الوداد و الفتح.. بقميص واحد
عزيز بلبودالي
حلقت طائرتان مغربيتان، الأولى يوم الأربعاء، والثانية، ولأنها لم تكن متوفرة، فقد أجلت تحليقها في سماء افريقية بحثا عن صنع الفرح الكروي المغربي إلى صباح يوم السبت. الوداد والفتح، بطائرتيهما، اختلفت اتجاهاتهما، الأولى نحو الجزائر، والثانية إلى قلب الكونغو، لكنهما رحلتا تحت سماء واحدة وفي فضاء واحد.
كنا نتمنى أن يحدث ذلك لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية، الوداد والفتح بقميص موحد وواحد، أحمر أو أبيض بنجمتنا الوطنية، كان سيكون أبلغ عنوان للرهان الذي يلعبان من أجله والهدف الذي نرسمه في قلوبنا لمشاركتهما في هذه المحطة الإفريقية، وهو الهدف المرتبط برفع سمعة الكرة الوطنية ووضعها في مكانتها التي تستحقها في أعلى الهرم الكروي الإفريقي.
سنكون جميعا مع الوداد ومع الفتح، والاستثناء، وأعتقد أنه لن يحدث، سيكون لو حدث بسبب مس عقلي أو نفسي لدى من يرى العكس. وداديون وفتحيون جميعا، بقلب واحد وقميص واحد، فالرهان رهان كرتنا الوطنية، التي من المفروض أن تواكب نتائج أنديتنا ومنتخباتنا ما تحقق على المستوى التسييري والإداري وعلى مستوى الهيكل العام للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وما يحتله اليوم رئيس وأعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من مواقع عليا وفي أعلى هرم التسيير الكروي الإفريقي.
اليوم موعد الوداد في الجزائر مع الدفاع عن قميص الكرة الوطنية، ويوم الأحد، موعد الفتح، في الكونغو، مع نفس المهمة، وبين يومي الجمعة والأحد، موعدنا مع المنتخب الوطني النسوي الذي يلعب بداكار مباراة الإياب أمام منتخب السنغال برسم إقصائيات كأس العالم فرنسا 2018. وكم كان جميلا ذلك اللقاء الذي جمع مجموعة من فنانينا المغاربة بعناصر منتخبنا النسوي قبل سفرهن مساء الأربعاء الأخير، لقاء دعم وتشجيع، لقاء يؤكد أن الثقافة والرياضة يجمعهما حب الراية الوطنية، ويؤكد أننا لا نحتاج لتعبئة الناس عندما يكون الأمر متعلقا بالدفاع عن الراية المغربية.
كنت أتمنى أن يكون الجميع، فنانون، صحفيون، كتاب، نجوم سابقون، في رحلة الوداد والفتح والمنتخب الوطني النسوي، فالأمر لا يتعلق بمباراة في كرة القدم فقط، وأكررها وألح عليها، الأمر يتعلق بما نود أن نرسمه من أفق لكرتنا المغربية قاريا وعالميا. ولا بد أن نتذكر هنا دخولنا دائرة المنافسة على تنظيم مونديال 2026 مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونعول بشكل كبير على موقعنا الكروي على المستوى القاري والعالمي أكثر من اعتمادنا على ملف ملاعبنا وطرقاتنا وفنادقنا، لأن المنافسة على هذا المستوى أكيد لن تكون في صالحنا.
وداديون وفتحيون، وجميعا مع المنتخب الوطني النسوي، لكن هذا لا يمكن أن ينسينا مشاكلنا الداخلية هنا، على مستوى ما يحدث بين الوزارة الوصية على رياضتنا، وبين جامعات ذنبها أن « راسها قاصح».
هي حكايات عديدة لجامعات تجد نفسها محاصرة، فقط لأن رئيسها غير مرغوب فيه من طرف الوزير، هي حكايات نعاين فيها صرخة رئيس يعلنها أمام الرأي العام وأمام صمت مريب للوزارة.
عجيب، لقد اعتدنا في الرياضة الوطنية، ولم يكن يشكل أي مفاجأة لدينا، أن نتابع صرخة لاعب هضمت حقوقه، تعرض للغبن والظلم، أو صرخة مدرب، تحمل لوحده تداعيات النتائج السلبية لفريقه، ليدفع إلى تقديم استقالته تحت يافطة»الانفصال بالتراضي»، لكننا لم نتعود على صرخة مسؤول يسير فريقا وبالأحرى مسؤول يسير جامعة وطنية ينتمي لها منخرطون بعدد كبير، وتنشط تحت رايتها أندية وعصب، ولها منتخبات تمثل الوطن في مختلف المحافل القارية والدولية، الأمر هنا يتعلق، حتى لا يذهب التفكير بعيدا، بجامعة كرة السلة، وبرئيسها الذي سمعه الجميع يوم الأحد الأخير في إذاعة «شذى ف م» في حوار مع الزميل منير أوبري، وهو يطلق صرخته، بألم ووجع وأسف عميق، مما وصفه ظلما لحقه شخصيا وضررا مس جامعته التي يشرف عليها، ووجه اتهاماته مباشرة لوزير الشباب والرياضة، موضحا أن الوزير يقف ضد الجامعة وضد رئيسها خدمة لأشخاص آخرين يرتب لهم المسالك للعودة لامتلاك مفاتيح الجامعة، هذه الجامعة التي حرمت للسنة الثانية على التوالي من منحة الوزارة، هذه الجامعة التي سمحت الوزارة بالتدخل في شؤونها بشكل مباشر، وكأنها تفتقد لمكتب مديري منتخب، هذه الجامعة التي لم تستسلم، وظلت صامدة ودفعت المنتخب الوطني، بما تملكه من طاقة، لتحقيق ما تابعناه من نتائج مبهرة في السنغال وفي تونس.
السيد الوزير، رفضت احتضان المغرب لبطولة إفريقيا لكرة السلة، ولم تتردد في التنقل لهنغاريا لحضور مؤتمر الاتحاد الدولي للتكواندو من أجل إقناع مسؤولي الاتحاد الدولي بمنح المغرب حق تنظيم أي بطولة قارية أو دولية! !
راسي ضرني..بغيت غير نفهم
كل التشجيع للوداد والفتح ولمنتخبنا الوطني النسوي.
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 29/09/2017