأشياء طيبة لهم، أما حين البأس فيقولون لنا إنهم ليسوا معنا ولم يكونوا معنا أبدا في يوم من الأيام .
للتأمل ليس إلا بكل هدوء، حسبما يسمح به مقام الانتماء للوطن، وهو مقام لا يتقبل إلا قليل الهدوء .
قال الملك محمد السادس، في خطاب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء عبارته الشهيرة : « لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع، فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، إذ انتهى وقت ازدواجية المواقف… «

الديبلوماسية الموازية … حضور دولي وقومي

نسجل المشاركة المتميزة والمثمرة لحزبنا في المؤتمر الأخير للأممية الاشتراكية الذي انعقد بالجارة الشمالية « إسبانيا «، وهي مشاركة تعكس وعي الحزب بأهمية الديبلوماسية الموازية، وكذا تعكس قوة حضوره ومتانة علاقاته الخارجية التي تترجم الاحترام الذي يحظى به الحزب في المنتديات الحزبية الدولية، وخصوصا ذات المرجعية الاشتراكية الديموقراطية .
وإن نجاح الحزب في الحصول على مقعد نائبة الرئيس في الجهاز التنفيذي الأول لمنظمة الأممية الاشتراكية ممثلا لقارتنا الإفريقية، ومساهمته المقدرة في التصويت لصالح صديق المغرب بيدرو سانشيز رئيس وزراء المملكة الإسبانية رئيسا للمنظمة، هو دليل على الموقع الذي يحتله الحزب ضمن منظومة الأحزاب الاشتراكية الإفريقية، مما مكنه من محاصرة الصوت الانفصالي الذي تزداد عزلته داخل المنظمة دورة بعد أخرى، وكذا دليل على مكانته الاعتبارية وسط مختلف الطيف الاشتراكي الديموقراطي، مما أهله للدفاع عن المصالح الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية .
إن الديبلوماسية الموازية مهمة جوهرية بالنسبة للحزب، يمارسها الاتحاد الاشتراكي من خلال واجهة المنظمات الدولية والجهوية والإقليمية والأممية الاشتراكية والأممية الاشتراكية للنساء، والاتحاد العالمي للشباب، بالإضافة إلى ربط علاقات ثنائية مع الأحزاب القريبة إيديولوجيا من حزبنا .
إن من أولى الأولويات عندنا، هي تعبئة كل مواردنا البشرية والتنظيمية والإعلامية التي نتوفر عليها في حزبنا، من أجل أن نكون رواد وطليعة الدبلوماسية الموازية، وأن نستثمر كل علاقاتنا الخارجية ونبني أخرى، من أجل أن نكون جزءا متينا من جدار صد مناورات خصوم وحدتنا الترابية . وإن موقعنا في المعارضة البرلمانية، قد يكون ورقة إيجابية، إذا أحسن استثمارها، لبيان أن قضية الصحراء المغربية هي قضية دولة ووطن ومجتمع وشعب بمختلف تياراته ومناطقه وأجياله .
وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برقية تهنئة إلى بيدرو سانشيز، الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وذلك بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للحكومة الإسبانية.
وعبر الكاتب الأول عن ثقته بأن « العلاقات بين بلدينا وحزبينا، سوف تقوي روابط الصداقة بيننا، والتي تغذيها رغبتنا المشتركة في عالم متحد وفعال بما يخدم السلم والتعايش « متمنيا النجاح لرئيس الحكومة في مهامه .
31 ماي بمراكش تم انتخاب الحسن لشكر نائب رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب رئيسا للشبكة الدولية للبرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديموقراطيين، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديموقراطيين .
في 20 أكتوبر 2023 عقد المنتدى الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديموقراطيين اجتماعه الدوري بدعوة من رئيسه الحسن لشكر .
وقد عرف الاجتماع تقديم رئيس المنتدى لعرض مركز حول طبيعة التحديات الدولية الراهنة التي تواجه دول الجنوب في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يعرفها العالم كما قدم رؤية واضحة لسبل تقوية وتعزيز التنسيق بين أعضاء المنتدى والمؤسسات البرلمانية التي ينتمون إليها .
وقدم الرئيس مقترح برنامج سنوي حظي بإجماع كل الحاضرين الذين عبروا عن دعمهم للمملكة المغربية وتضامنهم معها بعد أحداث زلزال الحوز مشيدين بسرعة تدخل الدولة المغربية وبالإجراءات المتخذة من طرفها للحد من أثر الزلزال، كما أكد كل الحضور انخراطه المسؤول في إنجاح وتنزيل برنامج المنتدى السنوي .
وفي تفاعلهم مع الأحداث الدولية الأخيرة بقطاع غزة ندد السيدات والسادة النواب بالاستهداف العسكري للمدنيين العزل واعتبروا أن هذا الاستهداف لن يؤدي إلى حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كما حمل مسؤولية التصعيد العسكري الأخير لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو وإجراءاتها الأحادية الجانب واستمرار الاستيطان وسياسة الحصار للشعب الفلسطيني وقتل المسار السلمي التفاوضي واستمرار الاغتيالات والاعتقالات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أكد المنتدى على دعمه الكلي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المشروعة على حدود 1967 وعاصمتها القدس .
يومي 10 و 11 نونبر 2023 نظم الحزب الاشتراكي الأوروبي مؤتمره بمدينة مالقا الإسبانية، وهو موعد سنوي ينتخب من خلاله قيادة الحزب ويحين كذلك خلاله توجهاته وأجندة عمله .
الاتحاد الاشتراكي ( العضو الملاحظ في الحزب الاشتراكي الأوروبي ) حضر ممثلا بكل من خولة لشكر ( مسؤولة العلاقات الخارجية للحزب ونائبة رئيس الأممية الاشتراكية ) و المهدي المزواري ( ممثل الاتحاد الاشتراكي لدى الحزب الاشتراكي الأوروبي ) .
وشاركت الشبيبة الاتحادية في المؤتمر الدولي للشباب ومهرجان « اليوزي « الذي أسفر عن انتخاب قيادة جديدة من أجل مواصلة الدفاع عن مختلف القضايا التي تناقش داخل المؤتمر .
وتم تقديم ترشيح هند قصيور ، منسقة العلاقات الخارجية ، من أجل تقلد صفة عضو لجنة المراقبة لتحل على 96 صوتا ، بالتالي تربح الشبيبة الاتحادية هذه العضوية التي غابت عنها لسنين طويلة لتعود إليها من الباب الواسع …
وعقد وفد الشبيبة الاتحادية العديد من اللقاءات الثنائية مع وفود مختلف المنظمات الشبيبية المشاركة بداية بوفود عدد من أصدقاء الشبيبة الاتحادية بإفريقيا من الرأس الأخضر وأنغولا وبوركينا فاسو ومالي والكونغو وقارة أوروبا مع شبيبة الحزب العمالي الاشتراكي بإسبانيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من الأعضاء من جمهورية الدومينيكان والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا …
في دجنبر 2023 استضافت الشبيبة الاتحادية ، هند مغيت رئيسة الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي « اليوزي « في لقاء مفتوح بمقر الحزب بالرباط ، بحضور عضوي المكتب السياسي، خولة لشكر وأحمد المهدي المزواري ، وهي أول مرة في تاريخ « اليوزي « تقدم رئيستها عرضا مفتوحا أمام الشبيبة الاتحادية .
جبهة وطنية ديموقراطية معارضة

يوم الخميس 23 نونبر 2023 بمقر حزب الكتاب، استقبل محمد نبيل بنعبد الله ، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تدارسا فيه مختلف المواضيع المرتبطة بالوضع العام بالبلاد والعمل المشترك .
وكان اللقاء في سياق تنزيل توصيات المكتب السياسي القاضية بالسعي إلى قيام جبهة معارضة تضم كل من له مصلحة في حماية التوازن المؤسساتي والدفاع عن المكتسبات .
اللقاء الثنائي بين الكاتب الأول للحزب والأمين العام للتقدم والاشتراكية، تلته أشغال لجن مشتركة وندوة صحفية تم خلالها توقيع التصريح السياسي المشترك.
إن الجبهة الوطنية الديموقراطية باتت تتشكل اليوم من كل القوى النابعة من المجتمع، والتي تحمل مشروعا ديموقراطيا، وتناضل بالوسائل الديموقراطية لبلوغه، ولأن الأشياء تعرف بضدها، فإن « الجبهة المعاكسة – جبهة التغول « تتشكل من القوى التي تقاوم إقامة النظام الديموقراطي، أو أنها تستعمل لتحقيق أهدافها بوسائل غير ديموقراطية .
إننا نضع هذا التصنيف، ونحن نفكر في طبيعة هذه المرحلة، باعتبار أن الأهداف الممكنة في مرحلة تاريخية معينة، هي البوصلة التي نحدد بها مواقع اصطفاف كل القوى السياسية والمجتمعية . والغاية المحددة لطبيعة المرحلة الراهنة، هي في رأينا، التمكن من تثبيت نظام مؤسساتي ديموقراطي ، بكل الخصائص المتعارف عليها دوليا . إن هذه الغاية التي يتوقف عليها تقدمنا التاريخي في مجموعه، تتقاسمها مجموعة من القوى السياسية والاجتماعية التي تروم أن تصبح الدولة الاجتماعية ذات معنى .
وإذا كانت الجبهة الوطنية الديموقراطية ضرورة يفرضها منطق الممارسة السياسية وتفرضها أسئلة المرحلة؛ فإننا نحذر من المخاطر التي تتهدد الديموقراطية ببلادنا .
من هذه المخاطر ، « الأغلبية « التي تسيء إلى الممارسة الحزبية وتسيء إلى التنافس الديموقراطي ..
نقرأ في بلاغ المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، المجتمع في 10 نونبر 2023 ؛
« ….إن هذا الوضع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬طبعه التغول في‮ ‬بداية تشكل الحكومة،‮ ‬ويطبعه الغموض والهشاشة في‮ ‬تدبير الملفات الكبرى،‮ ‬كما تسمه الإرادة المضمرة حينا والمعلنة أحيانا كثيرة في‮ ‬إضعاف العمل المؤسساتي،‮ ‬وتفاقم الوضع الاجتماعي،‮ ‬بات‮ ‬يشي‮ ‬باستهداف المسار الديموقراطي،‮ ‬مدعوما‮ ‬بالكثير من الكيانات‮ ‬الانتهازية المتغولة مما‮ ‬يفرض بلورة الجواب الجدير بأن‮ ‬يعيد التوازن إلى العمل المؤسساتي‮ ‬بين البرلمان وبين الحكومة ومؤسسات الحكامة من جهة أخرى‮. ‬وبين الأغلبية والمعارضة من جهة أخرى،‮ ‬وهو وضع نستشعر في‮ ‬الاتحاد أنه‮ ‬ملازم عادة لثقافة التردد والارتعاش،‮ ‬قد‮ ‬يزيد من تقويض المؤسسات الدستورية وفي‮ ‬تعميق الفجوة وعدم الثقة بينها وبين المواطن،‮ ‬ويعطل الأداء المؤسساتي‮ ‬الدستوري‮ ‬من قبيل العمل بأدوات المراقبة‮ ‬من قبيل ملتمس الرقابة ولجن تقصي‮ ‬الحقائق،‮ ‬كآليات اشتغال لدى البرلمان والمعارضة خصوصا‮ (….) مما‮ ‬يستوجب،‮ ‬في‮ ‬نهاية التحليل‮ ‬ضرورة بناء جبهة للمعارضة من أجل حماية التوازن المؤسساتي،‮ ‬والمناعة الديموقراطية،‮ ‬جبهة منفتحة على كل القوى الحية في‮ ‬البناء السياسي‮ ‬الوطني،‮ ‬من قوى اليسار والديموقراطيين وممثلي‮ ‬العمال‮ ‬ورجال الأعمال، ‬وكل من له مصلحة في‮ ‬تعزيز البناء الديموقراطي‮ ‬وتقوية الجبهة الداخلية التي‮ ‬تفرضها التحديات التي‮ ‬تواجهها البلاد،‮ ‬داخليا وخارجيا،‮ ‬أكثر من أي‮ ‬وقت مضى‮ .»
إن هذه الحكومة، تؤكد من جديد، محدودية المشروع السياسي الذي اعتمدته لتشكيل الأغلبية، وغياب انسجامها، لكونها مجرد تحالفات عددية، لا يجمع بينها أي برنامج سياسي أو فكري، ودليل على أن النجاعة لا تحسب بالمقاعد ولكن بالقدرة على ابتكار الحلول للقضايا الشائكة، والانتقال بالبلاد نحو الأفضل، وأن ما يقع اليوم، حيث يتم الجَمع بين الهروب إلى الأمام واستغفال المغاربة، والحط من شأن الثوابت المؤسساتية، ومنها الأدوار الدستورية للمعارضة، كل هذا يُشكل مؤشرا على انزلاق خطير، يضع الأسس لتكريس هيمنة تُهدد الديمقراطية والتعددية، وتنذر بتراجعات خطيرة في مسار البناء الديمقراطي ببلادنا، وتهدد مختلف السياسات العمومية المستقبلية، والحال أننا في حاجة اليوم إلى حكومة، تحترم ذكاء المواطنات والمواطنين، وتتفاعل بقوة واستباقية مع متغيرات ومستجدات الوضع العالمي والمحلي.
جاء في وثيقة التصريح السياسي المشترك بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية التي وقعها الأستاذ إدريس لشكر والأستاذ نبيل بنعبد الله يوم الجمعة 15 دجنبر 2023 «إن مخرجات الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 وطنيا ( الحكومة ) ، وترابيا ( مجالس الجهات والأقاليم والعمالات والجماعات )، بما طغى عليها من أساليب وممارسات فاسدة ومفسدة )، وما أفرزته من تغول مفرط أفقد الحياة المؤسساتية توازنها المطلوب واللازم لكل بناء ديموقراطي وتنموي مشترك، وما أبان عنه التغول العددي للحكومة وأغلبيتها من ضعف سياسي، ومحدودية في الإنجاز وعجز في الإنصات والتواصل، فإن الحاجة صارت أكثر إلحاحا لتشكيل جبهة وطنية وانبثاق حركة اجتماعية مواطنة، لإبراز البديل عن الأوضاع الحالية، ولإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها، بما يضمن مشاركة الجميع في مسار البناء الديموقراطي والتنموي لبلادنا …»

الكاتب : عبد السلام الموساوي - بتاريخ : 05/01/2024