الناظور …الجماعة الحضرية في خدمة جاليتنا المقيمة بالخارج

  عبد السلام المساوي

 

 

إن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة، بل إن الانتماء الحقيقي للوطن يبدأ من الانتماء الصادق للمؤسسة التي تمثل حقل خدمة الوطن، ومبدأ الانتماء للوطن هو عنوان الجماعة الحضرية للناظور…
وهكذا حرصت الجماعة الحضرية لمدينة الناظور والعمدة سليمان أزواغ، على توفير شروط استقبال باذخة ومريحة للجالية الناظورية المقيمة بالخارج.
واعتزازا بجاليتنا، جعلت الجماعة الحضرية لمدينة الناظور مؤسساتها ومواردها البشرية في خدمة أبناء وبنات الناظور الذين يقضون عطلتهم الصيفية في أحضان الأسر والأحباب والمدينة الأم .
في هذا الإطار، وضعت الجماعة الحضرية رهن إشارة جاليتنا العائدة إلى الناظور لقضاء عطلتها ومآربها، ديمومة خاصة لتصحيح إمضاءاتها، يومي السبت والأحد، طيلة مدة الإقامة والعطلة …
إقليم الناظور ليس إقليما كسائر أقاليم المملكة، فالجغرافيا هنا تتكلم التاريخ، إقليم الناظور خزان كبير للمهاجرين..فهو كباقي مناطق الريف لا يستطيع الاستمرار إلا بفضل التحويلات المالية المهمة للعمال المهاجرين، وهي تحويلات ترافقها تحولات سوسيو – اقتصادية ملحوظة في مجال الفلاحة والسكن ونمط الاستهلاك، وكان من آثار ظاهرة الهجرة التي تشمل تقريبا كل الأسر، أن أصبحت الهجرة، بما تعود به على المنطقة من تحويلات مالية وعينية كبيرة ومنتظمة، موردا لا غنى عنه بالنسبة للسكان، إذ أن من أبرز مخلفات هذه الهجرة العارمة، العائدات المالية التي تجود بها على المنطقة، حيث أن نصيب الفرد الواحد منها بالريف، هو ضعف المبلغ المسجل على الصعيد الوطني…
وهذا الصيف، موسم العودة إلى الناظور، ونظرا لتزامن هذه العودة مع عيد الأضحى، بذلت الجماعة الحضرية لمدينة الناظور أقصى الجهود لتوفير فضاءات جميلة ونظيفة نالت إشادة وتنويه الجالية الناظورية المقيمة بالخارج …
فالناظور، وصباح يوم عيد الأضحى، هذا العام كما العام الماضي، والناس يحتفلون وسط الأهل والأحباب، يلقون بأغلفة وأحشاء الخرفان إلى الأزقة والشوارع ليتفرغوا للشواء بتلذذ …عمال النظافة كانوا جاهزين، جنود يخوضون معركة التنظيف والتجميل، كانوا يجوبون الشوارع والأحياء، يدقون الأبواب وينبهون الساكنة، وفعلا قاموا بالواجب وزيادة ولثاني مرة، تنظف الناظور يوم الأضحى، وتتخلص من الأزبال والروائح الخبيثة والمسمومة، العيد هذه السنة كما السنة الماضية، كان الأمر مختلفا وجديا…
فتحية لعمال النظافة بالناظور، تحية للجميع؛ تحية للجماعة الحضرية بالناظور، تحية لسليمان أزواغ عمدة الناظور …
الجماعة الحضرية لمدينة الناظور كانت في الموعد، كسبت التحدي ونالت شكر الساكنة وشكر الجالية؛ بذلت من الجهود الكثير، سخرت طاقات بشرية وإمكانات لوجستيكية كبيرة لتطهير مدينة الناظور وأحيائها التي كانت في الماضي القريب تتحول مع كل مناسبة عيد أضحى إلى جبل من النفايات.
الجماعة الحضرية لمدينة الناظور بتعاون مع السلطات المحلية وكل من يهمه شأن النظافة والبيئة، تجندت في حرب شرسة «زنقة زنقة شارع شارع ، بيت بيت …» مع منتوجات القمامة ومخلفات الأضاحي، وهكذا ، ولثاني مرة ، تبدو مدينة الناظور جميلة ونظيفة .
وأتذكر، وأنا ابن الناظور، أن أحياءها بعد كل عيد أضحى كانت تتحول إلى مقبرة تنبعث منها روائح قذرة وسامة …
إن خدمة جاليتنا المقيمة بالخارج واجب وطني يستجيب لتوجهات جلالة الملك .
إقليم الناظور يمثل عمق الريف، إقليم شهد ملاحم بطولية دفاعا عن استقلال الوطن ووحدته وسيادته، في الماضي والحاضر والمستقبل…
الريفيون، كل الريفيين، في الداخل والخارج ..الريفيون أينما كانوا وأينما وجدوا، مغاربة، وطنيون وحدويون ..مواطنون ملكيون..أوفياء للقسم والنشيد « منبت الأحرار..».. مستعدون للانخراط في البناء والتنمية، إنهم، كما قال العمدة سليمان أزواغ، مفخرة لهذا الوطن في الدفاع عن قضاياه المركزية والمساهمة في التنمية والاستثمار….
الريف ريفك يا وطني، والريفيون أبناؤك يا وطني … في الناظور، وفي كل أقاليم الريف، هذا هو الشعار، وهذا هو المبدأ …

الكاتب :   عبد السلام المساوي - بتاريخ : 15/07/2023

التعليقات مغلقة.