بالقصيح … السلام، مصلحة الشعوب

يونس مجاهد
العالم على إيقاع الحرب الروسية – الأوكرانية، بكل تداعياتها الديبلوماسية والاقتصادية والإعلامية، وقد ظهرت تأثيراتها السلبية الأولية على الاقتصاد العالمي، ومن المنتظر أن تتضاعف، إذا طالت هذه الحرب، وهو ما يلوح في الأفق، في ظل التصعيد الحاصل بين روسيا والدول المنتمية لحلف شمال الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التصعيد لن يتوقف، مادام الطرفان، روسيا وأمريكا، غير متفاهمين على رسم خريطة النفوذ العالمي، أما الحكومة الأوكرانية وأوروبا، فهي مجرد أطراف تلعب لعبة لا تتحكم فيها، بل إن آثارها وخيمة على الشعب الأوكراني أولا، ثم على الشعوب الأوربية ثانيا، وعلى باقي دول العالم.
فما الذي سيربحه العالم، غير أمريكا، من تمدد حلف شمال الأطلسي، إلى أوكرانيا، ونفس سؤال الربح والخسارة مطروح على الحكومة الأوكرانية، وأيضا على أوربا، التي رغم انحيازها للولايات المتحدة الأمريكية، فإنها أكبر الخاسرين، بالإضافة إلى روسيا، التي ستخنقها العقوبات.
غير أن السؤال الذي لا يمكن التكهن بجوابه، هو: هل هذه العقوبات سترغم روسيا على التراجع، مما يعني هزيمتها، أم أنها ستتجه نحو التصعيد أكثر، وربما استعمال أسلحة فتاكة مما تملكه في ترسانتها؟.
العالم يعيش على فوهة بركان حرب عالمية ثالثة، وهو ما زال يعاني من تداعيات جائحة كورونا، وأغلب البلدان تحاول استعادة قدراتها الاقتصادية، لكنها تجد نفسها اليوم ضحية صراع على النفوذ الدولي، لا ناقة لها فيه ولاجمل.
هذا هو البعد الذي ينبغي على الإعلام أن يتناوله لمصلحة الشعوب، بعيدا عن التقاطب الحاصل بين إعلام يدافع عن روسيا وآخر عن شمال حلف شمال الأطلسي، وتغيب في هذا التقاطب حقائق كثيرة، بل أكثر من ذلك، بدا واضحا أن أغلب وسائل الإعلام الدولية، دخلت في منطق إعلام الدعاية الحربية، تكشف ما هو في مصلحة توجه حكوماتها، وتخفي ما هو ضدها.
لذلك فإن دور الإعلام النزيه والموضوعي، سيكون حاسما في الدفع بحوار دولي، يضع مصلحة الشعوب فوق كل إعتبار، ومصلحتها هي في السلم، وليس في الحرب المباشرة أو بالوكالة.
الكاتب : يونس مجاهد - بتاريخ : 14/03/2022