تساؤلات عن مشروع قانون المالية لسنة 2021
ادريس العاشري
هل يمكن أن نقول إن مشروع قانون المالية لسنة 2021 هو خطة ورزمة من التدابير لإنقاد الاقتصاد الوطني من تداعيات الأزمة الصحية كوفيد 19؟؟
إذا كانت جائحة كوفيد 19 قد أربكت كل الحسابات والتوقعات السياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي، فإن المغرب يعد من الدول السابقة التي أعلنت عن حالة الطوارىء واتخاذ إجراءات استعجالية وتحفيزية لإنقاذ البلاد من الأزمة الصحية. الاجتماعية والاقتصادية وذلك تنفيذا للقرارات والتوجهات الملكية التي تجسدت من خلال الإجراءات الاستعجالية التي عجلت بتعديل القانون المالي 2020 الذي أعطى لوزير الاقتصاد والمالية الحصانة والسلطة للتحكم في الميزانية العامة للدولة وخلق صناديق خاصة لمواجهة الأزمة لإنجاح هذا المخطط الوقائي وضمان تنفيذه خلال سنة 2021 صادق مجلس الوزراء على ثلاثة مشاريع مراسيم مصاحبة لمشروع قانون المالية للسنة المالية 2021 يتم بموجبها تفويض السلطة إلى وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة فيما يتعلق ب: الاقتراضات الداخلية واللجوء إلى كل أداة مالية أخرى بموجب مشروع مرسوم رقم2.20.723، التمويلات الخارجية بموجب مشروع مرسوم رقم 2.20.724، إبرام عقود اقتراضات قصد إرجاع الدين الخارجي المكلف واتفاقات لضمان مخاطر أسعار الفائدة والصرف بموجب مشروع مرسوم رقم 2.20.725 .
إذا كان هم المغاربة الأول، هو العيش الكريم وضمان الشغل ، فإن الاهتمام بتكوين الأطر واليد العاملة لجعلها تعطينا جودة في الإنتاج تنافس الأسواق العالمية أمر ضروري وحتمي، كثيرا ما تطرقنا إليه ونبهنا إلى أن النسيج الاقتصادي المغربي يعتمد على القطاع غير المهيكل.
هذه الأولوية نجدها مبرمجة في مشروع قانون المالية لسنة 2021 والمتوخى منها:
# إعطاء الأفضلية للمنتوج الوطني بخطة بديلة لاستبدال 34 مليار درهم من الواردات بـ34 مليار درهم من الإنتاج الوطني من خلال استهداف عدد من القطاعات الرئيسية وجعل جزء من هذا الإنتاج يوجه للتصدير#.
القراءة الأولية لمشروع قانون المالية لسنة2021 ، تؤكد أنه استمرارا لتنفيذ القانون المالي لسنة 2020 المعدل. إذا ماتم تفعيل خطة إنعاش الاقتصاد الوطني الذي يهدف إلى الحفاظ على مناصب الشغل ودعم السيولة لدى المقاولات بكل أحجامها وإنقاذ كل القطاعات المتضررة من أزمة كوفيد 19. وتفعيل صندوق محمد السادس للاستثمار الذي ينتظر منه:
دعم الأنشطة الإنتاجية ومواكبة وتمويل المشاريع الاستثمارية العامة والخاصة؛ كما تم تعزيز الاستثمار العمومي، ليبلغ 230 مليار درهم، منها 45 مليار درهم تخصص من صندوق محمد السادس للاستثمار.
ونحن نتطلع لمستقبل أفضل وتجاوز تداعيات هذه الأزمة، التي جعلت المستقبل غير واضح، لا بأس أن نتساءل عن السبل التي ستمكن قانون المالية للسنة المالية 2021 من تحقيق معدل النمو 4.8 وتقليص عجز الخزينة إلى 6,5 من الناتج الداخلي الخام مقابل 7,5٪ سنة 2020؟ خصوصا وان سنة 2021 هي موعد مع الاستحقاقات الانتخابية التي يطمح من خلالها المواطن المغربي إلى ترسيخ الديمقراطية وضمان الاستقرار والسلم الاجتماعي.
الكاتب : ادريس العاشري - بتاريخ : 22/10/2020