المؤتمر الوطني الـ12، في الشكل والمضمون معا

n عبد السلام المساوي

سلسلة مقالات في قراءة الحدث – المؤتمر الوطني 12 -انطباعات، تأمل وتحليل، اليوم مع المقال الأول:
1 – في الشكل
الحدث، المؤتمر الوطني 12 كان عظيما، راقيا، متميزا. كان حدثا عظيما بكل المقاييس.
لم يحدث في تاريخ المؤتمرات الحزبية ببلادنا مثل ما حدث في 17-18-19 ببوزنيقة، وللزمن دلالاته ورسائله. لم يسبق للسياسة ببلادنا أن عرفت تظاهرة سياسية من مستوى عظمة الحدث ? المؤتمر الوطني 12 الذي ينشد المستقبل والبناء. لقد كان تظاهرة فريدة من نوعها شكلاً ومضمونًا، وسنتوقف اليوم عند عظمة الشكل لنبرز مظاهر التميز والتفوق لهذه التظاهرة – الحدث العظيم.
1 – الحدث كان عظيما بحضور قوي، كبير وعظيم كما وكيفا، عددا ونوعا…
2 – كما:
ممثلو 17 دولة ومنظمة دولية، اشتراكيون من جميع أنحاء العالم، رئيس الحكومة ووزراء، رئيس مجلس النواب ومنتخبين، زعماء الأحزاب والنقابات، فعاليات المجتمع المدني، الإعلام بمختلف تجليات؛
مئات الاتحاديات والاتحاديين حضروا الحدث التاريخي، العرس النضالي، نحو أفق جديد، بالمئات جاؤوا واعين ومصرين، منظمين ومنتظمين، منخرطين ومؤمنين، حالمين وآملين، مصممين وعازمين…
بالمئات حضروا وانخرطوا، إيمانا واقتناعًا؛ لم يحضروا جبراً وعسرًا. لم يحضروا كرها أو إغراء، لم يحضروا ترغيبًا وترهيبًا، لم يأتوا مكدسين في الأتوبيسات والحافلات و»الكاميونات»، كما حدث ويحدث في المواسم الحزبية والرسمية، لم يحضروا لا وعياً أو قطيعًا… لم يحضروا أشياء وجمادًا.
بالمئات حضروا إرادةً واختيارًا، حضروا تلبيةً لنداء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حضروا استجابةً لنداء الأفق الاتحادي، لإنجاح المؤتمر الوطني 12، لمعانقة التاريخ والمستقبل، دفاعًا عن هذا الحزب التاريخي العصي على التدمير. أكدوا أن الاتحاد الاشتراكي حزب تاريخي، حزب الحاضر والمستقبل…
من كل زمن جاؤوا؛ شيوخ وكهول، شباب ونساء، حضور قوي ودال للمرأة. من كل مكان انخرطوا؛ من كل أقاليم ومدن المغرب جاؤوا؛ من كل جهات المغرب، من جميع المدن والبوادي المغربية، من أوروبا، جاؤوا من كل مكان وزمان.
حضور وازن وقوي للجماهير الاتحادية التي تابعت أشغال المؤتمر الوطني 12 بالقلب والوجدان، حضور لكل المغاربة الذين يهمهم مستقبل المغرب – المغرب أولًا؛
لم يسبق في تاريخ المؤتمرات الحزبية ببلادنا أن انشغل المغاربة بكل مكوناتهم وتعبيراتهم مثلما انشغلوا بالمؤتمر الوطني 12 للاتحاد الاشتراكي، أحزاب عقدت وتعقد مؤتمراتها بصيغة يمكن أن نقول سرية، لا أحد يهتم، لا أحد يعلق، لا أحد يكتب.
2 – نوعًا؛ الحضور كان كبيرًا وعظيمًا، عظيمًا من حيث الكيف والنوع، هو حضور للمناضلات والمناضلين، بالمعنى الحقيقي للنضال، بالمعنى الفكري والفلسفي، بالمعنى السياسي والحقوقي؛ بمعنى الوفاء والإخلاص، بمعنى الصمود والتحدي.
حضور للاتحاديات والاتحاديين، ومن العناوين البارزة لهذا الحضور:

هو حضور للعقل والوجدان، للتربية والحكمة، عانقوا رفعة ثقافة النظام والانضباط وارتفعوا عن خسة الفوضى والتهريج. باحترام حضروا، باحترام جلسوا ووقفوا، باحترام تابعوا وانصتوا، وباحترام ناقشوا وعبروا.
بالمئات انخرطوا، وأعطوا لانخراطهم معنى، تفاعلوا مع الحدث، مع كلمة الكاتب الأول، مع نداء الحزب، مع نداء كل الاتحاديات والاتحاديين، تفاعلوا وتجاوبوا مع لحظات التظاهرة بتقدير واحترام، انصتوا بحكمة وتابعوا بحكمة، لم يُلاحظ إطلاقًا أن غادر أحدهم مكانه أيام المؤتمر، الكل انضبط بمحض إرادته، الكل التزم، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ التظاهرات بمختلف عناوينها، وهذه ثقافة الكبار، وهذا سلوك راقٍ يعكس قيمة ونوعية الحضور.
الحضور كان نوعيًا وعظيمًا؛ من هنا انتفت مظاهر الرداءة التي تسم التجمعات العامة؛ صراخ وتهريج، فوضى وعبث، تصفيقات عشوائية وزغاريد فلكلورية، صراخ وشعارات جوفاء، طقوس الأعراس وأنشوداتها.
الحضور في المؤتمر الوطني 12 كان متميزًا وواعٍ باللحظة؛ التزم وتفاعل بسمو ثقافي ورقي حضاري، انخرط في الحدث؛ تصفيقات معبرة وشعارات دالة. الحضور كان معنيًا لذا لم ينسحب، مادياً ومعنويًا، طول مدة المؤتمر؛ وهذا يحدث لأول مرة.
3 – الاتحاديون والاتحاديات، كل الاتحاديين والاتحاديات انخرطوا بقوة لإنجاح الحدث.
الاتحاديون والاتحاديات، كل الاتحاديين والاتحاديات، المؤتمرون والمؤتمرات، القدامى والجدد، الكل كان حاضرًا بصيغة من الصيغ في لحظة تصالح مع الذات الاتحادية، مع الهوية، مع الكينونة، مع الوجود.
4 – تحية احترام وتقدير، تحية اعتراف وتنويه للشبيبة الاتحادية، للشباب الاتحادي، كانوا عنوان نجاح التظاهرة – الحدث، كانوا الطريق والبوصلة، تحضيرًا وتنظيمًا، هم الأمل، هم المستقبل، عاشت الشبيبة الاتحادية، النجاح سيد الميدان.

الكاتب : n عبد السلام المساوي - بتاريخ : 27/10/2025