السياسة التعليمية في صلب اهتمام قطاع التعليم الاتحادي
يلتئم أيام 10-11-12 ماي ببوزنيقة، نساء ورجال التعليم الاتحاديون، وستكون أمام المؤتمرات والمؤتمرين قضايا عدة منها ما يرتبط بالشأن التنظيمي للقطاع من خلال تجديد أسئلة النقابي والسياسي، هل لا تزال البراديغمات التقليدية تحكم هذه العلاقة ؟ أم أن الهوة اتسعت وبات من الضروري البحث عن آليات جديدة تحقق التماس بينهما.
ولن يكون الوضع التعليمي في بلادنا غائبا عن مداولات المؤتمر، فالمسألة التعليمية ستظل موضع نقاش بهدف اقتراح البدائل التي تمكن من تجاوز الأعطاب المعيقة، ليأخذ تعليمنا طريقه، من خلال بنياته ومناهجه وبرامجه، بدل البقاء رهين مسلسل الإصلاحات التي تترتب عنها الحاجة إلى إصلاح دون الوقوف على نموذج يمكن المدرسة المغربية من الانخراط الطبيعي في تمكين النشء من المعارف المفيدة، والسبل التي تدمجه في صلب الحياة وتطوراتها العلمية والمجتمعية.
وينعقد المؤتمر في سياق دولي لا يستقر على رؤية محددة للعالم، وإنما على وقائع وتحولات تتطلب امتلاك الأدوات العلمية، معرفيا ومنهجيا، للامساك بأبعادها وتأثيرها على بلادنا، كي تتموقع في الوضع الصحيح الذي يمكنها من الانخراط في عالم ما بعد الذكاء الاصطناعي، وفي ذات الوقت إبراز الهوية المغربية بما تحمله من تطور وتجدد في ذاتها.
إن المسألة التعليمية ليست سلسلة من الإصلاحات المتواترة التي يجب لاحقها سابقها، إنما هي رؤية واضحة تستمد تفاصيلها من مشروع مجتمعي غايته مغرب المستقبل ومتطلباته المعرفية والتكنولوجية والاجتماعية، التي تمكن المغاربة من العيش الكريم في مغرب مستقر وقوي، ولن يتأتى ذلك إلا بمدرسة مغربية تستند إلى مبدأ تكافؤ الفرص بين بنات وأبناء الشعب المغربي دون تمايزات محبطة للقدرات .
ليس من باب التكرار التذكير بما تعرضت له مهنة التدريس من تهميش طال أهلها وجعلهم في أسفل ترتيب المهن، من حيث الدخل والوضع الاعتباري للمدرس، الأمر الذي أقر به حتى مسؤولون حكوميون أثناء جلسات الحوار القطاعي الأخير، الذي تمخض عن مكاسب، وإن اعتبرت نسبيا مقبولة، فإنها لم ترق بالوضع الاعتباري لنساء ورجال التعليم لتجعلهم ينخرطون أكثر مما هم عليه في دينامية التغيير الثقافي والاجتماعي، التي أصبحت مفروضة على بلادنا حتى تأخذ مكانتها وموقعها في صلب هذه التحولات .
إن مؤتمر قطاع التعليم الاتحادي، بقدر ما هو محطة تنظيمية تقتضيها اللوائح الداخلية للاتحاد، بقدر ما هو انطلاقة متجددة ليضطلع القطاع بمهامه داخل حزبه أو في نضاله داخل المجتمع اعتبارا لكون نساء ورجال التعليم في تماس دائم مع كل فئات المجتمع.